Print this page

دويتشه فيله الألمانية: معطيات جديدة قد تعجّل في نهاية الأسد

Rojava News: دلالات متزايدة بدأت تطفو على السطح في سوريا، تفيد بان نظام الأسد يقترب من نهايته عسكريا وسياسيا وقانونيا، هذه الدلالات تفيد أيضا بظهور تغييرات في طبيعة وبنية المجتمع السوري.

المعطيات الخاصة بأعداد القتلى من إرهابيي “تنظيم الدولة” في سوريا، شهدت تباينا كبيرا، فبعد تصريحات دمشق من قتلها نحو130 قتيلا من مقاتلي التنظيم الإرهابي، أكدت مصادر سورية خارجية تابعة للمرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن أن أعداد القتلى لا تتجاوز الثلاثين. وبالرغم من التباين في أعداد القتلى فإن هذه المصادر تتفق في ما بينها على أن مدينة تدمر الأثرية في الصحراء السورية، والتي هي واحدة من أهم المعالم الثقافية السورية، لا تزال آمنة أمام تمدد نفوذ مقاتلي داعش. وبأن آثار المدينة لا تزال آمنة إزاء مخاطر التدمير، في الوقت الراهن على الأقل.

سياسة مكافحة الإرهابيين هي بالنسبة للأسد ليست إستراتيجية متبعة وحسب، بل تشكل أيضا سياسة علاقات عامة ناجحة. بحيث يقدم الأسد نفسه بأنه في مقدمة الذين يحاربون الإرهاب الجهادي، الذي أصاب البلد بعدم الاستقرار منذ أكثر من أربعة سنوات.

                                              

طهران تنقذ الأسد

هذه السياسة المتبعة من الأسد أصبح من المشكوك في نجاعتها على المدى الطويل، إذ أن هنالك دلالات عديدة بدأت تظهر على الأرض تشير إلى قرب انهيار حكومة الأسد.

وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف أكد في مقابلة مع مجلة دير شبيغل الألمانية عن مدى أهمية الدعم الإيراني المقدم للأسد وقال ظريف ” نحن ندعم الحكومة الشرعية في سوريا، ولولا دعمنا هذا لوجدنا تنظيم” الدولة الإسلامية” يحكم دمشق”.

 

بدوره الأسد وصف في لقاء مفتوح في إحدى المدارس في دمشق بداية أيار/ مايو من العام الحالي طبيعة الحرب بأنها متغيرة وقال “من طبيعة المعارك أن يكون بها كر وفر، هزائم وانتصارات”. وأضاف “في المعارك تتغير أمور كثيرة إلا شيئا واحدا فقط وهو إيمان المقاتلين، واعتقادهم بالنصر”. هذا الخطاب من الأسد فسرته العديد من وسائل الإعلام بأنه تضاؤل في حتمية الانتصار للقوات الحكومية السورية.

 

جزار دمشق

لقد عانت قوات الأسد في شمال البلاد من خسائر كبيرة، وخاصة بعد فشل قوات النظام من استعادة بلدة جسر الشغور في ريف إدلب، ولا يبدو أن الجيش السوري وحلفاءه يحققون تقدما سريعا في استعادة المناطق التي خسروها. ويقول دبلوماسيون إن مقاتلي المعارضة من علمانيين وإسلاميين في الشمال والمدعومين من قطر والسعودية وتركيا يمتلكون فيما يبدو كميات أكبر من الأسلحة المضادة للدبابات.

ويوجد مقاتلون أجانب على كلا الجانبين. وهناك مقاتلون من آسيا الوسطى ضمن المتشددين الأجانب الذين يقاتلون ضد حكومة الأسد التي تحظى بميزة حيوية عبر استمرار سيطرتها على المجال الجوي.

إلا أن صحيفة”ليبراسيون” الفرنسية ترى أن “حالة عدم الحسم القائم على الأرض هو انتصار لقوات المعارضة، وأن القدرة على فرض نفوذها في محافظة اللاذقية مركز تجمع الطائفة العلوية سيكون بداية النهاية لحكم الأسد”.

 

الضغوط القانونية تتزايد

ومن ضمن الضغوط التي يتعرض لها نظام الأسد أيضا الجانب القانوني، لجنة العدالة والمساءلة الدولية(CIJA)، والتي تضم مجموعة من العاملين السابقين في محكمة العدل الدولية في لاهاي، استطاعت وبالتعاون مع حقوقيين عملوا طوال السنوات الثلاث الماضية بشكل سري على توثيق جرائم نظام الأسد، وهرَّبوا بيانات وأدلة إلى أوروبا.

ومن بين هذه الأدلة ما يفيد باستخدام الأسد العنف ضد المتظاهرين وإتباع قواته التصعيد المتعمد معهم. صحيفة “ذا غارديان” البريطانية اقتبست نصوصا من التعليمات الصادرة عن مكتب الأمن القومي السوري في أب / أغسطس 2011 والتي تقضي “باعتقال كل من يتظاهر ضد الحكومة، وكل من يتواصل مع مؤسسات ووسائل إعلام أجنبية، من أجل تشويه سمعة البلد”، بالإضافة إلى توثيق أساليب التعذيب المتبعة بحق المعارضين.

هذا العنف المستخدم من قبل النظام ضد معارضيه، أدى إلى فرض السيطرة على الأرض بالقوة، إلا انه أيضا جعل من العديد من السوريين معارضين للنظام. ووفقا لتصريحات أحد زعماء المعارضة السورية في حلب، والتي أدلى بها لمجلة “المونيتر” الطلابية الالكترونية “أن أسوأ حقيقة للنظام، أن يعرف أن العديد من السوريين، الذين لم يشتركوا في أعمال العنف في البداية، انضموا للمعارضة المسلحة، وذلك كرد فعل على العنف المستخدم من النظام”. ويعترف الناشط المعارض بأن التحالف بين أقطاب المعارضة هو مؤقت حاليا، إلا أن الاختلافات في الرأي والتوجهات قد تكون نتاجا للتغير الذي طرأ على بنية المجتمع السوري. وهو ما قد يظهر بعد سقوط الأسد والذي أصبح توقيت سقوطه مثارا للتساؤل.

 

(DW)