Print this page

زهرة أحمد : المجلس الوطني الكوردي عنوان قومي

3:17:00 PM

RojavaNews: المجلس الوطني الكردي امتدادٌ تاريخي لنضال الحركة السياسية الكردية منذ ولادتها المباركة المتمثلة بإرادة شعب أصيل يعيش على أرضه التاريخية، ناضل ولا يزال من أجل حقوقه المشروعة وقضيته العادلة التي كبدتها قيود الاستبداد في أعلى درجات الدكتاتورية البعثية .

استطاعت وبالرغم من حدة أنياب التعريب التي جرحت الانسانية وحقوقها، وأسدلت ستارا عروبيا على مفاصل الحياة مع أبجديتها الكردية، ان تحافظ على هويتها القومية مشرقة كإرادة الشعب الكردي وأحلامه المشروعة في رسم حروف الحياة بقيم من الحرية والكرامة الانسانية .

بعد الثورة السورية انتقلت الحركة السياسية الكردية الى مرحلة جديدة منسجمة مع متطلبات المرحلة معتمدة على آليات جديدة للنضال السياسي لتجتمع الإرادة الكردية الصامدة في هيئة سياسية حضنت الآمال والآلام والأحلام وحدت الطاقات، وكل الامكانيات لتشمل كافة مكونات المجتمع الكردي بتنظيماته السياسية والمدنية والمستقلة بكافة فئاتها الشبابية والنسائية حاملة للمشروع القومي ومهمة تاريخية لمواصلة النضال السياسي مجسدة تطلعات الشعب الكردي وأهدافه القومية المشروعة ليقول الشعب كلمته التاريخية :" المجلس الوطني الكردي يمثلني " .

بالرغم من كل التحديات الشائكة والطرق الموحلة بالانتهاكات والسياسات الشوفينية قطع المجلس الوطني الكردي أشواطا مميزة على كافة المستويات بدعم من جماهيره  الوفية التي أخلصت في القول والعمل رافعا أكبر علم كردي في كركي لكي في يوم العلم الكردي كسابقة مميزة بالرغم من التحديات الكبيرة مؤكدة على إرادة النضال المتجذرة في التاريخ .

وقرار المؤتمر الوطني الثالث للمجلس الوطني الكردي باعتبار قوات بيشمركة روج آفا البطلة قوة تابعة للمجلس خير تجسيد لنبض الشارع الكردي النقي بقوميته ،ولا يزال يسعى جاهدا للحصول على تفاهمات واتفاقيات دولية لدخول بيشمركة روج آفا الى كردستان سوريا وأخذ زمام الدفاع عنها لان الدفاع عن كردستان سوريا حق مشروع للجميع .

وما المحاولات التصعيدية اللامسؤولة وانتهاكات حقوق الانسان من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي إلا محاولة لإنهاء الحياة السياسية في كردستان سوريا، وما اغلاق مكاتب المجلس الوطني الكردي ومكاتب أحزابه السياسية واعتقال ونفي قيادات وكوادر ومناصريه إلا خدمة لسياسة التفرد والهيمنة وإقصاء الأخر ،بالرغم من الاتفاقيات التي جسدت متطلبات الشعب الكردي وبإشراف مباشر من الرئيس مسعود البارزاني لحماية وادارة كردستان سوريا إلا انها لم ترَ النور وتناثرت حروف التوقيع الأولى قبل الوصول الى قامشلو .

تأتي هذه التحديات في الوقت الذي تتهاوى فيه سوريا الى الجحيم، أنقاض وأشلاء متناثرة، تهجير قسري وأسلحة كيماوية، والمستنقع السوري يزداد تعفنا ووباء، وتتفاقم صراع المصالح بين دول تتظاهر بدور المنقذ ليتشوه مفاهيم الثورة ومبادئ الحريات العامة التي رسختها أبجديات حقوق الانسان في القانون الدولي .

 ومازالت التّحديات تترجم في الواقع السوري الى عنصرية شوفينية من بعض العقول التي نعمل معا في المعارضة السورية، فما تزال النزعة العنصرية العروبية التي يحملها البعض من تلاميذة البعث تحارب أي مشروع للمجلس الوطني الكردي في الحل الأنسب للأزمة السورية في سوريا اتحادية فيدرالية تضمن الحقوق المشروعة لكافة المكونات السورية، وماتصريحات البعض منهم ووصفهم الشعب الكردي بالضيوف في سوريا إلا قمة للشوفينية البعثية التي لاتزال تسيطر على فكر الذين يعارضون مشروع الفيدرالية ويصغونها وبجهل سياسي قانوني بعملية تقسيم سوريا الموحدة .

إلا ان استمرار المجلس الوطني الكردي في النضال السياسي لخدمة المشروع القومي الكردي خير دليل على أن ارادة الشعب الكردي أقوى من كل التحديات .

ومن ناحية أخرى: حقق المجلس الوطني الكردي وخاصة بعد مؤتمره الوطني الثالث قفزة نوعية في مجال العلاقات الدبلوماسية مع دول لها دور أساسي في تغيير مجرى الاحداث في سوريا .

استقبال البيت الأبيض الامريكي لتطلعات وآمال الشعب الكردي خير  دليل على الدبلوماسية الناجحة للمجلس الوطني الكردي، ففي البيت الأبيض وللمرة الأولى يتم وصف بيشمركة روج آفا بالابطال الحقيقيين في محاربة أخطر أنواع الارهاب في العالم.

مع هذا المشروع القومي الكردي الذي جعله المجلس الوطني الكردي عنوانا راسخا لنضاله المستمر بكل قيمه ومعاييره السامية المتمثلة بإرادة الحرية للشعب الكردي، لا بد أن يكون خير ممثل لهذه المسؤولية التاريخية بكل أبعاده متجاوزا مواطن الخلل والضعف في أساليبه والسير قدما باتجاه تفعيل مؤسساته ووضع استراتيجيات ناجحة وبرامج عمل سياسي منسجمة مع متطلبات المرحلة الراهنة لتتوج بنتائج مثمرة تخدم عدالة القضية الكردية .

خارطة الشرق الأوسط الجديد ترسم ملامحها مصالح دول تتحكم بالأزمة السورية المشوهة، فوضى خلاقة وضبابية الحل، اتفاقيات سرية واخرى علنية متناقضة، ثوابت بطريقها الى التلاشي، معادلات سياسية يتم توازنها بثوابت غير مشروعة، وغيرها من مشاهد بائسة في المسلسل السوري الطويل الأمد .

في هذه الأحداث المتسارعة والمصيرية لا بد أن يكون المجلس الوطني الكردي جزءا هاما من المتغيرات المصيرية ويحقق ثوابت غير قابلة للتصويت، لا بد أن يعمل جاهدا لإدراج القضية الكردية في الجنيفات القادمة على طاولة المفاوضات وفي جميع المؤتمرات الدولية للحل في سوريا مع استمرار بناء العلاقات الدبلوماسية مع الدول ذو التأثير الأكبر في الأزمة السورية بالاعتماد على الكفاءات الكردية المتقدمة واستشارة القانونيين والاكاديميين والمختصين في كافة المجالات وبما يخدم القضية الكردية كل ذلك مع تأسيس مشروع إعلامي متميز يحمل آلام وآمال الشعب الكردي الى العالم والتعريف بالقضية الكردية كقضية شعب أصيل يعيش على أرضه التاريخية.

فالشعب الذي قاوم ظلام التعريب وأشكال الاستبداد المختلفة، ناضل للحفاظ على هويته القومية في أكثر الظروف قساوة وظلما، خرج من الاحصاء  والحزام العربي ودهاليز الظلام بدون أن يخدش كبريائه ....سيكون قادرا على صنع المعجزات. المجلس الوطني الكردي سيبقى عنوانا راسخا للمشروع القومي.