Print this page

جمال حمي: هل الكورد والأرمن أصدقاء أم أعداء ؟؟

10:12:28 AM

 

الجُزء الثاني

ليس القصد من هذا البحث اثارة الخلاف ما بين الكورد والأرمن ، ولا فتح جبهة أخرى على الكورد هم بغنى عنها على الأقل في هذه المرحلة ، ولا زيادة خصوم الكورد ، بل من أجل أن أضع الشعب الكوردي أمام الحقائق المخفية عنهم عمداً ، ذلك الشعب  الذي تعرض الى التضليل والخداع من قبل الأنظمة التي تحتل أرضه ، والى التضليل والخداع الذي تعرض له حتى من قبل معظم أحزابهم  السياسية أيضاً  ، وحتى لا يقف الكوردي يوماً أمام أي أرمني ويطأطأ له رأسه خجلاً ، بل ليجيب الأرمني الذي يقول له أن أجدادك الكورد شاركوا الأتراك في مجازرهم ضدنا ، بأن يقول له ودون خجلٍ أو حياء ، " أجدادك بدأوا أولاً بإرتكاب المجازر بحقنا ، وأجدادي انتقموا منهم ، ولكل فعل ردة فعل ، وهل كنت تريد منهم أن يسكتوا أمام من يعتدي عليهم .؟

 

وبالعودة الى مجازر عصابات الطاشناق والهنشاق الأرمنية التي ارتكبتها  بحق الشعبين الكوردي والتركي معاً ما بين 1914 و 1919، والتي سبقت مجازر الأتراك ضدهم ، والتي كانت هي السبب في الإنتقام التركي القاسي ضدهم وكرد فعل قاسي ومدان ضد عمل آخر مدان وقاسي سبقه   ومن جنس العمل نفسه ، سوف لن أعتمد هنا على الوثائق العثمانية ، حتى لا يتهمني أحد بأنني أدافع عن الأتراك وأعمل عندهم ، وأن وثائق العثمانيين مزورة ، سوف أورد لكم تقارير روسية وأمريكية وألمانية وبريطانية ، وسنعتمد عليها في اثبات أن الأرمن هم من بدأوا بإرتكاب المجازر البشعة  بحق الشعبين الكوردي والتركي معاً ، والتي أودت بحياة نصف مليون مدني بريئ .

 

ونبدأ بتقرير أمريكي :

 

تقرير لجنة نايلز وسزرلاند، وهي مفوضة من الكونغرس الأميركي وبتكليف منه أيضا عام 1919 للتحقيق في أوضاع الأقاليم الشرقية للإمبراطورية العثمانية في أعقاب الحرب العالمية الأولى. وكان الغرض من اللجنة هو تقييم النوع المطلوب من المساعدات التي يمكن تقديمها عن طريق "اللجنة الأميركية للإغاثة في الشرق الأدنى". وتألفت اللجنة من الكابتن "إيموري نايلز" وهو ضابط بالجيش الأميركي، وأستاذ القانون الأميركي "آرثر سزرلاند الإبن".

 

في التقرير يضع المبعوثان الأميركيان مشاهداتهما، ويدونان الملاحظات على ما حدث في المناطق التي مرّوا بها. في المنطقة من "بتليس" إلى "بايزيد" مرورا "بفان"؛ يقول التقرير: إن المنطقة شهدت قتالا بين الروس وحلفائهم الأرمن من جهة وبين الأتراك من جهة، وجرت أعمال النهب والمذابح، وترتب على ذلك دمار شامل في المنطقة، وخاصة مدن ولاية "بتليس" وولاية "فان" الكورديتان اللتان دُمر نحو تسعة أعشارها.

سكان تلك المنطقة المنكوبة يتكونون أساسا من المسلمين الكورد ، ويقول المبعوثان: إنهما علما أن الأضرار والدمار قام به الأرمن، إذ احتل الجيش الروسي المنطقة ثم انسحب منها، وما لبث الأرمن أن قاموا بارتكاب جرائم القتل والاغتصاب والحرق - وعلى حد تعبير التقرير- قاموا بكل الفظائع الرهيبة بحق المسلمين !!

وثيقة روسية :

و هي عبارة عن تقرير رسمي من أحد الضباط الروس أثناء قتالهم بمشاركة كتائب المتطوعين الأرمن ضد الأتراك العثمانيين يقول عنها المؤلف: "إنه بالرغم من المنافع المتبادلة والمشاركة الإستراتيجية في مقاتلة عدو واحد؛ فإن الضابط المذكور استفزته التصرفات اللاإنسانية والشاذة للأرمن في مواجهة الأهالي من الأتراك العثمانيين المسلمين ( كورد وترك "!

 

كانت أوائل القرن العشرين قد شهدت تحولات هائلة في روسيا وانتفاضات وثورات أدت في مجملها إلى تغيرات متتالية في الجيش الروسي وبخاصة في علاقة الجنود بالضباط. فقد انهارت لفترة الطاعة المطلقة التي اشتهر بها جنود جيش القياصرة، وأصبح الضباط يخافون من معاقبة الجنود المتمردين حتى لا ينقلب البقية ضدهم.

 

واستغل الأرمن هذه الأوضاع في تخطي الأوامر التي تقيد حركتهم ضد الأتراك المسلمين في أثناء الحرب (كانت روسيا تغض الطرف عما يرتكبه الأرمن ما دامت في طي الخفاء). وتأتي شهادة الليفتانت كولونيل "تواردو خليبوف" القائد الروسي تأكيدا لجرائم الأرمن ضد المدنيين الترك.

 

يقول خليبوف: "في سنة 1916 عندما احتل جنودنا الروس مدينة أرضروم، لم يُسمح لأرمني واحد بدخول المدينة أو الدنو من ضواحيها". ويضيف "لكن الحال تبدلت بعد الثورة الروسية، وتم العدول عن هذه الاحتياطات، فانتهز الأرمن الفرصة لمهاجمة أرضروم وضواحيها، وشرعوا يسلبون المنازل وينهبون القرى ويذبحون الأهالي، ولم يجرؤ الأرمن مطلقا خلال الاحتلال الروسي على الإمعان في أعمال القسوة والوحشية علنا، ولكن كانوا يقتلون وينهبون في الخفاء، ولكن لم يحل عام 1917 حتى شرعت الجمعية الثورية الأرمنية -ومعظمها من الجنود- في تفتيش المنازل تفتيشا عاما بدعوى نزع سلاح الأهالي".

 

تستمر شهادات الضباط الروس الواردة في تقرير "خليبوف" لتوثق قتل أعداد ضخمة من الأتراك والأكراد  على يد الأرمن بدم بارد دون قتال أو حتى توفر فرصة للدفاع عن النفس أو حمل السلاح .

 

 

يتبع -