Print this page

جمال حمي: هل الكورد والأرمن أصدقاء أم أعداء ؟؟

10:28:59 AM

 

الجزء الثالث

 

من حيث المبدأ ، نحن ندين ونستنكر كل جريمة تُرتكب في حق أي انسان بريئ ، وفي أي زمانٍ ومكانٍ من هذا العالم الواسع  ، وبغض النظر عن العرق واللون والدين واختلاف الرأي والفكر ، فالإنسانية في عُرفنا  لا تعرف أنصاف الحلول ، فأما أن نكون انسانيين أو لا نكون .

لكن لماذا يجب دوماً على الإنسان الكوردي أن يبكي ويحزن ويتعاطف مع أصحاب القضايا الإنسانية حول العالم ، ولا يجد في نفس الوقت من يذرف دمعة واحدة عليه ولا يجد من يتعاطف معه ومع قضاياه المحقة والعادلة ، ولماذا يجب على الكوردي أن يتعاطف مع ضحايا غزة وضحايا المجازر المنتشرة على امتداد جغرافيا ما يسمى بالوطن العربي في فلسطين ولبنان والعراق وسورية وغيرها ، بينما لا يجد من يتعاطف مع ضحايا حلبجة والأنفال والشنكال وكوباني وعفرين وفي كوردستان تركيا وايران ؟ والى متى سيلعب الكوردي الذي تم خداعه دور الجاني والظالم أمام الأرمني ويطأطأ رأسه أمامه خجلاً ، علماً أنه كان الضحية والأرمني كان هو الجلاد ؟

 

واستكمالاً لعرضنا وثائق وتقارير أمريكية وروسية وألمانية وبريطانية تثبت وتؤكد أن الشعب  الأرمني لم يكن شعباً بريئاً كما يشاع وأنهم كانوا مظلومون ، وقد تعرضوا الى ابادة فقط لأنهم مسيحيون ، ويدرجونها تحت بند الحروب الدينية ورفض المسلمين قبول الآخر المختلف عنهم في الدين ، دعونا نتابع في هذا الجزء أيضاً ما جاء في تقرير اللجنة الأمريكية التي تم تكليفها من الكونغرس الأمريكي .

استدل واضعو التقرير على صحة الشهادات التي استمعوا لها من الدلائل التي رأوها أن ممتلكات الأرمن وكنائسهم وحتى النقوش التي على المنازل في "بتليس وفان" لم تُمس أو تصب بسوء في حين أن ممتلكات المسلمين ومنازلهم دمرت تدميرا كاملا.

 

في منطقة أرضروم الحدودية التي تتكون من سلسلة من السهول التي تحيط بها الجبال ويقطنها الأكراد والأتراك حدثت أيضا أعمال قتل وتدمير كامل للمنازل والمزروعات ونهب الماشية. ويؤكد التقرير على أن الأرمن قاموا قبل انسحابهم من المنطقة بتدمير القرى وعمل مذابح وفظائع أيضا ضد السكان المسلمين. الكورد ، ويضيف التقرير أن هذه الجرائم الأرمنية -كما يطلق عليها التقرير- ما زالت تجري على الحدود لحظة كتابة الوقائع. كما استدل المبعوثان الأميركيان على صحة الشهادات من أحد الضباط البريطانيين في أرضروم.

 

وفي النهاية تقرر اللجنة الأميركية؛ أنه بالرغم من أن ذكرهم للفظائع التي ارتكبت ليس له علاقة بمهمتهم الأساسية، لكن ما شاهدوه وسمعوه تغلب عليهم، وتأكدوا أن الحقيقة هي أن الأرمن ذبحوا المسلمين على نطاق واسع وبكثير من القسوة والوحشية. وأن الأرمن مسئولون عن معظم الدمار الذي حدث في القرى والمدن.

كما يؤكد التقرير على حقيقة أن الروس قاموا بالكثير من الفوضى والدمار حال تحالفهم مع الأرمن، لكن عندما انحل الجيش الروسي في 1917 وتركوا الأرمن دون تحكم، قام الأخيرون يذبحون ويقتلون المدنيين المسلمين، وعندما تحطم الجيش الأرمني على يد الجيش التركي تحول كل الجنود النظاميين وغير النظاميين إلى آلة تدمير في ملكيات المسلمين وارتكبوا المجازر، والنتيجة هي تدمير بلاد بأكملها.

فيما يقول المؤرخ الأميركي "جستن مكارثي" في كتابه المهم "الطرد والإبادة مصير المسلمين العثمانيين": هجمات الأرمن على المسلمين لم يأت ذكرها أو تؤخذ في الحسبان إلا فيما ندر، أما هجمات المسلمين على الأرمن فهي فقط التي يهتمون بها ويبرزونها، كان من السهل على المعلقين أن يصوروا المسلمين بوصفهم متوحشين شعروا بين فينة وأخرى بالحاجة إلى قتل المسيحيين، في الحقيقة هاجم الأرمن المسلمين وفي كثير من الأحيان دون استفزاز واضح أو مسوغ مباشر".

يتبع -