9:15:02 AM
بقلم : جمال حمي
RojavaNews: من السهل جداً على الطبيب اخبار مريضه بأنه مصابٌ بالسرطانِ أو أنه عقيم لا يُنجب الأولاد ، وأنه غير مؤهل للزواج واقامة علاقة جنسية مع امرأة ، لكن ليس من السهل على المريض تقبّل هذه الحقيقة ، لذلك يُكابر ويُعاند ويحاول أن يبرز رجولته وفحولته فيزعم بأنه يستطيع مطارحة مئة امرأة بكل سهولة ، وحتى أهله لا يتقبلون هذه الفكرة فينظرون الى ضخامة جسده والى عضلاته المفتولة والى شاربيّهِ الكبيرين ، فيقولون بأن هذا الطبيب فاشل لا يعرف شيئاً وابننا رجل كامل وسيد الرجال ، ثم يتنقلون بين الأطباء وكلهم يقولون لهم نفس الكلام ويقدمون لهم عشرات الأدلة والتحليلات التي تثبت لهم بأن ولدهم عقيم وفاقد للرجولة والفحولة لكن عبث !!
ويبدأ الجميع بنكران الحقيقة والمكابرة والمعاندة وشتم الأطباء واتهام الطب في بلدهم بأنه فاشل ، أو هنالك مؤامرة من وزارة الصحة على عائلتهم وأنهم مأجورون وخونة ، ، مع أن ولدهم عقيم وغير مؤهل جنسياً .
ما ذكرته لكم أعلاه آنفاً ، هو مجرد مثال بسيط اقتبسته لكم من الحياة وأردت اسقاطه على الحالة الكوردية وبالأخص على ما يجري في عفرين هذه الأيام على وجه التحديد ، فمنذ سنوات ونحن نحاول اقناع شعبنا ، بأن تنظيم العمال الكوردستاني وأعني القيادات فقط ، حالهم كحال ذلك الرجل العقيم والذي فقد رجولته وفحولته وكرامته ، وأنهم ليسوا قادرين على فعل شيء ، سوى الجعجعة في الكهوف وابراز فحولتهم ورجولتهم والتهديد بإحراق أنقرة واسطنبول وكل تركيا ، فيصدقهم شعبنا البسيط فينساقون خلف أكاذيبهم وعنترياتهم ، وقدمنا لهم مئات بل آلاف الأدلة على خياناتهم وأنهم مجرد أدوات ومرتزقة لدى أعداءنا ، وأنهم بمثابة الذراع الطويلة والضاربة في العمق الكوردي في كل مكان يحركها أعداؤنا متى ما شاءوا لضربنا وتدمير مدننا وقرانا ، لكن ما يزال الكثير من أبناء شعبنا يعاندون ويكابرون ويعتقدون بأن هؤلاء رجال وشرفاء ومقاومون ووطنيون ، فمتى سيقتنعون لا أدري ، علماً أن الصورة في عفرين واضحة جداً وجودتها عالية جداً .
نحن لم نشكك بوطنية أولئك الشباب الكورد المنخرطين بين صفوفهم ، فهم يقاتلون بكل شجاعة وبسالة ، فالكوردي مقاتل شرس بطبعه ولا أحد يشكك في ذلك ، وهؤلاء الذين يسقطون شهداء اليوم انما هم أبناؤنا وبناتنا ، يؤلمنا ما يصيبهم بكل تأكيد ، لكن المشكلة تكمن في قيادات قنديل الذين يتاجرون بدمائهم الطاهرة ويتلاعبون بمصير شعبنا الكوردي ، وهذا لم يعد خافياً على كل انسان عاقل .
وكل يوم نقدم الأدلة تلوى الأخرى على أن قيادات قنديل مجرد أدوات بيد الأعداء يتاجرون بكم وبقضاياكم وبدماء أبناءكم ، فها هي الحافلات التي جاءت من قامشلو الى عفرين والتي زعموا بأن فيها مقاتلين جاؤوا لنصرة عفرين والدفاع عنها ، قد عادت أدراجها محملة بقيادات حزب العمال مع عائلاتهم وخرجت من عفرين أمام مرآي ومسمع طائرات الجيش التركي ولم تتعرض لها بسوء ، وكأن هؤلاء أرادوا القول لأردوغان ، انتهت مهمتنا في عفرين ، فتعالى والحقنا الى قامشلو ودمرها كما فعلت في عفرين !! وبعد خراب قامشلو سينتقلون الى جبال قنديل في اقليم كوردستان ، لإعطاء الذريعة لتركيا التدخل عسكرياً هناك أيضاً وتدميرها .
والحقيقة المرة هنا ، أن قيادات قنديل قرروا منذ اليوم الأول أن يكونوا شبيحة لدى النظام السوري ، وبالفعل دافعوا عنه وعن نظامه وعن أفرعه الأمنية وعن أصنامه وعن مصالحه ، وقدموا شبابنا قرابين للأسد في الرقة ومنبج وفي دير الزور واعزاز وتل رفعت ومنغ وغيرها وهي مناطق عربية فزرعوا حقداً بين الكورد والعرب ، وها نحن نحصد ما زرعوه ، فكانوا شبيحة لدى النظام ، واليوم انتهت مهمتهم ، لذلك صدر القرار الدولي بتصفية هذه القوات وتجريدها من الأسلحة ، وهذا ما يحصل اليوم في عفرين ، فهنالك صفقات تعقدها الدول الكبرى على اقتسام سورية ، وحزب العمال لعب دوراً قذراً في هذه الحرب ، وقد شارفت مهمته على الانتهاء ، وهذه نهاية طبيعية لمن رضي على نفسه لعب دور الشبيح ، أعلم أن تقبل الحقيقة ليس سهلاً ، فالحقيقة مرة دوماً ، فأسأل الله أن يرحم شهداءنا من أبناء وبنات الكورد الذين تاجر بهم حزب العمال الكوردستاني ، واللعنة على كل من يتآمر على شعبنا الكوردي .
قبل أن تشتم وتتهمني بالعمالة لأردوغان ، فلتذهب أنت وأردوغان وكل قيادات قنديل الى الجحيم ، وليعش شعبنا الكوردي عزيزاً كريماً على أرضه .