محمد حاجي كريم: معا أحموا كوباني

محمد حاجي كريم: معا أحموا كوباني

يمر حاليا غربي كوردستان في مخاض عسير، وتعيش كوباني على حافة كارثة انسانية. عشرات الآلاف من سكان المنطقة اضطروا تحت ضغط هجمات مسلحي داعش لترك مساكنهم وأملاكهم والتوجه الى مناطق أخرى في غربي كوردستان أو اجتياز الحدود نحو تركيا.
 
ومن المؤسف مازال حزب (PYD) يتعامل من زاوية حزبية ضيقة ومنطق عدم قبول الآخرين. أطراف المجلس الوطني الكوردي أعلنت استعدادها لمقاتلة داعش الى جنب أخوتهم قوات (YPG)، لكن (PYD) لم يقبل بهذه المشاركة ورفضها على وجه السرعة.
 
انه خطأ قاتل حيث الشعب يعيش عند حافة الموت وانت مازلت مصرا على التمسك بمنطق عدم قبول الآخرين ولا تقبل التنازل عن الغرور السياسي وتتعامل بعقلية أمس الاقصائية. ففي خضم هذه الأحداث المؤمة، وعوضا عن العمل لتوحيد البيت الكوردي، يقطع (PYD) طريق العمل عن الأحزاب الأخرى، وقام منتصف ايلول الماضي بغلق مكتبين للحزب التقدمي الديمقراطي الكوردي الحليف للاتحاد الوطني الكوردستاني في عفرين. الظرف الحالي هو بمنتهى الحساسية، لأجل الاستحواذ على كافة المكتسبات، حتى ان الحرب مع قوة وحشية.
 
وخطرة مثل داعش تفصله وفق مقاساتك، ولا تسمح بممارسة حق الدفاع عن الوطن لمواطنيك. أمريكا القوى العظمى بكل هيبتها وامكاناتها الهائلة، تحاول جذب أكبر عدد من البلدان الحليفة لمشاركتها في حربها ضد داعش. (PYD) عكس ذلك، فبدلا من استقبال كل سعي باتجاه مجابهة داعش والدفاع عن المنطقة، وعوض اغتنام الفرصة لفتح باب الصداقة والتعاون مع الأحزاب والقوى الأخرى، ولتوضح للأصدقاء والأعداء بأنه حزب متفتح وأن ما يتبعه يتوافق مع مبادئ الديمقراطية وحق المواطنة، وأن تكسب عطف بلدان التحالف المضاد لداعش، نراه يصادر حق الدفاع عن الأرض والشعب من جميع من لا يفكرون مثله. الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا أحد أحزاب المجلس الوطني الكوردي يملك هو فقط (4) آلاف بيشمركه من المتدربين، هذا الحزب مستعد لمقاتلة داعش الى جنب قوات (YPG) دفاعا عن المنطقة. وقد أبلغ رسميا استعداده هذا لـ(PYD)، لكن (PYD) رفض المبادرة بحجة انه يستطيع لوحده حماية كوباني. اذا كان (PYD) يهمه حياة وممتلكات سكان غربي كوردستان، عليه السماح للقوى الأخرى بأن تدافع عن الشعب، بل عليه أن يقدم الشكر لهذه القوات. فهؤلاء أيضا أبناء هذا الوطن، لم يأتوا من كوكبا آخر، وهم مستعدون وبكل اعتزاز للدفاع عن الأرض والوطن وسيادة الأمة وأن يضحوا بالنفس في سبيل ذلك. وهل من تضحية تفوق ذلك؟.
 
في خضم الأحداث الأخيرة في جنوب كوردستان، قال البعض من قادة (PKK)، انهم ليسوا بحاجة لأذن أحد فيما لو أرادوا مرابطة قوات لهم في جنوب كوردستان، وهم أحرار فيما يتعلق بسحب قواتهم هذه ولا يحق لأي طرف أن يطلب منهم اخلاء هذه المناطق. السؤال هو: لم يحق لـ(PKK) أن تحارب داعش في شنكال ومخمور وكركوك، ولا يحق لقوى غربي كوردستان أن تدافع عن الأرض والسكان وهم أبناءها؟ اذا استمرت (PYD) على سياسة الاستحواذ والتهميش ورفض الأطراف الأخرى، فسيكون نصيبه ليس الخسران فقط بل انه يجلب للشعب الكوارث الكبيرة.
 
القوة التي ينتظر النصر منها هي قوة تضع الخلافات جانبا وتقوم ببناء صرح التعايش. التأريخ أثبت بأن النصر حليف القوة الموحدة والعمل المشترك والتآلف السياسي والوفاق الاجتماعي. اذا كانت القوى التي تدافع اليوم عن روجآفا هي لكل الأطراف، فانه يحقق مكتسبات كبيرة لهذا الجزء من كوردستان. وبالعكس فان ادامة التواصل مع الأحداث الآنية بتقاليد الأمس، لن يحمينا بل سيجلب المزيد من المآسي والآلام. لو فرضنا ان الجميع، خصوصا أحزاب المجلس الوطني الكوردي اصبحت مع (PYD) مكملين لبعضهم ويحاربون معا لحماية كوردستان، بالتأكيد سينتعيش أمل جديد لدى الشعب.
 

Rojava News 

Mobile  Application