Print this page

تقرير حقوقي يكشف تفاصيل عن سجون ومعتقلات PYD السرية

10:08:03 PM

RojavaNews: كشف تقرير حقوقي كوردي  يوم الخميس عن وجود معتقلات وسجون سرية تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD في عفرين بكوردستان سوريا .

وذكر التقرير الصادر عن مركز الديمقراطية لحقوق الإنسان في كوردستان(مقره المانيا)  تحت عنوان"  انتهاكات PYD في مدينة عفرين بكوردستان سوريا, منذ 2012 ولغاية 2016" تلقت (باسنيوز) نسخة منه أن " قوات PYD ارتكبت فظائع بحق معارضيه في عفرين مشيرا الى حالات القتل والاعتقال والاختطاف والنفي.

وأكد التقرير ارتكاب قوات PYD "جرائم" بحق المدنيين ترتقي لمستوى "جرائم ضد الإنسانية", كذلك قمع التظاهرات السلمية واعتقال مئات الناشطين الكورد وزجهم  في المعتقلات السرية.

السجن الأسود

وصف التقرير أن" أسوأ ما قد يتعرض له المعتقل السياسي هو أن يتم تحويله إلى إحدى السجون السرية, وخصوصا ما يُعرف بالسجن الأسود,( معصرة قديمة متوقفة عن العمل تقع على طريق راجو بعفرين) وهو الأسوأ صيتا في المنطقة".

وأشار الى أن "مركز التحقيقات الرئيسي للسجون السرية يقع في المقر السابق لجيش النظام السوري على قمة جبل ليلون بقرية قيبار في ريف المدينة, حيث أصبح مراكز اعتقال سرية وتحقيقات و لتعذيب المعتقلين, إضافة إلى أنها مركز لقوات مكافحة الإرهاب".

ولفت الى أن: "المحققين والأشخاص الذين يقومون بتعذيب المعتقلين, يغطون وجوههم بحيث لايمكن سوى رؤية عيونهم فقط, و المعتقل الذي تظهر عليه علامات و آثار التعذيب يتم معالجته لحين زوال تلك الآثار من قبل أطباء".

وأوضح التقرير أن" اسلوب التعذيب المتّبع في السجن الأسود, يكون من خلال شد ذراعي وقدمي المعتقل بالسلاسل الحديدية وربطهما بما تسمى الرافعة و يتم شده بقوة ليتعرض المعتقل لألم شديد في المفاصل والأربطة, كما و يتم تعذيب المعتقلين وهم مكبلين بالسلاسل, بقطع بلاستيكية حادة تستخدم في التمديدات الصحية و ضربها بهم في مختلف الأماكن بشكل يومي".

وقال" يتم جلب مصورين لقناة روناهي التابعة لـPYD لتصوير اعترافات المعتقلين, حيث يتم تهديد المعتقلين الذين يرفضون الإدلاء بالاعترافات المطلوبة منهم, بقطع مياه الشرب و الأكل عنهم و إبقائهم بشكل دائم في غرفة الاعتقال . والسجن يحوي على معتقلين كورد و عرب سوريين من المجموعات الاسلامية المعارضة و جنسيات مختلفة."

 الكهوف أيضا سجون سرية

وبيّن التقرير أنه "بهدف توزيع المعتقلين في سجون سرية عدة و نظرا لكثرة عددهم, لجأ المسؤولون في PYD إلى تحويل الكهوف الموجودة في المنطقة إلى سجون سرية بعد إضافة تعديلات على الشكل الداخلي وتوزيع الغرف هندسيا وتخصيص الغرف الانفرادية في الزوايا.

نشر قوائم بأسماء المعتقلين وتوثيق شهاداتهم

 

  نشر التقرير الحقوقي  قوائم بأسماء مئات المعتقلين لدى قوات PYD, أغلبهم من اعضاء ومناصري الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا, كما قام بتوثيق شهادات بعض المعتقلين الذين تم الافراج عنهم لاحقا عن أوضاع تلك المعتقلات.

وأكد التقرير " وجود بعض المعتقلين في تلك المعتقلات السرية, منذ أكثر من ثلاث سنوات, لم يفرج عنهم حتى الآن".

المواطن لقمان موشو- إفادة رقم 105- يؤكد لمركز الديمقراطية, أنه " تعرض للصعق بالكهرباء والتعذيب الشديد ما ادى لفقدانه السمع باحدى اذنيه ولا يسمع بها جيدا الآن" مشيرا الى انه كان " ضحية خلافات بين مسؤولي YPG (وحدات حماية الشعب) بسبب تضارب المصالح الاقتصادية " .

ويضيف موشو أنه" تم صعقه بالكهرباء من خلال ربط إحدى قدميه و كتفيه, بالتسلسل, بواسطة شريط كهربائي ومن ثم صعقه بقوة طوال اليوم لنيل الاعترافات المطلوبة منه, حيث لاتزال آثار التعذيب واضحة على مختلف انحاء جسمه و تعرض إحدى اذنيه لأذى بالغ , حيث لا يسمع بها إلا قليلا".

ويشير التقرير الى أن " موشو الذي قضى أكثر من 10 أيام في مركز التحقيقات السري في قيبار, تعرض 3 من أضلاعه للكسر وأُفرج عنه بعد إجباره على دفع مبلغ 4 ملايين ليرة سورية (أكثر من 16 ألف دولار أمريكي) لصندوق YPG , بحسب إفادته, و كذلك صادروا سيارته سابا عمومي".

ويوضح التقرير أن "أحد المعتقلين الذي اعتقل لفترة في كهف, وهو المعتقل رقم 104( يمتنع المركز عن ذكر اسمه الحقيقي لأسباب أمنية) أن “  المعتقلين هناك يُجبَرون على الإدلاء بالاعترافات المطلوبة منهم أمام الكاميرا لأكثر من مرتين, و كذلك كان يوجد بداخل الكهف, منفردتان صغيرتان, واحدة لكل معتقل, كل واحدة بزاوية, عبارة عن قبة مدورة قطرها حوالي 4 امتار و ارتفاعها حوالي 4 امتار”.

و يضيف أن "الكهف الذي كان معتقلا فيه’ كان يحوي حينها 6-8   معتقلين, كورد و عرب و تركمان, و أنهم يضطرون للتبرّز داخل الكهف وتغطيته بالتراب كون أرضية الكهف ترابية, بالإضافة إلى وجود كهف آخر في نفس القرية( زريقات) و يقع بالقرب من الكهف الذي كان معتقلا فيه.

ويؤكد التقرير "أما التحقيقات فتكون في منازل غادرها أصحابها بعد سيطرة قوات YPG على القرية التي كان أبنائها من العرب و ممن يعتمدون في حياتهم على رعي الأغنام, حيث يتم جلب المعتقل من ذلك الكهف والتحقيق معه في إحدى المنازل هناك و هو معصوب العينين و توثيق أقواله على شريط مصور, كما يتعرض المعتقلون أثناء التحقيقات إلى الضرب المبرح بالأقدام و العصي البلاستيكية, وغالبية المعتقلين تكون أوضاعهم و ظروف اعتقالهم متشابهة لحد كبير".

ووفقا لشهادات المعتقلين السابقين, جميع السجون السرية التي تتواجد في حدود مدينة عفرين و قراها, تابعة لقوات YPG ولا سلطة لقوات الأسايش عليها, فالأخيرة مسؤولة بشكل مباشر فقط عن السجون غير السرية والموجودة في وسط المدينة(السجن المركزي).

   توصـيات التقرير

ودعا مركز الديمقراطية لحقوق الإنسان في تقريره, قوات PYD الى "الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين من سجون الأسايش و كذلك جميع المختفين قسريا في السجون السرية للوحدات الكوردية YPG , وإغلاق جميع السجون السرية, أو إحالة المعتقلين إلى محاكمة عادلة تتوافر فيها الشروط القانونية المطلوبة وفقا للمعايير والمبادئ التي أقرتها الأمم المتحدة و المواثيق ذات الصلة".

كما طالب التقرير" بتعويض كل فرد اعتقل لأسباب تتعلق بآرائه السياسية, ماديا و معنويا, وطي ملف الاعتقال السياسي بشكل تام في كوردستان سوريا, والسماح بعودة المنفيين ممن تم نفيهم وعدم التعرض لهم  ملاحقتهم و تعويضهم ماديا و معنويا".

فيما يخص السلطات القضائية , دعا التقرير إلى "ضرورة تعيين مسؤولين فيها بقدر من المسؤولية وممن يتمتعون بحسن السيرة وخبرة وممن يمتلكون شهادات ومؤهلات تؤهلهم لتنبؤ ذلك المنصب, مع ضرورة تسريح فوري لكل من لا تتوافر فيه الشروط المذكورة ".

كما شدد التقريرعلى "ضرورة إجراء انتخابات برلمانية, بمشاركة جميع الأحزاب الأخرى و ذلك لإضفاء الشرعية على أية سلطة تتشكل لاحقا في كوردستان-سوريا وتحديد شكلها, لتشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل جميع ألاطياف والمكونات".

وأكد تقرير مركز الديمقراطية لحقوق الإنسان في كوردستان، على أن "الإقرار بالقوانين التي تدعو لاحترام حقوق الإنسان غير كاف, بل يجب تطبيق ذلك على أرض الواقع و بناء نظام مؤسساتي و إفساح المجال للمنظمات المدنية المحلية للعمل بكل حرية دون وضع عراقيل أمامها لتشارك في ضمان احترام حقوق الإنسان".