Rojava News: بعد مرور أربعة سنوات على إنطلاق الثورة السورية ضد نظام الأسد ودخولها العام الخامس، وإستشهاد ما لا يقل عن مئتي ألف مواطن، وإعتقال مئات الآلاف ونزوح ولجوء أكثر من عشرة ملايين سوري، هل حققت الثورة مطالبها (بالحرية وإسقاط نظام الأسد)، ومن هو السبب في تحويل مسار هذه الثورة من السلمية إلى (ثورة مسلحة)، وماهو مصيرها، وماذا سيكون موقع الكورد بعد هذه الثورة في سوريا المستقبل؟.
ـ عبد الكريم بافي لقمان: عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا: "بعد مضي أكثر من أربعين سنة في ظل نظام استبدادي شوفيني قمعي ثار الشعب السوري بكورده وعربه ضد نظام البعث عبر مظاهرات واحتجاجات سلمية رافعين شعار آزادي (الحرية)، ولكن للأسف حتى الآن لم ينل الشعب السوري حريته بسبب تعنت نظام الأسد وعسكرة الثورة من جهة أخرى، لذا العقلية التسلطية للفكر الشوفيني للنظام قد سقط ولكن النظام مازال قائماً حتى ولو كان ضعيفاً.
كانت سلمية الثورة بمثابة الخطر الحقيقي لهز أركان النظام والسر الذي سيؤدي لنجاح الثورة ونيل اهدافها، لذا كان للحل بالنسبة للنظام ومن يسانده البدء بعسكرة الثورة. لتكون هناك ذريعة لدخول الجيش الى مراكز المدن وقمع المظاهريات ووممارسة ابشع الجرائم بحق الابرياء.
بعد مرور أربعة سنوات من عمر الثورة وأصبحت القضية السورية وما يجري على الارض ذات بعد دولي ومحل خلاف بين الدول الاقليمية والعالمية لذا فمصير الثورة أصبحت مرهونة للصراعات الدولية التي تضع في حساباتها اعادة رسم خارطة شرق الأوسط في ظل تنامي الارهاب في هذه المنطقة.
الكورد كقومية أساسية في سوريا وقضيته هي قضية أرض وشعب لذا فالكورد كشريك أساسي في صناعة القرار السياسي السوري سيكونون ضمن سوريا اتحادية ديمقراطية يضمن فيها الحقوق للشعب الكوردي وفق المواثيق والمعاهدات الدولية.
ـ نوري بريمو: عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا: "في 15 آذار 2015م، تكون الثورة السورية قد خطت عتبة العام الخامس من عمرها المُعَمَّد بدماء السوريين المكتوين بنيران هذه الدوامة العنفية التي لايزال حبلها على الجرار، لكنّ أهل سوريا بكل مكوناتها لم ولن يحيوا ذكرى ثورتهم لأنها ماتزال مندلعة وقائمة ولم تتحول إلى ذكرى بعد، فالسوريون لايزالون يعيشون في قلب الحدث ولم يبتعدوا عنه حتى يستذكروه، وهم يعانون من الويلات بأشكالها وألوانها، ويتصدّون للبلاء الأعظم المتجسد بنظام الأسد الذي يحرق البلد ويستهدف البشر والحجر والوقت يجري والتضحيات بلغت ذروتها وحطمت مختلف "أرقام غينيتس ثورات هذه المعمورة المندلعة قديما وحديثا" وإجتازت معظم توقعات أهل سوريا وكل المعنيين بشأنها".
الكورد تضامنوا مع الربيع السوري وانخرطوا في خضم ثورة الحرية والكرامة ووقفوا كغيرهم ضد نظام الأسد الذي يمضي في تخريب البلد عبر استخدام مختلف أذرعه الارهابيين....، ورغم أنّ شهداء سوريا فاقوا نصف مليون من مختلف الأطراف، والمهجّرون صاروا بالملايين، والخراب والدمار والجوع والتشرد والقتل على الهوية والمجازر الجماعية والقصف بالكيمياء والصواريخ والبراميل المتفحرة وحملات التطهير الطائفي و...إخ وحدّث ولا حرج، إلا أنّ السوريين المُعتدى عليهم بالجملة قد إستطاعوا أن يعكسوا الآية لصالحهم وأن يقلبوا السحر على الساحر، إذ أبدوا منتهى الجرأة حيال هذا الإرهاب الممنهج الذي يمارسه هذا النظام الأرعن بمعية أوليائه الإقليميين وحلفائه الدوليين وشبيحته الداخليين ومجاميعه الإرهابية التي استقدمها من كل حدب وصوب. ومهما اختلفت الآراء والمواقف حول هذه الثورة التي انقلبت الى أزمة عالقة وطفح كيلها!، وحتى وإن قيل بأنّ هذه الثورة قد خرجت عن مسارها وتحوّلت إلى دائرة لابل دوائر من العنفْ والعنفْ المضاد، فإنّ هذه الآراء لن تؤخر أو تقدم أي شيئ في المسارات والخيارات التي باتت فوق الجميع، لأنّ الحقيقة ساطعة وتؤكد بأنّ الثورة كانت سلمية وإنطلقت من رحم المجتمع السوري الذي تأثر بالربيع الشرق أوسطي كغيره من شعوب بلدان منطقتنا التي شهِدَتْ وقد تشهد تغييرات جذرية على شتى الأصعدة والمستويات.
ورغم أنّ ثمة ظروف وتوازنات ومصالح دولية وإقليمية وداخلية بالإضافة إلى حسابات وتحسُّبات كثيرة، قد أطالت أمد الثورة وأفسحت المجال واسعاً أمام نظام الأسد وحالتْ دون اسقاطه حتى الآن، إلا أنه يبدو أنّ السوريين عقدوا العزم على المضي في ثورتهم ولن يتراجعوا عن أهدافهم التي ثاروا من أجلها، عبر مواصلة الحراك الداخلي والإقليمي والدولي وبشتى السبل والوسائل لتحقيق ما يصبون إليه ولإسدال الستار على المشهد الأخير من الحقبة البعثية وللسير بسوريا نحو بناء دولة تعددية فدرالية ذات دستور جديد يعترف ويُقرّ بحقوق كافة المكونات وينصف الجميع ويحقق الفدرالية لكوردستان سوريا".
ـ عبد الكريم بافي بيشو: عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا: "لقد بدأت الثورة سلمية ولكن النظام استطأع تحويل الثوره، الى مسلحة واظهار الثوار بمجموعات مسلحة ارهابية، وذلك بدعم ومشاركة فعلية من ايران والتنظيمات الشيعية وبحماية من بعض الدول صاحبة القرار كروسيا والصين وذلك من خلال منع صدور أي قرار دولي يدين النظام. اما الكورد اشتركو بالثورة منذ بدايتها واعتبروا انفسهم جزء من المعارضة الوطنية ووقعوا وثيقة مع الائتلاف تعترف بالحقوق الدستورية للشعب الكوردي في اطار وحدة البلاد وسيواصل الكورد في نضالهم وتواصلهم مع كافة اطياف المعارضة لضمان الحقوق القومية لشعبنا في سورية ديمقراطية لامركزية فدرالية".
ـ عبدالرحمن آبو: عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا: بحلول الـ 15 من شهر آذار الجاري يكون قد مضى أربعة أعوام على انطلاقة شرارة الثورة السورية المباركة، والتي أتت ضمن سلسلة من غضب الجماهير العارم في الشرق الأوسط ضد الطغاة والديكتاتوريات الدموية... وفي بعض الدول كتونس وليبيا واليمن ومصر حققت ذاتها.. وفي سوريا لا تزال مستمرة، ولا زالت الفاتورة الدموية من أجل الحرية وإسقاط النظام الدموي بكل مرتكزاته، وبناء سوريا حرّة تعددية برلمانيا يحكمها دستور عصري يقر بالحقوق القومية للشعب الكوردي في تقرير مصيره، والخيار الحالي الأفضل هو (الديمقراطية لسوريا والفيدرالية لكوردستان - سوريا)، يدفعها الشعب السوري (كوردا وعرب وكل المكونات الأخرى) .. ومع قيام الثورات ترافقت معها النمط الطفيلي المتسلّق.. وبأوامر من المنظومة المخابراتية الداخلية والإقليمية ..لتحريف الثورات عن مسارها الحقيقي، فهناك العديد ممن ركبو السكة، وأدعو الثورية بهتانا، كانو في الأصل جانجاويدات..عرفت الأنظمة بأن نهاياتها السقوط الحتمي - حتى النظام السوري - فصنعت قوى وسلمتها كل الإمكانات وحتى العسكرية، ثورات تحت السيطرة، وأدّعت زورا وبهتانا بالثورية..عندما تحولت الثورة لحالة مسلحة..النظام صنع ذلك..وهو الذي دفع الشعب لحمل السلاح لأنه زاد في تنكيله وبطشه تجاه الشعب السوري لدرجة الجينوسايد..الثورة ستستمر رغم الدمار والفاتورة الدموية الكبيرة..لا يستطيع أحد نسيان دماء أبنائه..لذلك لا بد من التصميم والانتصار..قريبا ستكون هناك مفاجآت في الوضع السوري..وستمتد باتجاهات اقليمية أخرى، بحكم أن القرار لم يعد بيد أحد (حتى النظام) ..نحن مرهونون بقرار دولي والنظام قد سقط منذ بداية الثورة. بقتله للشعب، فمن يقتل شعبه لا يمكنه ادعاء السلطة أو الشرعية.فقط يلزمه توافق ما ..الوضع الكوردي سيكون بعد النظام بأحسن حالاله..فالمستقبل للكورد في حتماً.
ـ عمر كوجري: عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا: "للآن لم تحقق الثورة مطالبها، ولم تسقط النظام، ولكن الثورة برأيي أسقطت أشياء كثيرة بقدرتها العظيمة على الاستمرار رغم آلة النظام التدميرية على إنهاء الثورة باستخدام جميع انواع الاسلحة.
الثورة السورية أسقطت المعارضة التي لم تكن بمستوى عظمتها، وأسقطت ما يسمى بـ"أصدقاء سوريا" الذين لم يكونوا يوماً مع الثورة السورية ولا مع الشعب السوري، وأسقطت الثورة المجتمع الدولي والامم المتحدة، وكل المتباكين على دماء الشعب السوري كذباً وافتراء.
كل ثورة مآلها التطور نحو العسكرة، خاصة إذا استمرت لفترة طويلة، وهذا لا يتعلق بعدم نجاحها للآن. مصيرها الظفر، فليس من المعقول أن تتهاوى وتنكسر أحلام الناس بعد هذا البحر من الدماء.
الكورد في سوريا يجب أن يشتغلوا الموقع الذي يجب أن يكونوا فيه، في سوريا ديمقراطية تعددية فيدرالية جامعة لكل مكونات الشعب السوري في لوحة سياسية واجتماعية صحيحة وفاعلة".
ـ ريزان شيخموس: مسئول الهيئة القيادية في تيار المستقبل الكوردي: "لقد شارك الشعب السوري بكل مكوناته في الثورة السورية التي تمر علينا هذه الأيام الذكرى الرابعة لإنطلاقتها، لم يكن متوفعا ابداً ان لا نحتفل بذكراه الرابعة دون ان تحقق هذه الثورة أهدافها في اسقاط النظام الأسدي المجرم وبناء دولته الديمقراطية دولة القانون، دولة الحياد لكل مواطنيها بغض النظر عن انتماءاته القومية او الدينية او المذهبية، نعم شارك الشعب السوري بكل مكوناته في هذه الثورة والتي كانت ضرورة موضوعية وذاتية للشعب السوري للخلاص من الديكتاتورية والقهر والاستبداد البعثي، رغم ان الشعب السوري الجبار كان يمتلك الكثير من مقومات النجاح في ثورته المباركة لكن النظام الاسدي كان يملك الكثير من اوراق القوة وكان من اهمها المكونات واسرائيل ودورها في المنطقة والإرهاب والثورات التي لم تحقق اهدافها في جلب الحرية لشعوبها في الدول الأخرى والمعارضة الهشة كل هذه الأوراق ساهمت في إضعاف الثورة في الوقت الذي لم تتمكن المعارضة السياسية من استلام زمام الامور وتقديم برنامج سياسي يعبر بوضوح عن تطلعات الشعب السوري و يستقطب كل مكوناته ويوحدها في مواجهة النظام بالعكس هذا الخلل استفاد منه النظام في تحييد المكونات التي كان لها دور اساسي في اشعال الثورة وايضا غياب الموقف الدولي والذي كان مجرد وعود وعدم قدرته على اتخاذ أي موقف جدي من الجرائم التي ارتكبه النظام بحق الشعب السوري وقد كان نتاج هذه الجرائم مئات الآلاف من القتلى والجرحى والأسرى وتهجير أكثر من نصف الشعب السوري وتدمير ثلث من البنية التحتية لإقتصاد سوريا وتخريب اكثر من نصف مدنها، الموقف الدولي الذي كان واضحا ومشجعاً وداعما للثورات في الدول الأخرى بل بالعكس حاولت الدول الإقليمية والدولية باللإستفادة من الثورة السورية وتسخيرها لأجنداتها الخاصة على ان يفشل الربيع العربي في اوحال ومستنقعات سوريا الرهيبة والتي تحولت في ظل كل ما ذكر إلى دولة العصابات الإرهابية بدءاً من النظام ومجموعاته الإرهابية الداعمة له وانتهاءا بدولة داعش الإرهابية والتي على اثرها خلق تحالف دولي يستهدف انهاء هذا الإرهاب ولكن على حساب دماء الشعب السوري وثورته.
لقد شارك الشعب الكُردي في الثورة السورية منذ اليوم الأول لانطلاقتها و كان للشباب الكرد الدور الحاسم في إشعال هذه الثورة في المنطقة الكوردية وقدم تضحيات كبيرة في هذا المجال حيث تم تصفية عدد من نشطاء الثورة او اختطافهم سواء بيد جيش النظام أو شبيحته امثال القائد الشهيد مشعل التمو ونصر الدين برهك وجوان قطنة وبهزاد دورسن واحمد فرمان بونجق وجميل ابو عادل , لذلك كان هدف شعبنا من المشاركة في هذه الثورة هو المشاركة في مستقبل سوريا والمشاركة في تقرير مصيرها وأن يكون لنا الدور الفاعل في بناء سوريا الديمقراطية التعددية والتشاركية وتكون سوريا لكل السوريين دون إقصاء لأحد وحل قضية الشعب الكردي حلا ديمقراطيا عادلا وفق كل الاسس والمعايير الدولية لحق الشعوب في تقرير نفسها .
لقد كان تيار المستقبل ولا يزال واضحاً في موقفه تجاه هذه الثورة ، بأنه وقف دون تردد منذ اليوم الأول للثورة إلى جانب شبابها. ولا تزال كلمة الشهيد مشعل تمو حية في قلوب ومسامع السوريين جميعهم، عندما خرج من السجن وأعلن موقف التيار الواضح بالوقوف الى جانب الشباب وذلك في ظل المواقف المترددة لبعض الاحزاب الكردية، والمضادة للثورة لبعضها الآخر.
كان يمكن الاستفادة من الواقع الجديد الذي أحدثته الثورة السورية وعقد مؤتمر قومي كردي يكون بمثابة برلمان كردي ينبثق عنه قيادة سياسية كردية تدير الملف الكردي على كافة المستويات وتكون على مستوى طموح الشعب الكردي وتضحياته ولكن للأسف كان للبيدي موقف آخر فرض نفسه كسلطة الامر الواقع وتعايش مع واقع وجود النظام ونسق معه ونفذ اجنداته وتحول من خلال مؤسسساته القمعية والأمنية إلى سلطة ديكتاتورية تدير المنطقة الكردية من خلال إدارته الذاتية الموازية لمؤسسات النظام , وان سياسات البيدي الديكتاتورية والقمعية والتفرد في اتخاذ قرارات مصيرية وخاصة في مسائل الحرب والسلم في المنطقة واجراءها لإنتخابات شكلية الهدف منها اضفاء الشرعية لسياسياته والتجنيد الإجباري وغيرها من السياسات الخطيرة في هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها المنطقة عموما في مواجهة إرهاب داعش ستعرض كردستان سوريا وشعبنا الكردي إلى المزيد من الإنتكاسات في ظروف دولية داعمة للشعب الكردي ولوحدته وحل قضيته.
في الذكرى الرابعة للثورة لا يمكننا الا ننحني اجلالا واكراما لشهدائها اللذين اناروا لنا الطريق وسقوا بدمائهم تراب الوطن امثال القائد الشهيد مشعل التمو ونصر الدين برهك وجوان قطنة وحمزة الخطيب وابراهيم قاشوش والطفلة هاجر وكل شهداء الثورة السورية".
ـ نواف رشيد: القيادي في حزب يكيتي الكوردي وممثل الحزب في ممثلية إقليم كوردستان للمجلس الوطني الكوردي: "قبل الرد على أسئلتكم اشكركم جزيل الشكر واتمنى لكم دوام التقدم والمثابرة في عملكم الإعلامي لما فيه خير لشعبنا في كردستان سوريا...أما عن سؤالك في الجزء الأول كما هو معلوم لديكم لم تحقق الثورة مطالبها، بل يوما عن يوم يزداد وتيرة القتل والتدمير والتشريد للسوريين عموما أما عن أسباب تحويل الثورة من سلمية إلى مسلحة المسبب الأول هو النظام الذي له مصلحة في ذلك وساعده على ذلك كل حلفائه من حزب الله إلى روسيا مرورا بالنظام العراقي لأنه كان أي النظام المتضرر الوحيد من سلمية الثورة إضافة الى أسباب أخرى ساهمت في إنجاح خطط النظام اذكرها بإيجاز شديد منها المعارضة وضعف الإمكانات لديها ناهيك عن الأخطاء التي ارتكبتها بوعي أو بدونها مثل تبني بعض الأعمال الإرهابية والقائمين عليها، التي جعلت المجتمع الدولي والغربي تتردد في دعم المعارضة، كذلك وعدم وفاء حلفاء المعارضة لالتزاماتها بالإضافة إلى أسباب اخرى .. أما عن مصير الثورة للأسف الشديد لم يبقى في سوريا شيء اسمه ثورة الشعب والجميع يخضع لاجندات ومصالح دولية واقليمية وغربية وهي بانتظار أية تسوية ما فيما بين هذه الدول .. أما عن موقع الكورد في هذه الثورة وهم ليس أفضل من بقية الشعب السوري حيث خضع قسم من الشعب الكردي إلى خطط ومشاريع النظام منذ البداية، حيث تم شق الصف الكردي إلى معارضة (مجلس وطني) وموالاة (pyd ومن لف لفهم) وبالتالي دخل حقوق الكرد إلى بازار المناقصة أي بدلا من أن يقول الكرد من يعطي أكثر لطرفي الصراع أصبح هم يقول لمن يريد أقل للطرفين الكرديين وقد وجد النظام ما يريده عند pyd، وبالتالي سيكون موقع الكورد في سوريا المستقبل ليس على المستوى المطلوب.
ـ الكاتب محمد حمو: "في بداية الثورة بشهر اذار عام 2011 بدأ عموم الشعب السوري بمسيرات سلمية في مختلف المدن السورية، ونادوا بشعار (الشعب يريد اسقاط النظام) و (الشعب السوري واحد) بتلك المسيرات اثبتت للعالم بان الثورة السورية هي ثورة شعبية لذلك اربكت النظام، وبسبب عدم نضوج القوى السياسية المعارضة القوية لدعم الثورة، وضعف الشعور الوطني لدى الاطراف المعارضة العربية في سوريا، وادخال الايدولوجيات المتناقضة الى داخل الثورة، ثم التدخلات الخارجية والتشكيلات الثورية المزيفة من قبل النظام لافشال الثورة الحقيقية بعد قتل العشرات والألوف من المواطنين الابرياء وتصفية الضباط في الجيش الحر كل تلك المقومات ادت الى تغيير مسار الثورة من الحرية الى الفوضى العارمة، وقام النظام السوري الاستخبارتي بألاعيبه الخبيثة لتغيير اتجاهات الثورة يوما بعد يوم وتشويه سمعة الثوار الحقيقيون وتحويل الثورة إلى فوضى عن طريق التشكيلات الثورية المزيفة والمرتزقة باسم كتائب والوية اسلامية قاموا بمماسة الإرهاب الممنهج ضد الشعب السوري بأبشع الجرائم ضد كل مكونات سوريا بالدعم من استخبارات النظام والاقتتال بين الفصائل وادخال مليشيات حزب الله اللبناني وميليشيات حالش من العراق والحرس الثوري الايراني ضد الثورة كل هذه العوامل ادات الى اضعاف القوى الثورية وتغيير مسار الثورة من تحرير سوريا من مظالم حكم الاستبداد البعثي الاستخبارتي، الى الاقتتال بين الفصائل ادت الى إحداث الملل بين صفوف القوى الثورية، وفهم مصير الثورة معقد جدا ولها خيارات منها التدخل الخارجي وتنافر بين المكونات المذهبية والاثنية قد يؤدي الى عدم التعايش بين المكونات السورية بعد كل هذه المجازر التي قام بها النظام والأطراف المتطرفة داخل المعارضة قد يؤدي الى انقسام سوريا وتشكيل كيان كردي شبه مستقل ضمن هذه الخيارات".
ـ الكاتب فاروق حجي مصطفى: "والحق واننا نستذكر ذكرى ثورتنا الاليمة بالحسرة والالم ومن المؤسف عندما تذكر مفردة الثورة يأت في بالك مدى الدمار والخسائر في الارواح والاملاك.. بدا هذا قدر السوريين جميعاً.. والكرد من هؤلاء السوريين، نعم ان اخوتنا في الشراكة او شريكنا السياسي والثوري لم يأخذ بتطلعاتنا منذ انطلاق الثورة...الكرد كانوا يريدون استمرار في تمهيد الذي وضعه ربيع دمشق وفيما بعد اعلان دمشق بيد ان اخوتنا ارادوا ان يلعبوا في اجندات اقليمية ودولية...المهم كان لديهم هم الاقليمي وليس الدولي هم انخرطوا في محورها بسبب المصلحة، انما لا اعتقد هناك شريك من مكون غير كردي يرتاح للامريكان والغرب.. لان بالاصل يقاربون انفسهم بمقاربة الاسلامية وليست الوطنية.. والاخر بنسبة لشركائنا هو الدين اي المسيحيين ولا سيما الامريكان والغرب.. والحال ان الثورة وهي تتقدم نحو السنة الخامسة مؤلمة الى حد كبير، فهي ثورة الدم واعتقد بالدم وهذا صار قدر السوريين سيختتمون ثورتهم، مع انّ التوجه العالمي نحو الحل السياسي.. اذاً الحل السياسي هي ختام ثورتنا، وبالتالي من نافذة الحل السياسي يمكن اسقاط الاستبداد، والكرد سيحققون او يعززون اماكنهم في ظل هذه النافذة عندما تحتد المسألة السياسية فان الكرد وكون قضيتهم قضية سياسية فانهم اهل لها...ما زال النفق الكردي في طور الظلان ولم يحن بعد منارة النفق.. بيد انّ المستقبل لصالح الكرد وكل من يتبنى الفكر الحر.. المستقبل لنا.
ـ عبد الرحمن شيخي: عضو الهئية الإستشارية في الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا: "انطلقت الثورة السورية كحالة طبيعية معبرة عن ارادة الشعب السوري بكل مكوناته ضد نظام الاستبداد والافساد وكانت المشاركة في الثورة من قبل كافة المناطق السورية مطالبة بالحرية والديمقراطية وبأساليب سلمية وحضارية الا أن قوات النظام الاستبداية تعاملت مع التظاهرات بردة فعل عنيفة واستخدمت كافة انواع القمع وحتى استخدام الرصاص والاعتقالات العشوائية والاعتداء على حرمات الناس واتهامهم بالسلفية والارهاب والطائفية واتهامهم بخدمة اجندات خارجية لتزيد من بطشها وتبرير سلوك اجهزتها الامنية القمعية مما اجبرت الثوار السلميين لحمل السلاح والدفاع عن كرامتهم واهلهم وان تخاذل المجتمع الدولي وسكوته عن جرائم النظام وتحالفاته الطائفية ودخول الاحزاب الشيعية الى الاراضي السورية وبدعم من النظام الايراني جعل من الثورة السورية تتجه نحو مسارات اخرى حيث برزت حركات وكتائب مسلحة متطرفة في المناطق السنية لمواجهة النظام وحلفائه وهذا ماجعل الثورة واهدافها المشروعة تتراجع امام صراعات هامشية اختلقتها مجموعة من الانظمة المتصارعة ومن ضمنها النظام السوري من خلال افساح المجال امام المجموعات الارهابية الدخول على خط الازمة واخرها تنظيم داعش، واما بالنسبة للكرد فهم جزء من مستقبل سوريا وهم مشاركين في الائتلاف السوري المعارض الذي يعتبر الممثل الرئيسي للمعارضة بالرغم من ملاحظاتنا على أدائه السياسي والميداني وندعو جميعا الى اقامة نظام ديمقراطي برلماني تعددي يؤمن بحقوق كل المكونات السورية ومنها الكرد كثاني اكبر مكون والاعتراف بحقوقه القومية حسب المواثيق والعهود الدولية".
ـ الكاتب روني علي: بعيداً عن الشعارات وكل ما يدغدغ المشاعر أعتقد أن الحرية التي يتم الحديث عنها مازالت بعيدة كل البعد عن التجسيد في واقعنا، بحكم أن المرتكز الثقافي الذي ننطلق منه ونعتمد عليه، يحتضن موروثات القوة والإقصاء وهي على النقيض تماماً مع ما ندعيه، لذلك ربما يكون من السذاجة لو قلنا، أننا ندعي الحرية لكننا نشكل في الوقت نفسه السد المنيع في وجه ممارستها، وعليه لا يمكننا القول بأن "الثورة" ستحقق الحرية للشعب السوري، بقدر ما يمكن أن تفرزها من انقلاب على انقلاب فيما لو تمكنت من ذلك .. وبحكم انتماء مجتمعاتنا إلى ثقافة الدم فإن الحرية بالنسبة لنا هي الدم نفسه، بمعنى آخر لا يمكننا أن نلامس أو نتلمس الحرية وثقافة القوة ما زالت معشعشة في ذهنيتنا والتي كانت وما زالت تضخ في الانكسارات التي حلت بمجتمعاتنا حتى وإن تمت إظهارها بلباس الثورة، ولعل نظرة سريعة على واقع الثورات في رقعتنا الجغرافية وما آلات أليه الوضع في بلدان "الربيع العربي" تكشف بوضوح عن آفة هذه الثقافة، وهي نفسها التي تقف وراء الحصاد السوري من الدماء والدمار، بعد خروج الحراك الشعبي عن مساره، نتيجة إدخاله بفعل الأجندات وتجار الأزمات إلى سراديب وأنفاق كانت بمثابة المقصلة لكل الطموحات التي كانت من أهداف الحراك وغاياته، وبالنتيجة باتت سوريا كحاضنة جغرافية ومكون اجتماعي متنوع على كف عفريت .. فلا الأهداف تحققت ولا الديكتاتورية ولت، بل إن ما حصل كان توزيع الأدوار للانقضاض على حلم الإنسان السوري وتحويل البلد إلى ركام دون حياة .
وعطفاً على ما سبق، أعتقد أن مفهوم السلمية لا وجود له في قاموسنا الثقافي بغض النظر عن نموذج الحكم وشكل النظام السياسي، بحكم أن فكرة التعايش أو العقد الاجتماعي هي في المحصلة ليست سوى جزءاً من إفرازات القوة. وربما كان النظام أكثر قدرة على قراءة المشهد وكيفية الدخول إلى تفاصيل اللعبة من خلال إلمامه بما يدور في مطابخ المعادلات والمشاريع السياسية، سواء الإقليمية منها أو الدولية، وبالتالي تمكنه من المناورة واللعب على أكتر من حبل يسهل عليه ضرب الحراك وتحويل وجهته من حراك سلمي/جماهيري إلى حالة مسلحة لا ضوابط فيها ولا آفاق مستقبلية، وبالتالي استطاع أن يحول مجرى الصراع إلى نزيف مفتوح في الجسد السوري لا يمكن التنبوء بمستقبله، خاصةً وأن المعادلة السورية برمتها باتت تدار من الخارج وما أشكال الفعل على الأرض سوى إفرازات من تداعيات ما يتم رسمه لدى مراكز القوة والقرار عبر أجهزتها الاستخباراتية على الأرض.
أما عن الوضع الكوردي يمكن القول أن الانقسام الكوردي الحاصل هو تعبير صارخ عن لعبة تلك الأجندات نفسها، وأن العقل السياسي الكوردي لم يتمكن بعد من القفز فوق لعبة إدارة الأزمة إلى البحث عن مخارج للأزمة، لذلك لا يمكننا البحث في المستقبل الكوردي بمعزل عما سيؤول إليه الوضع السوري عموماً.
ـ الإعلامي سليمان محمد كرو: "الثورة السورية قامت لإعادة الكرامة الإنسانية والوطنية المسلوبة للمواطن السوري منذ الحقبة الناصرية والعروبية البعثية والأسدية الشوفينية ورغم تحولها لثورة مسلحة بعد ستة أشهر من إنطلاقها وانحراف مساراتها السياسية والعسكرية نحو سيادة النهج الأكثر إجراماً وإقصاءً من العصابة الأسدية (داعش والنصرة وأخواتها) على معظم مناطق الوطن والتي غالبية القوى السياسية والاجتماعية من الموالاة والمعارضة تتحمل مسؤولية توسعها وهيمنتها وبالتالي فالكل الآني (القوى الكلاسيكية) سائرة نحو السقوط الحتمي مع النظام ولكن بعد إتمام دورهِا في قتل كافة مقومات الحياة المشتركة بين المكونات السورية وخاصة الدينية والعرقية. أي التقسيم الحتمي للبلاد ومع المحيط الإقليمي أيضاً (إحياء خارطة الشرق الأوسط الجديد) والتي على الكورد في الأجزاء الأربعة من وطننا كوردستان إدراك ذلك بكل حيثياتها وأبعادها الدولية الدقيقة حتى ينجحون بالتقدم نحو نيل حقوقنا القومية كاملة وأهمها بناء الوطن الحلم، وأولى تلك الخطوات القفز على المصالح الحزبية الضيقة وإلغاء ثقافة التأليه للزعامات الشخصية المريضة والتمسك بمبادئ المدرسة الثورية البارزانية الخالدة التي اثبتت للجميع نجاح نهجها الأخلاقي والوطني والقومي العام".
روني بريمو