باعت جسدها لتعالج ابنتها من ورم خبيث

باعت جسدها لتعالج ابنتها من ورم خبيث

RojavaNews : "فقدت علاقتي بجسدي، فهو لم يعد أكثر من سلعة أو مصدر رزق..أحاول قدر الإمكان إخفاء جنسيتي وهويتي عن الزبائن، لكن البعض يكتشف أنني سورية بسبب لهجتي..لابأس فعملي كمومس لن يزيد على العار الذي نعيشه ولن ينقصه"..هكذا بادرت "دلع" ـ كما تحب أن تلقب ـ إلى كسر دقائق الجليد الأولى للمصادفة التي جمعتني معها على ذات الطاولة في أحد المقاهي الشعبية.

فبعد أن أنهت "دلع" حديثها مع ابنتها على الهاتف أجهشت بالبكاء، فوجدت نفسي أسألها إن كانت بحاجة إلى مساعدة، خاصة أنني سمعتها تتكلم بالعربية وتحديدا باللهجة السورية على الهاتف..لم أنتظرها لتسمح لي بالجلوس، نقلت أشيائي إلى طاولتها، وقلت لها إنها تستطيع أن تعتبرني أختها المجهولة..

لا أحتاج المال..لكني تائهة..تابعت "دلع" وهي تنظر بعيون شاردة وكأنها ترى أشياء وأشخاصا لا أحد يراهم غيرها.

قالت لي إنها هربت من ريف حلب بعدما خسرت منزلها وزوجها وطفلها ببرميل اختار "الطيار الحاقد" تفجيره فوق رأس حياتها، أخذت ابنتيها التوأمين وحاولت أن تبني لهما حياة جديدة في تركيا، ولأنها فقدت الأمل في العثور على عمل محترم في غازي عينتاب، قدمت دلع إلى اسطنبول بعدما سمعت أن فرص العمل فيها وفيرة، لكنها اكتشفت زيف تلك المقولة بعد شهرين، خاصة أن المساعدات التي كانت تصلها من أهل الخير شحت تدريجيا إلى أن توقفت.

ولأن المصائب تأتي مجتمعة، لاحظت "دلع" بعد مرور عدة أشهر على إقامتها في اسطنبول أن ابنتها "أمل" تعاني من دوخة وآلام في الرأس، ظنت في البداية أن طفلتها تشكو من مشكلة في البصر ولكن بعد فحوصات عديدة تبين أن الفتاة مصابة بورم خبيث في رأسها، وهي بحاجة إلى علاج كيميائي مكثف.

"أغلقت الحياة كل أبوابها في وجهي"؛ تضيف دلع وهي تتلمس في نظراتي التعاطف، وتردف: "لم يعد أمامي سوى حفر الصخر للحصول على المال لعلاج طفلتي".

وتتابع قصتها، وهي تتمهل في استعادة التفاصيل:كنت أمشي أمام نادٍ ليلي مذيل اسمه بكلمة "...."، قصدته وأنا أعلم ما الذي ينتظرني في الداخل، وافق صاحب العمل مباشرة على انضمامي لفريقه، خاصة أن الزبائن -ـحسب قوله ـ "يسألون باستمرار عن السوريات".

"لم أشعر للحظة أنني أبيع جسدي"، تعلق دلع على سؤالي، فما أقدمه للزبائن هو سلعة لا علاقة لي بها، استثمرها لأعالج ابنتي التي لاشك أن حالتها لا تحتمل انتظار وصول دورها في العلاج في المشافي الحكومية..

أفرغت "دلع" حزنها على الطاولة، استأذنتني بالرحيل وغادرت.

 

Rojava News 

Mobile  Application