أكرم الملا: الدولة الكوردية والمشاريع المطروحة في المنطقة

أكرم الملا: الدولة الكوردية والمشاريع المطروحة في المنطقة

تشرف إتفاقية سايكس – بيكو على الانتهاء من مئويتها، وسط نقاش حول تقسيم جديد للمنطقة أو بالأحرى تصحيح جغرافي للتقسيم السابق، الذي خرج منه الكورد بدون كيان كوردي مستقل لهم على أرضهم التاريخية، حيث بدأت المشاريع السياسية تطفو على السطح وبشكل وصفات لمعالجة أمراض المنطقة كل حسب رؤيته وتحليله للحالة، ومن خلال القراءة السياسية للأحداث، يُلاحظ وجود مشروعين لتقسيم المنطقة:

أولهما يمكننا تسميته بالمشروع الامريكي - الروسي، هذا المشروع الذي يمكن أن تتحقق في ظله أو بالأحرى تنفيذه، تطلعات الشعب الكوردي باقامة دولته المستقلة التي تتقاطع مصالحها مع مصالح الدولتين الكبريين وخاصة الأميركية نتيجة للحراك الدبلوماسي الصائب والمثمر لقيادة أقليم كوردستان وبالحكمة السياسية المعهودة للرئيس البارزاني.

وثانيهما المشروع الايراني - التركي ويعتبر رداً من قبل الدولتين على المشروع الأميركي – الروسي، وربما ينطلق المشروع الثاني من أن روسيا والولايات المتحدة قد يمنحان الفرصة التاريخية للكورد بإعلان دولتهم المنشودة، حيث ترى ايران وتركيا في اقامة الدولة الكوردية تهديداً مباشراً لمصالحهما "الحيوية"، لذلك التفافاً على المشروع الأول تحاول الدولتان إجهاض أية جهود أو مشاريع تحمل في طياتها بذور الدولة الكوردية، لذلك قامت ايران وتركيا بالتواصل سراً وعلناً وعلى مستوى عال بينهما رغم حالة الخصام بل العداء الشديد بينهم، لكن كالعادة عند أي كلام عن الحقوق الكوردية، تجمع هاتين الدولتين وعلى الفور وحدة المصير فقط لمواجهة المشروع القومي الكوردي وتبدأان باستغلال الخلافات الموجودة في كوردستان العراق لنخر الأسس الداخلية لقيام الدولة الكوردية وخاصة عندما لا يقدرون على مواجهة رعاة المشروع الأول (اميركا وروسيا) بشكل مباشر، وحسابات ايران وتركيا تنطلق من أنه في حال تم فرض المشروع الأول وأُعلنت الدولة الكوردية فلتكن "مقسمة" حينئذ، طبعاً بجهود الدولتين وخاصة ايران التي تتحرك بشكل واضح في هذا الاتجاه وبمباركة تركية.

وستحاول ايران وتركيا تأمين المصالح الأميركية من خلال عدم تقاطع هذه المصالح مع مشروعهما الهادف إلى تجاوز فكرة اقامة الدولة الكوردية.

لذلك المشروع القومي الكوردي بقيادة الرئيس مسعود البارزاني في مواجهة شرسة مع القوى الخارجية المعادية وللأسف بعض الأطراف الداخلية الكوردستانية المعرقلة.

Rojava News 

Mobile  Application