سعيد عمر: ضيغم الكورد في مواجهة اللصوص

سعيد عمر: ضيغم الكورد في مواجهة اللصوص

شهد ربيع2011 نقلة نوعية في الشعور القومي الوطني الكوردستاني لدى الشباب الكوردي في كوردستان سوريا. فقد امتاز الكورد وعلى مدى عقود بالتزامهم والتفافهم حول قضايا الهم والهوية والشأن والقضية الكوردية.

وفي الشطر المحرر من كوردستان، كانت ساحات التدريب والقتال مسرحاً لتطبيق وتفعيل رغبات الشباب من كوردستان سوريا للدفاع عن وطنهم كوردستان. فكان إعلان تدريب أول مجموعة من الشباب المنشقين عن جيش النظام السوري كالنار في الهشيم، حيث احتشد مئات الشباب للتطوع والدفاع عن أرض كوردستان سوريا تحت العلم الكوردستاني وفي سبيل إحقاق الحق الكوردي في وطنهم. على الجهة المقابلة كان ثمة شباب يحلمون بخصوصية كوردية، يفتقدون إلى ملكة التحليل السياسي وغير مطلعين على أية وقائع أو حقائق تفضح ممارسات وسياسات الفرع السوري لحزب العمال الكوردستاني المصنّف دولياً على لائحة الإرهاب. هؤلاء كانوا من أوائل من ضحى بهم الاتحاد الديمقراطي في سبيل غاياته الحزبية وتطبيقاً للتوجهات الإقليمية المعادية لحقوق الشعب الكوردي.

استمرت الحال على ما هي عليه استغلالاً للحس القومي الكوردي لدى الشباب، والتلاعب بالمشاعر والأحاسيس وتحريك العواطف الشبابية والتركيز على الشهادة والأخذ بالثأر لرفاقهم الذين استشهدوا، لكن دون الإفصاح عن حقيقة وسبب الاستشهاد وكيفيته وتقديم القرابين خدمة لأجندات الدول المعادية للهم القومي الكوردي.

وقد انقسم الكورد إلى تيارين: الأول حمل الهم الوطني القومي الكوردستاني، وابتعد عن دائرة النزاعات والحروب والدماء، وامتاز بسياسة ضبط النفس وخلق المساحات للعمل السياسي والدبلوماسي، وحقّقَ مكاسب سياسية دبلوماسية عسكرية اقتصادية كبيرة جداً، وضع نصب عينه إعلان الدولة الكوردية مثل الحزب الديمقراطي الكوردستاني بقيادة الرئيس مسعود البارزاني، في المقابل نما تيار خلق جواً مشحوناً من المبالغات والأحقاد والتضحية بشباب وشابات الكورد في كل مكان، همهم كسب الأموال وزيادة رقعة التهريب والعمل على خرق المجتمع الكوردي وانهياره بكل السبل، وخلق لنفسه امتدادات واستطالات في الأجزاء الأربعة هدفها القضاء على أي محاولة للتطلعات القومية الكوردية مثل حزب العمال الكوردستاني وجناحه السوري الاتحاد الديمقراطي.

لكن لم يرق لهؤلاء كل ما فعلوه بالأجزاء الأربعة من كوردستان، فكان لهم العمل والتنسيق مع أعداء الشعب الكوردي لضرب مرتكزاته وقيمه وحضاراته ورموزه وفكره وثقافته تاريخه وعمقه الجغرافي والسياسي ونسف الجانب التعليمي والتربوي والقضاء على الأسرة الكوردية، فعمدوا إلى انهيار المجمع الكوردي في سوريا، كما توجهوا إلى شنكال ليكونوا بمثابة الخنجر في خاصرة الكورد في كل مكان.

إن تشكيل ما يسمى بقوات حماية شنكال، وهي قوة عسكرية تابعة لحزب العمال الكوردستاني، هدفها الأساسي منع الإعلان عن قيام الدولة الكوردية، وقطع أي شكل من أشكال التواصل بين الشطر الكوردستاني المحرر والشطر الغربي من كورستان. وما الهجوم الأخير على قوات پێشمه‌رگة رۆژ غير إشارة على إصرارهم في التمادي واستعدادهم للقتل والتنكيل بالكورد في الوقت الذي ضحوا بآلاف الشباب في سبيل تحرير المناطق المحررة لأكثر من مرة، وتسليمها كهدية كوردية خاصة للنظام السوري.

قوات حماية شنكال ليست سوى حلقة جديدة من حلقات التآمر على الكورد وعلى القضية الكوردية وعلى الپێشمه‌رگة وعلى الرئيس مسعود بارزاني.

ليس هناك أي اقتتال كوردي –كوردي القضية على عمقها الاستراتيجي وهدفها الواضح، إلا أنها تبقى ضمن سلسلة محاولات العمال الكوردستاني لجر الإقليم إلى حرب مفتوحة لن يستفيد منها سوى أعداء الكورد.

هؤلاء يخدمون أعداء الكورد بدماء الشباب الكورد، ثم يتحدثون عن الحقوق الكوردية. ألا سوّد الله وجوهكم على أفعالكم القبيحة!!

Rojava News 

Mobile  Application