احمد حسن: القرار التاريخي في المنعطف التاريخي

احمد حسن: القرار التاريخي في المنعطف التاريخي

من المعلوم والمتبع في عالم السياسة والعلاقات الدولية وعمليات السلم والحرب بأن المنعطفات التاريخية هي التي تغير الخرائط الجغرافية وبالتالي تفتيت امبراطوريات واتحادات دولية الى دول وكيانات لا تستطيع العيش المشترك نتيجة السياسات الخاطئة أو تعبيرا للشعوب عن حقها في تقرير مصيرها بنفسها ومن هذه المنعطفات التاريخية الحرب العالمية الأولى والتي نتجت عنها انهيار الامبراطورية العثمانية وحصول الدول العربية فيما بعد على استقلالها بشكلها المقسم كما قسمت كوردستان وألحقت بدول ( سوريا – العراق – تركيا – ايران – روسيا ) بموجب اتفاقية ( سايكس – بيكو ) كذلك من المنعطفات التاريخية الحرب العالمية الثانية  وانهيار الاتحاد السوفيتي ( قلعة الاشتراكية ) نهاية الثمانينات من القرن الماضي وحصول العديد من الجمهوريات السوفيتية على استقلالها كأرمينيا وكازاخستان وأوزبكستان .....الخ .

 

والآن وبعد انطلاقة ثورات ربيع شعوب المنطقة فإننا نعيش منعطفا تاريخيا جديدا للتخلص من الأنظمة الديكتاتورية الشمولية من جهة وتمتع الشعوب المقهورة والمضطهدة بالاعتراف بها ونيل حقوقها والحصول على استقلالها وتشكيل دولها كحق ينص عليه كافة الديانات السماوية والوضعية  والعهود والمواثيق الدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة وحقوق الانسان.

 

 ومن هنا وبما أن تشكيل الدول والاستقلال حق لكل الشعوب فإن الشعب الكوردي هو من أكبر  شعوب   العالم التي لم تحصل على حقه واستقلاله في دولة مستقلة اسمها كوردستان والذي يفوق تعداده ( 50 مليون نسمة ) ويعيش على أرضه التاريخية كوردستان مساحتها ( 500 ألف كيلو متر مربع ) .

 

وبعد حصول كوردستان العراق على ملاذ آمن بموجب قرار مجلس الأمن نتيجة حرب الخليج وانتفاضة شعب العراق  عام ( 1991 ) وتأسيسهم لبرلمان كوردستان وانتخاب رئيس  للإقليم وانهيار نظام صدام الديكتاتوري ووضع دستور فيدرالي ( اتحادي ) للعراق فإن الشعب الكوردي وحركته السياسية  أعدوا العدة لتكوين وتأسيس مقومات الدولة من برلمان وجيش واقتصاد ونفط وتعليم ......الخ ،  واستنادا  الى ذلك كان القرار التاريخي والحكيم للرئيس مسعود بارزاني حين اجتماعه في ( 7/6/2017 ) مع ( 15 ) من القوى والأحزاب الكوردستانية واتخاذهم قرارات تاريخية ستكتب بحروف من  ذهب في تاريخ كوردستان والشعب الكوردي :

                                          

    اجراء الاستفتاء من أجل الاستقلال في يوم الاثنين ( 25/9/2017 )

    اجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في يوم الاثنين ( 6/11/2017 )

 

كل ذلك جاء بعد الويلات والمعاناة التي عاشها شعب كوردستان وبعد المعارك البطولية والنضالات التي خاضتها بيشمركة كوردستان الأبطال ضد أعتى وأشرس  قوى الظلام  في العالم ( داعش ) وتحريرهم لكل المناطق الكوردستانية ، وقتالهم الارهاب نيابة عن  العالم  الحر ، وتحريرهم لكل الأراضي الكوردستانية من ضمنها المناطق الكوردستاني الخارجة عن ادارة الاقليم  وبالتالي سيكون لسكان هذه المناطق دورا فاعلا ومشاركة قوية في استفتاء الاستقلال .

 

 أضف الى ذلك النجاحات السياسية والديبلوماسية للقيادة الكوردية برئاسة قائد المشروع القومي الكوردستاني الرئيس مسعود بارزاني على كافة الأصعدة ( الداخلية – الكوردستانية – الاقليمية – الدولية ) ...وعلى الرغم أن يوم 25/9/2017 يوم الاستفتاء على الاستقلال لا يعني الاستقلال مباشرة لكنه سيكون يوما تاريخيا بل عرسا تاريخيا لشعب كوردستان في كافة أجزاء كوردستان وعلى كل من تعز عليه كوردستان وقيم الكوردايتي وسيكون خير تعبير للشعب الكوردي للإقرار بحقه في تقرير مصيره بنفسه وفقا للشرعية الدولية وستكون ورقة ضغط قوية بيد الشعب الكوردي من أجل الاستقلال النهائي في اللحظة التاريخية المناسبة والظرف المناسب والتي ستكون نواة لكوردستان الكبرى حلم الشعب الكوردي في كل مكان كحق طبيعي ومشروع والتي ستقيم أفضل العلاقات مع دول الجوار وتآخي شعوب المنطقة ....نعم وألف نعم لاستقلال كوردستان .

Rojava News 

Mobile  Application