كاميران حاج عبدو: أما آن للون السوري أن يطغى

كاميران حاج عبدو: أما آن للون السوري أن يطغى

11:27:33 AM

بعد صفقة حلب والاتفاق الثلاثي الإيراني-الروسي-التركي (١٢/ ٢٠١٦) الذي يعتبر منعطفاً جد مهم في تاريخ الأزمة السورية، وما تبع ذلك من مؤتمرات آستانة واتفاقات حول "مناطق خفض التوتر / التصعيد" تبلورت معها مؤخراً خرائط توزيع لمناطق النفوذ في سوريا بين كل من أمريكا وروسيا، وكذلك تسابق الطرفين على الأرض لكسب حلفاء يقاتلون من أجل مصالحهما وأجنداتهما. لتأتي بعدها الأزمة الخليجية، التي أكدنا منذ البداية بأنها ستلقي بظلالها على الأزمة السورية وأفق حلها، وكذلك على خرائط معارضاتها السياسية منها والمسلحة، بعد كل هذا بدا يلوح بالأفق بوادر حل سياسي، أو على الأقل تمهيد الطريق أمام انطلاق حل سياسي يبدأ بتوحيد المعارضات والمنصات السورية في هيكلية تنظيمية جديدة تتبنى رؤية سياسية تنسجم مع المتغيرات والاستدارات الدولية والإقليمية. فالهدف أصبح واضحاً:

أمريكياً - محاربة الارهاب المتمثل بداعش ومنظمات القاعدة على اختلاف تسمياتها، والسيطرة على شرق سوريا عبر حلفاءها على الأرض، وذلك لقطع الطريق أمام توغل النفوذ الإيراني في المنطقة؛

روسياً - حماية وجودها على البحر الأبيض المتوسط ومصالحها في سوريا عن طريق مشروع "سوريا المفيدة" والتي تتجلى يوماً بعد آخر خريطتها؛

عربياً (الحلف السعودي-المصري) - تقليم أظافر الاسلام السياسي الذي دعمته بالاضافة إلى دول أخرى قطر وتركيا؛

أوروبياً - مكافحة أسباب ودواعي الهجرة التي أضحت مؤخراً سبباً لصعود اليمين الأوروبي في أكثر من دولة؛

تركياً - الحفاظ على أي دور لها في سوريا تسمح لها بتمرير أجنداتها ومصالحها في سوريا وكردستان سوريا.

في سبيل تحقيق الأهداف أعلاه لم تعد هذه الدول تعادي "فكرة بقاء الأسد في الفترة الانتقالية"، بل وأكثر من ذلك. فهناك من يفكر جدياً بضرورة بقاء الأسد خلال فترة انتقالية يُتَفَق عليها، وخاصة بعد أن نجح نظام الأسد بتحويل سوريا إلى بؤرة للارهاب الدولي، ساعده في ذلك هؤلاء الذين استولوا على الثورة السورية بقوة السلاح والدعم الخارجي وقاموا بتسليح الثورة وأسلمتها لتصل بنا الحال في نهاية المطاف إلى ما نحن عليه الآن من دمار وقتل وتهجير...

في هذه الأثناء وجهت السعودية رسالة واضحة للهيئة العليا للمفاوضات حول السياسة الجديدة فيما يتعلق بتشكيل وفد موحد يمثل المعارضة من خلال دعوتها إلى قبول عقد مؤتمر موسع لكافة أطياف المعارضة السورية في العاصمة السعودية الرياض خلال شهر أكتوبر بهدف "اعادة هيكلتها" وتبني "رؤية سياسية جديدة" تنسجم مع المتغيرات أعلاه. يأتي ذلك ضمن سياق التفاهمات الإقليمية والدولية بين السعودية ودول الخليج تجاه قطر وكذلك بين أمريكا وروسيا من جهة اخرى والتي انعكست بشكل مباشر على مجمل الأوضاع في سياساتها حول الملف السوري والمقاربات المتوقعة حول النقاط الرئيسية خاصة حول مصير الأسد وقضية بقاءه ومشاركته في الفترة الانتقالية.

هذه المعطيات والمستجدات تفرض علينا كمعارضات سورية قراءة اللوحة الإقليمية والدولية المحيطة بسوريا وأزمتها التي أحرقت الوطن والشعب، ونشرع بتجاوز الأخطاء والسلبيات على الصعيدين السياسي والتنظيمي، وخاصة تلك التي أعطت دوراً أكبر للمجموعات المسلحة ومساحة أوسع للأفكار العروبوية والإسلاموية، والتي أساءت إيما إساءة لثورة الشعب السوري وأهدافها، وفتكت أشد فتك بقيمها، وساهمت في عزوف المجتمع الدولي عن دعمها لها. فالمعارضات السورية مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى بذل الجهود لتوحيد الرؤى والاتفاق حول مشروع سياسي واضح ومتكامل يتماشى مع المستجدات الاقليمية والدولية، وينسجم مع تعددية سوريا القومية والدينية.

إن كل من تعز عليه كرامة سوريا وشعبها مدعو اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى التكاتف والعمل معاً ضد الإرهاب والإستبداد أي كان، والنضال معاً من أجل سوريا ديمقراطية وعلمانية وتعددية تؤمن الحرية والمساواة للجميع. كما أننا جميعاً مدعوون ونحن على أعتاب مؤتمر يجمع المعارضات السورية إلى مراجعة سياساتنا ورص صفوفنا حول مشروع سياسي يضع مصلحة الشعب وكرامة الانسان وحقوقه وحرياته فوق أي إعتبار أخر.

وأخيرا ما لا يتمناه كل سوري هو أن يؤدي مؤتمر "إعادة هيكلة المعارضة السورية" المرتقب إلى فرز جديد وتقسيم للمعارضة السورية بين ما هو سعودي-مصري وبين ما هو قطري-تركي.

Rojava News 

Mobile  Application