اكرم خلف : الحلم الكوردي أصبح على بعد خطوتين

اكرم خلف : الحلم الكوردي أصبح على بعد خطوتين

9:18:45 AM

أكد الكورد وعلى مر السنوات على رغبتهم بإقامة دولتهم  المستقلة فدماء شهدائهم اكبر دليل على رغبتهم بالحرية والتحرر من الأنظمة القمعية التي لم توفر جهدا في قتلهم وتعذيبهم وتشريدهم  للنيل من صمودهم والوقوف أمام حلمهم في تحقيق مصيرهم  الذي بات اليوم اقرب من أي وقت مضى فلا يفصلنا عن الاستفتاء إلا أيام معدودات والتي فيها يقرر الكرد مصيرهم بأنفسهم  سابقا الكرد اجروا الاستفتاء على تقرير مصيرهم , بدمائهم   الذي يعتبر أنزه واخلص استفتاء مما لا يدعو مجالا للشك بان هذا الشعب يريد أن يتحرر ويصبح ذات دولة أسوة بغيرهم من شعوب المنطقة والعالم ولكن لم يجدوا  حينها من يؤيدونهم   او من يلتفت اليهم   .

اما الان و في ظل المتغيرات الدولية الراهنة في منطقة الشرق الأوسط اختلف الوضع كثيرا  فبات الحلم اقرب الى الحقيقة فالعالم كله بات يقر بحق الكرد في تقرير مصيرهم لأنه العالم كله وبالأخص الدول الكبرى الفاعلة في منطقة الشرق الأوسط باتت على يقين بصعوبة التوافق مع حكومة المركز    ولكن التحدي الأكبر أمام الكرد يبقى مسالة التوقيت بنظر الدول الاقليمة والأوربية والتشاور مع حكومة المركز وامكانبات الاقيلم من  إتمام هذه الخطوة الى النهاية بنجاح من حيث ترتيب  الوضع الداخلي  والاستفادة القصوى من الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة وبناءاعليه  ترتيب قائمة بالحلفاء الذين يمكن أن يساندوا هذا الاستفتاء وبقوة .

 لنأتي الى مسالة التوقيت التي طالما نسمعها على الصعيد العالمي والإقليمي والداخلي بأنها ليست مناسبة فعلى الصعيد الدولي ليس خافيا على احد بان لكل دولة مصالحها في الشرق الأوسط وخاصة مع تركيا وإيران وسوريا والعراق  فمن المستحيل ان نسمع خلاف ذلك إعلاميا ولكن كل المؤشرات تدل على انها ستتعامل مع الواقع المفروض ولا تقف أمام الحلم الكوردي ان اراد الأكراد حسم موقفهم من هذه المسالة

اما بالنسبة لتركيا فهي تتذرع بمسالة التوقيت لان ليس لديها خيار آخر فهي تتدعي بالديمقراطية أمام الدول الغربية والعالم  وليس من مصلحتها الان   التهديد او الوعيد العلني علما انها ستحاول قدرر الامكان بافشال مشروع الاستفتاء عبر إيران وحلفائها حتى وان اضطرت الى تقديم تنازلات كبيرة فما نشهده من تحسن العلاقات بينها وبين  ايران خير دليل على ذلك

اما بالنسبة لإيران فموقفها ثابت لايتغير من الكرد فهي تعمل سرا وعلانية للحيولة دون  تحقيق  طموحات الكرد لأسباب معروفة الا وهي شعورها بالخطر على مصالحها فهي تسعى للسيطرة على كامل العراق ، بالإضافة الى انه سيدفع بأكراد بلادها الى المطالبة  بالانضمام الى الدولة الكردية في حال نشوءها لتضم اكراد العراق وايران وتركيا وسوريا ،  اما بالنسبة لسوريا فكلنا نعلم بانها تمر باسوا الظروف يبقى التحدي الأكبر كيفية تذلبل العقبات التي سيواجها الإقليم

  • 1 - قرار الاستفتاء مصيري وإستراتيجي لا يمكن لطرف سياسي وحده أن يعمل عليه ، بل يجب أن يكون قرارا مدعوما بإجماع وطني فلابد من ترتيب البيت الكردي الداخلي في المقام الاول وانا على ثقة بان السروك مسعود البرازني قادر على ذلك

2 -  إجراء الاستفتاء بالتشاور مع حكومة المركز  وإقناعهم بهذا الاستفاء بشكل مباشر او حتى عبر وسطاء فهذا يعتبر شان داخلي بالدرجة الاولى ثانيا سيقطع الطريق امام كل من يقف في طريقهم مثل ايران وتركيا وغيرها من الدول .

3 -  التركيز على التاييد البريطاني لهذا الاستفتاء ليس تجاهلا للدور الأمريكي او الأوربي او غيرها من الدول فلهم ايضا دور كبير في المنطقة ولكن بريطانيا هي من تصنع الدول فهي تعرف بطبيعة المنطقة أكثر من اي دولة.

4 -  الاستفادة من محور السعودية والامارات فلذلك أهمية كبيرة على الصعيد العربي والإقليمي فما شهدته ازمة قطر تمخض عنه تحالفات جديدة  وعلى رأسها تركيا  وإيران  مقابل السعودية  والإمارات.

5-  على الصعيد الأوربي بشكل عام الكل بات مؤيدا لحقوق الشعب الكوردي .

اعتقد ان الظرف كلها مواتية للاستفتاء لانقول إنها سهلة ولكن من المحتمل ان لاتسنح فرصة أخرى مثل هذه الفرصة أمام الكورد لتقرير مصيرهم  فتركيا  ألان لديها أزمة تقريبا مع كامل الاتحاد الأوربي وعلى رأسها المانيا واغلب الدول العربية وايران  متورطة في صراعات في المنطقة  مثل اليمن سوريا البحرين وغيرها لا احد يعلم متى تنتهي فبالتالي التكلفة ستكون اقل وطأة على الكرد والنقطة الأهم من كل ذلك ان الدول العظمى التى تريد تقسيم المنطقة ستؤيد بقوة الاستفتاء لتكون بوابة لسلسة تقسيمات أخرى بالاستفادة من الموقف العالمي تجاه  مشروعية حصول الأكراد على كامل حقوقهم.

Rojava News 

Mobile  Application