12:16:13 AM
RojavaNews :نشرت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، مقالاً للكاتب الإسرائيلي “زلمان شوفال”, تناول فيه أسباب رفض واشنطن لاستقلال إقليم كردستان. وعقد مقارنة بين موقف واشنطن الحالي من استفتاء كردستان العراق تمهيداً للاستقلال، وموقفها عام 1948 من قيام دولة إسرائيل,المقال بعنوان "الموقف الأميركي: ما أشبه الليلة بالبارحة"
رغم الإشادة الأميركية بدور قوات “البشمركة” في القضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي، إلا أن إدارة الرئيس “دونالد ترامب” تتخذ موقفاً معارضاً لتطلعات أكراد العراق إلى إعلان دولتهم المستقلة، التي يختمر مشروعها منذ حصل الأكراد على حكم ذاتي من حكومة بغداد بعد حرب الخليج في عام 1991.
وقد نشرت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، مقالاً للكاتب الإسرائيلي “زلمان شوفال”, تناول فيه أسباب رفض واشنطن لاستقلال إقليم كردستان. وعقد مقارنة بين موقف واشنطن الحالي من استفتاء كردستان العراق تمهيداً للاستقلال، وموقفها عام 1948 من قيام دولة إسرائيل.
الموقف الأميركي: ما أشبه الليلة بالبارحة..
يبدأ “شوفال” مقاله التحليلي مشيراً إلى أنه: في تعليقه على الأحداث الأخيرة في كردستان العراق، أكد وزير الخارجية الأميركي “ريكس تيلرسون”: على “أن الاستفتاء بما يحمل من نتائج غير شرعي”. وهناك تصريحات مشابهة أطلقها السفير الأميركي لدى بغداد “دوغلاس سيليمان”، والمبعوث الخاص للرئيس ترامب “بريت ماكغورك”.
يضيف “شوفال” بأن المعارضة الأميركية لاستقلال الأكراد تثير أموراً من الماضي. فقبل سبعين عاماً، عندما أعلنت قيادة اليهود في فلسطين عزمها إعلان الاستقلال، اتخذت وزارة الخارجية الأميركية إجراءات حثيثة، ومصحوبة أحياناً بالتهديدات، من أجل إحباط تلك النية. حيث وقف وزير الخارجية في ذلك الوقت، الجنرال “جورج مارشال”، وجميع القائمين على السياسة الخارجية والأمنية الأميركية ضد إعلان قيام الدولة اليهودية.
ولقد كانت مبرراتهم الرسمية (بالإضافة إلى مشاعر معاداة السامية، التي كانت سائدة في وزارة الخارجية والمؤسسة الأمنية والاستخباراتية)، مشابهة جداً لمزاعم واشنطن الآن ضد استقلال الأكراد، ألا وهي تقويض استقرار المنطقة. وكما هو الحال في السابق فإن النفط له الآن أيضاً دور في تحديد الموقف الأميركي: ففي السابق أعرب المسؤولون الأميركيون عن خشيتهم من أن دعم واشنطن لقيام الدولة اليهودية سيعرض إمدادات النفط العربي الحيوي إلى أميركا للخطر وسيهدد علاقات واشنطن مع العالم العربي بشكل عام، والآن تخشى أميركا من أن نية الأكراد للسيطرة على “كركوك”، أحد أهم محافظات النفط في العراق، ستهدد العلاقات الجيدة بين واشنطن وحكومة بغداد، بما في ذلك النفط.
يوضح الكاتب الإسرائيلي أن واشنطن تحاول إقناع الأكراد بأنها لا تطالبهم سوى بـ”إرجاء” إعلان الاستقلال إلى توقيت أنسب، بينما في عام 1948 كانت الإدارة الأميركية، بتشجيع من وزارة الخارجية البريطانية، تنوي إلغاء إعلان قيام الدولة من خلال تطبيق نظام الوصاية الدولي في فلسطين. كما تسعى الأمم المتحدة الآن لإقناع الأكراد بقبول اقتراح تسوية يقضي بـ”إرجاء” استقلالهم مقابل الحصول على كافة الحقوق والامتيازات فى اطار دولة عراقية موحدة. وأيضاً في عام 1948، كان لمنظمة الأمم المتحدة دور فاعل عندما أوصى الكونت “برنادوت” بألا يكون “النقب والقدس” تحت السيطرة الإسرائيلية.
هل سيحذو بارزاني وترامب حذو بن غوريون وترومان ؟
يقول المحلل الإسرائيلي: “في حين يمكن تبرير معارضة إيران والعراق وتركيا لاستقلال الأكراد, لأن هناك أقليات كردية كبيرة في تلك الدول, فإنه من الصعب تبرير موقف الإدارة الأميركية التي تزعم أن إعلان استقلال الأكراد سيضر بالحرب ضد تنظيم (داعش)، رغم أن الجيش الكردستاني (البشمركة) يتطلع إلى محو ذلك التنظيم الإرهابي من الأراضي التي ستكون تحت سيطرته، لا سيما بعد الاستقلال”.
بالإضافة إلى الجانب الأخلاقي، فالعجب كل العجب هو من الموقف الأميركي الخاطئ الذي يرى أن منع استقلال الأكراد والحفاظ على وحدة الدولة العراقية المُصطنعة سيضمن بقاء نفوذ واشنطن, في حين أن إيران هي صاحبة النفوذ الفعلي في العراق. وكما حدث سابقاً مع إسرائيل، فالآن أيضاً هناك احتمال أن تتعرض الدولة الجديدة للعدوان منذ اليوم الأول لقيامها. وفي السابق كان العدوان من الدول العربية، أما في هذه المرة سيكون العدوان من الحكومة العراقية وربما من إيران وتركيا.
في الختام أوضح “زلمان شوفال”، أنه في الحالة السابقة استطاع شخصان أحباط كل تلك المؤامرات, الأول هو “دافيد بن غوريون” – الذي أدرك أنه قد حانت فرصة لن تتكرر للشعب اليهودي – والثاني هو الرئيس “ترومان”، الذي قرر الاعتراف بدولة إسرائيل فور إعلان استقلالها, رغم الموقف المعارض لمعظم مستشاريه. فهل سيحذو “مسعود بارزاني”، رئيس إقليم كردستان والرئيس “ترامب” حذو “بن غوريون” و”ترومان” ؟.
ترجمه سعد عبدالعزيز
الثلاثاء ٣/١٩/٢٠١٧
ع.ع