6:43:34 PM
RojavaNew : بعد حصول تركيا على الضوء الأخضر من الدول المنخرطة في الأزمة السورية على دخول وحدات من القوات التركية محافظة إدلب وبموافقة ومباركة التنظيمات الإسلامية المسلحة المتواجدة هناك، فإن تركيا اليوم ومن خلال تواجد قواتها المحاذية لمنطقة عفرين المحاصرة منذ سنوات من قبل الدولة التركية وبعض الفصائل الإسلامية المتطرفة، لا تتوقف عن تهديدها لمنطقة عفرين، فتارة عبر قصفها من عدة جهات أو إعطاء الأوامر للتنظيمات الإسلامية المتطرفة بقصف القرى المتاخمة والقريبة من الشريط الحدودي مع تهديد المواطنين والعبث بأمنهم واستقرارهم في العيش بسلام. ولتسليط الضوء على الدور التركي في محافظة إدلب لا بد من معرفة ماذا تفعل القوات التركية على أرض الواقع.
قبل مدة ليست ببعيدة، قامت القوات التركية بالانتهاء من تجهيز أول قاعدة لها في جبل بركات على حدود عفرين إدلب والمطلة على منطقة عفرين مباشرة، ولا تزال تلك القوات مستمرة في العمل على تجهيز 11 قاعدة أخرى والتي تهدف أولاً وأخيراً إلى احتلالها والبقاء فيها مدة طويلة. لقد فعلت الدولة التركية كل هذه الامور بعد أن ضمنت القوات التركية هدوء الأوضاع في إدلب بالاتفاق مع الفصائل المسيطرة ومنها جبهة النصرة (القاعدة سابقا وهيئة تحرير الشام حالياً)، فصارت تعمل على إقناع الروس وأخذ الموافقة منهم بالهجوم على منطقة عفرين وضمها إلى الدولة التركية أو توقيع الاتفاق معها وذلك بالعمل على إنشاء المزيد من القواعد العسكرية، فما زيارة أردوغان إلى روسيا التي جرت يوم الاثنين الماضي 13/11/2017 إلا محاولة حثيثة من تركية لإقناع الروس بالمضي قدماً بذلك الاتجاه. وفي الآونة الأخيرة قامت القوات التركية بتصعيد قصفها المدفعي مع فصائل (المعارضة) على مناطق متفرقة من عفرين حيث تركز القصف على محيط مدينة جنديرس (دير بلوط - ديوا) ومحيط قرى إسكان والغزاوية وقسطل جندو وقرى شرقي عفرين. ولكن التطور الأبرز هو قيام تركيا قبل عدة أيام بهدم جزء من الجدار الذي قامت ببنائه سابقاً على طول الحدود مع عفرين في قرية قرمتلق، وجرف عدد من أشجار الزيتون بما يسمح بمرور الآليات العسكرية والمدرعات، وهو إجراء مثير للجدل. ويبدو أن تركيا كانت تنوي اطلاق إطلاق عملية عسكرية عبرها تزامناً مع زيارة أردوغان إلى روسيا وتوقعه الحصول على موافقة بوتين، وهذا الذي لم يحصل حتى الآن مع احتمال التوافق على سيناريو آخر يقتضي بتسليم روسيا مناطق شرقي عفرين (تل رفعت- مرعناز -عين دقنة - منغ- دير جمال) لتركيا مع توقع استغلال تركيا للأوضاع واجتياز قواتها لبعض المناطق الحدودية والتقدم والسيطرة على بعض المواقع الاستراتيجية في المناطق الحدودية المحاذية وتسليم بقية عفرين للنظام مع مناطق في الجنوب الشرقي من عفرين مثل (عندان - قبتان الجبل وحتى دارة العزة) مقابل الموافقة على تسلم القوات التركية السيطرة على بقية محافظة إدلب مع مناطق نفوذ لروسيا وإيران فيها. أما أوضاع منطقة عفرين الداخلية فسلطة الأمر الواقع تستمر في عمليات المداهمة للقرى والمزارع والبساتين بهدف اعتقال الشباب بموجب قانون واجب الدفاع الذاتي كـ ( مدينة عفرين - كفر صفرة- قرى شيروا – قرى ناحية راجو- وقرى ميدانيات). والملفت في عمليات التجنيد الإجبارية، توارد معلومات عن تأسيس ما يعرف بـ (الفوج الأول ) وهو هيكل عسكري منفصل عن YPG- YPJ-HSD وبإشراف روسي وأذرع النظام ويتم إرسال المعتقلين للتجنيد إلى هذا الفوج حصراً، حيث يوقع الملتحق على تعهد يتضمن عدة بنود، وينص البند الأول منه على الاستعداد والموافقة على العمل في كافة أراضي "الجمهورية العربية السورية".
ميدانيا يتم الاستمرار بمنع أي نشاط للأطراف غير الـموالية لمنظومة حركة المجتمع الديمقراطي بقيادة PYD واعتقال المعارضين لها ومنهم عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا، عبدالرحمن آبو الذي مضى على اعتقاله أكثر من ثلاثة أشهر، والمحامي إدريس علو وأحمد سيدو اللذان مضى على اعتقالهما أكثر من (4) سنوات دون معرفة مصيرهما، إضافة إلى الاحتكار والسيطرة على النشاط الاقتصادي وفرض ضرائب وأتاوات باهظة لا طاقة للناس على دفعها نتيجة الظروف القاسية، ويزداد الوضع سوءاً مع استمرار الحصار المفروض على عفرين من قبل تركيا والميليشيات الإسلامية واستفزازات ميليشيات نبل والزهراء.
المصدر الباحث ز كريا الحصري بتصرف
قاضي