محسن طاهر: أمریكا وإیران صدام أم وئام

محسن طاهر: أمریكا وإیران صدام أم وئام

5:27:33 PM

تغیر السلوك الدبلوماسي والمیداني بین الإدارة الأمریكیة تجاه طھران، خلال العقود الماضیة وفق مقاربة الحزبین, الجمھوري والدیمقراطي للمصالح الأمريكية، وقد تدرجت نبرة الخطاب صعوداً ونزولاً، إضافة إلى تطویرھا لمنظومة تبعاً لسياقات الزمن ومقدار درجة التدخل الإیراني في الشرق الأوسط، وسعیھا المحموم لإنتاج الوقود الصلب، وتخصیب الیورانیوم بنسب تفوق النسب المسموح بها عالمیاً.

الصواریخ البالستیة، والأسلحة المحرمة دولیاً. لا شك أن الدور الإيراني في استفحال بؤر التوتر في أكثر مناطق العالم حساسیة, وتمدده الأفقي في لبنان وسوریا والعراق والیمن، وتصدیره للثورة الخمینیة، بقوة المیلیشیات الطائفیة المنفلتة من العقال، ویضعه على صفیح ساخن مما یجعل الوصول إلى الحلول الناجعة، لهذا یشكل التھدید الأكبر والمباشر للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، ویزید من تأزیم المشھد الشرق الأوسطي المأزوم أصلاً.

الأزمات بالطرق السلمیة والدبلوماسیة غاية في الصعوبة والتعقید، فبعد الاقتراب من الحسم العسكري ضد تنظیم (داعش)، ربما تكون إيران هي الھدف العسكري القادم للولایات المتحدة وحلفائھا، وإن صحت التوقعات لـ (سیمور ھیرش) المعروف بكشفه الحقائق المثیرة في خفایا السیاسة الأمریكیة، منذ ما یقارب عشر سنوات، مفادھا قیام سلاح الجو بضربات مكثفة وخاطفة، لمقرات السیطرة والقیادة, وقواعد الصواریخ، وتدمیر معامل تخصیب الیورانیوم، والتوغل البري في المناطق الغربیة الموازیة للخلیج ومضیق ھرمز، لتأمین المعابر والممرات المائیة, حفاظاً على أسعار النفط،وانسیابیة تدفقه للأسواق العالمیة, والعمل على تھیئة المناخات للمعارضة بشقیھا المدني والعسكري، ودفعھا للانقضاض على النظام الحاكم في طھران.

قد لا یكون تصور أو توقعات (سیمور ھیرش), السیناریو الوحید في ظل ما یتسرب من الإدارة الأمريكية، حول إلغاء الاتفاق النووي المبرم بین الجانبین, في عھد الرئیس الأمريكي السابق باراك أوباما، نتیجة الانتھاكات الإيرانية الصریحة، للبنود المتعلقة بإنتاج وتطویر الصواریح البالستیة، والتلویح بسیاسة العصا والجزرة لدفع طھران مرغمة على الامتثال لاتفاق جدید، يتواءم والشروط الأمریكیة، ويضع حداً لتدخلها في شؤون الغیر, واحترام السیادة الوطنیة لدول المنطقة، وذلك عبر فك الارتباط مع المیلیشیا الطائفیة, التي باتت خطورتھا على السلم الاھلي والمجتمعي, توازي خطر تنظیم داعش الإرھابي، كل ذلك مقابل الانفتاح الأمريكي والأوربي على النظام الإیراني وتأھیله إقلیمیاً ودولیاً. كیفما جاء تدویر الزوایا في السیاسة الأمریكیة، وأیاً كان السیناریو المعتمد في عھد ترامب للتعامل مع نظام الملالي في قم وطھران، فمن المؤكد أن التحالف الاستراتیجي بین واشنطن وطھران، سیغدو انقلاباً فاضحاً في محاربة قوى التطرف والإرھاب، وتراجعاً مخیفاً لدعم مسار الدیمقراطیة وحقوق الإنسان في العالم، وتالیاً یجعل من مسألة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط تترنح على كف عفریت.

 

Rojava News 

Mobile  Application