9:09:17 PM
RojavaNews :كتب أحد الغيورين على كوردستان ،ممن يحترقون كغيرهم من أبناء كوردستان سوريا "غربي كوردستان "على ما يجري بحق الكورد عامة ،وما يحدث اليوم في عفرين ،رابطاً الحدث والمسببين والأدوات بعضهم ببعض في مقالة حملت اسم بين قدس كوردستان (كركوك) وأرض السلام (عفرين) مفارقة ..
المقال لـ نورالدين ملا عباس محمد من كوردستان سوريا ،يعبر عن رأي صاحب المقال ،وليس بالضرورة أن يعبر عن وجهة نظر الموقع:
مفارقة ..
بين قدس كوردستان (كركوك) وأرض السلام (عفرين)
المكان واحد :الأرض الكوردستانية .
الشعب واحد : الشعب الكوردستاني .
الهدف واحد : سحق ارادة الكورد والقضاء على وجودهم وعلى طموحهم وأمالهم وأحلامهم .
النتيجة واحدة : عدم السماح بـ قيام الدولة الكوردستانية ..
المتابع لحدثي كركوك وعفرين ،يرى تطابقاً شبه كامل في التصريحات ومواقف الدول الكبرى ،حيث اللامبالاة" سيد الموقف"، وتواطؤ الدول الإقليمية والخذلان من الداخل واضح، بل مشارك في المؤامرة مع تبادل الأدوار من مكان لآخر ،وغياب توافق كوردي تام ..؟
يرى المتابع ،بأن عناصر المؤامرة مكتملة حيث الجلاد هو نفسه ،وهي الدول الغاصبة لكوردستان ،والضحية واحدة، هي نفسها الشعب الكوردي المغلوب على أمره .
أما آن الأوان بعد كل هذه التضحيات ليدرك أصحاب القرار والمسؤولون الكورد بأن العلاقات الخارجية مهما تكن قوية ومتينة،فهي ليست بديلاً قط عن العلاقات الداخلية والتوافق الكوردي ،ولا يمكن المراهنة إلا على الشعب وقواه الفاعلة
وجهة نظر :" ايها السيدات والسادة ،ضحينا بزهرة شبابنا وأولادنا من أجل الغير سواءٌ هنا أو هناك ..من أجل تحرير منبج والرقة وديرالزور، تحت شعار الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب ،وقاتلنا في خندق واحد وجنباً إلى جنب ،في صفوف ما يسمى بـ "قسد" ..وأين قسد من الهجوم على عفرين..؟
ألم نكن في خندق واحد..؟ أين هم من الهجوم على عفرين ..؟
هذا إن لم يكن هم نفسهم المشاركين في الهجوم ،وكل هذا يحدث على مرأى ومسمع منهم ، و أمام أعين المنادين بأخوة الشعوب أيضاً.
أين حلفائكم في تحرير الرقة ومنبج وديرالزور في الهجمة الهمجية على أرض السلام وأرض الزيتون (عفرين)، ألم يكن الخندق واحداً والسماء واحدة والأرض واحدة ؟
لكننا قاتلنا من أجل غيرنا ،ومن أجل أرض غيرنا ،وسماء ليست بسمائنا..
حررناهم ليكونوا عونا لغيرنا علينا، ألم يكن الأجدر بنا بأن نكون يداً واحدةً وقلباً واحداً ،أهدافنا واحدة وأمانينا واحدة وأحلامنا واحدة وننتمي إلى أمة واحدة ،للحصول على هدف واحد ،وهو "العيش تحت راية وهدف واحد وهي الأرض الكوردستانية ."
لكن ،للأسف الشديد ..الكورد عبر التاريخ كانوا عصى لغيرهم في ضرب الآخرين.
نعم أقولها بملئ فمي ،عدم التوافق الكوردي الكوردي لا يقل عن غدر وخذلان دول الجوار، والمدعوة بالأمة الديمقراطية والغاصبة لكوردستان ؛وعذراً على هذه الجملة ،فان مسألة كركوك حصلت بعد الاستفتاء الذي قاده الرئيس والقائد مسعود البارزاني، اعتماداً على الدعم الجماهيري ،وكردة فعل على تصرفات بغداد "اللادستورية "بحق الشعب الكوردي ،وفي ظل رفض علني من كافة دول الجوار والعظمى منها ، مقابل إصرار القائد في معركة الوجود واللاوجود ،بالرغم من مواقف الدول الأخرى ، معتمداً على الوحدة الكوردية ،لكن "كان الخذلان من الداخل ".
أما مسألة عفرين تختصر في تفرد "پ . ي .د "في القيادة وتفاصيل كثيرة خلفتها سنوات من التعقيدات والمفارقات، أقل ما يمكن أن يقال فيها أن "PYD " كان جزءً رئيسا في بقاء نظام الأسد والذي مهد الطريق للأطراف التي راهنت على المعارضة، لتتفق من جديد مع الطاغية .
فتأملوا أيها السادة القراء، هذه المفارقة من حزب الاتحاد الديمقراطي PYD مع النظام وتركيا الآن مع النظام ،وكلاهما الآن يدٌ واحدة ضد الكورد ،فإما أن يكون " PYD "،جزءاً من هذا المخطط ،أو أنه كان خاطئا في حساباته ."
وللعلم بان العدو قادر على خلق أعذار مختلفة إذا ما قرر الانتقام .
والمقارنة هنا بين كركوك وعفرين من باب العناصر المشاركة في المؤامرة ودور الأطراف الكوردية ،بحكم ارتباطها الإقليمي ودور العقلية الحزبية المقيتة .
وأقول: لا يوجد أي آفاق مفتوحة من دون وحدة صف الموقف الكوردي ،ولو في حده الأدنى ؛ لكن للأسف الشديد ،أعتقد بأن مثل هذا العدد " الملايين من الكورد" إنما ينفخون في كيس مثقوب، لأن "التحزب المقيت" هو الطاغي، نجرع معا كأس المرارة مرة أخرى ،وجميعنا على علم، بأن وحدة الموقف ووحدة الصف الكوردي هما الأمل الوحيد لتحقيق آمال الشعب "المسكين" ،لكن المصالح الشخصية والحزبية تحول دون تحقيق ذلك .
السيناريو واحد وذاته وإن تبدلت الأدوار قليلا، ولكن المستهدف هو قهر إرادة الشعب الكوردي البطل ،والنيل من عزيمته ،والأدوات هم الدول الإقليمية والمعروفة تاريخياً بعدائها للشعب الكوردي والتواطؤ ذاته من قبل الدول الكبرى ذات المصالح .
ولا يسعني أخيراً إلا أن أقول ،اللهم احمي كوردستان الكبرى أرضاً وشعبا .