11:52:09 PM
RojavaNews :كتب الناشط السياسي والكاتب كجال درويش،مقالة عما يحدث في عفرين ،مشيراً "حسب رأيه" إلى خساة الكورد "في حال استمر التشتت السياسي بين الأحزاب السياسية الكوردية وعدم التوصل إلى اتفاق عاجل في كوردستان سوريا".
كاجال درويش:الضحية.. عفرين الكوردستانية
ما يحصل الآن في عفرين ليس إلا مؤامرة على الشعب الكوردي لمحوه من الخريطة الكوردستانية، يأتي هذا بعد فقدان القوات العسكرية الموجودة في تلك المناطق للحليف الأمريكي، وفقدانهم لأي غطاء سياسي دبلوماسي معترف به على الصعيد الدولي .
وهنا تتفق جميع شرائح المجتمع الكوردي إن كانت سياسية، أو منظمات المجتمع المدني، أو لجان شعبية، على وحدة الصف في كوردستان سوريا، التي ستكون بمثابة عامل استقرار لجميع مكونات الشعب السوري منهم الكورد أولاً، ثم العرب والسريان وباقي المكونات الذين يشكلون الأقلية ويعيشون في تلك المناطق الواقعة في الشمال السوري .
أجهزة الاستخبارات الدولية والإقليمية تدعو الشعب الكوردي إلى الصمود بوجه أشرس وثاني أقوى جيش في الناتو (الجيش التركي)، هذه الدعوة بحد ذاتها خطر حقيقي على وجود الشعب الكوردي.
صحيحٌ أنَّ الجيش التركي هو العدو الأول للشعب الكوردي، بكن مواجهته عسكرياً ستؤدي إلى كارثة حقيقية، حيث التغيير الديموغرافي، وتعريب المنطقة أكملها، سيّما بعد أن قالت الحكومة التركية إنّها ستوطّن أكثر من 3 ملايين سوري في تلك المناطق.
لو نظرنا إلى الواقع بكلتا العينين، لرأينا كيف نحن_ الكورد_ نخدم أعداءنا في الأجزاء الأربعة دون قصد، لأنني لا أتصوّر بأن يكون كردياً واحداً يبيع شبراً من أرض أجداده للغزاة ومن يعادون القضية الكوردية.
فالأيديولوجيا اليسارية المتطرفة تعلن انتصارها بعد كل فشل لكي تستطيع السيطرة على أنصارها من الطبقة الكادحة والعاملة والمستفيدين منها مادياً، لذلك نشطت هذه التيارات بشكل سريع جداً، وحوّلت القضية الكوردية إلى قضية منسية لا وجود لها في كوردستان سوريا، وبدأت تخدم أعداء القضية بقصد أنّهم المستفيدون من هذه الخدمات المجانية في نهاية المطاف وهذا أيضاً جزء من الفكر اليساري التوليتاري الذي لا يستطيع تقبل أي طرف سياسي آخر بمشاركته في القرار السياسي .
طبعاً ما يحدث الآن في عفرين من مجازر بحق المدنين سببها القصف العشوائي، مدانٌ بكل أشكاله.
فالمعروف في هذه الحرب السيئة السيط أنها برضى الطرفين. الحكومة التركية نقلت معركتها من داخل الأراضي التركية إلى كوردستان سوريا، والنظام السوري كذلك من المناطق التي تهدد النظام السوري إلى شمال البلاد حتّى تقضي على الجيش الحر الذي درب عسكرياً في تركيا، وخوف النظام من أن تصبح هذه القوات قوة رادعة لقواته في الشمال، ومن ثم كسب الوقت لتستطيع إعادة ترتيب قوتها العسكرية التي خسرتها على يد الفصائل العسكرية المعارضة لها.
فالجيش الحر الذي يحارب الآن في عفرين بينهم دواعش كانوا قد هربوا إلى تركيا عندما سقطت عاصمتهم الرقة، لهم ذقون طويلة وشعاراتهم هي ذاتها ويقومون بالتمثيل بالجثث وغيرها من جرائم مثل ما كانت تفعل داعش.
لا أستطيع تسميتهم بالجيش الحر الذي كان ينادي بأن الشعب السوري واحد ولا فرق بين أطياف الشعب السوري كوردياً كان أو عربياً.
تقوم هذه الجماعات بقصف المدنيين العزل في قرى ومركز مدينة عفرين، لا يفرقون بين صغير أو كبير، يرتكبون مجازر تقشعر لها الأبدان .
ما شاهدناه في الآونة الأخيرة كيف خدم تلك التنظيمات الكوردية النظام السوري ومن ثم الروس وبعدها الأميركان وغيرهم، لكنهم بقوا وحيدين في ساحة المعركة في مواجهة الماكينة العسكرية التركية، اليوم يدفعون ضريبة تلك الأخطاء السابقة .
لذلك أعتقد أن الكورد في كوردستان سوريا سيخسرون غرب الفرات كمقايضةٍ سياسية بين القوى الأربع ( الأميركان والروس والترك والإيرانيين) في حال استمر التشتت السياسي بين الأحزاب السياسية الكوردية وعدم التوصل إلى اتفاق عاجل في كوردستان سوريا..
كاتب كوردي سوري