ثـوار الثورة السورية ولـكـن ؟

ثـوار الثورة السورية ولـكـن ؟

2:31:19 PM

  RojavaNews: كتب الكاتب والناشط السياسي، دلدار بدرخان حول صوابة  الثورة السورية  وأهدافها المباركة وأن الشعب الكوردي كان جزأ من هذه الثورة والذي وقف إلى جانب الشعب السوري من البداية لكن مع تدخل الأجندات الإقليمية والدولية وتنافر المصالح تحول الثوار إلى ثلة من الفاسدين هدفهم الأساسي سلب ونهب المواطنين وخاصة عنما كشف عن أفعالهم في عملية غصن الزيتون وقد صارت تلك الاهداف في مهب الريح وهذا ما جاء في مقاله ما يلي:

   لأن سألت الأغلبية العظمى من الكُرد السوريين إن كانوا من مناهضي النظام البعثي العفلقي قبل الثورة السورية أم من مؤيدي النظام فسيجيبك بشكل ارتجالي وبدون أي تفكير أنه كان ولا يزال ضد النظام السوري شكلاً ومضموناً ، فالكُردي معارضته للنظام بالفطرة بدون أية مبالغة ، لأن الكُردي كان متهماً أمام النظام الفاشي والشمولي منذ ولادته حتى يثبت عكس ذلك ويقدم دليل ببراءته ، أو يقدم ولائه الكامل للنظام ويصبح عميلاً وخائناً لشعبه لصالح النظام ، فيكفي أن تكون كُردياً حتى تعاني مرارة الأيام وضنك العيش ، و تكون متهماً ومواطناً من الدرجة الثانية ،  إلا بعض النفر ممن باعوا أنفسهم لقاء مصالحهم المرتبطة بهذا النظام ، هذا ما كان عليه الشعب الكُردي بأغلبيته الساحقة ، وهذا هو الفكر السائد لديه تجاه النظام البائد منذ اعتلائه كرسي الحكم .

- عندما انطلقت شرارة الثورة السورية أستبشرنا خيراً وكنا في طليعة الثوار ووقفنا معها بكل إمكانياتنا ومواردنا ، ولازلنا نستبشر خيراً فيها ونقف بصف الثورة كملاذ لحريتنا وموئلاً لخلاصنا ، فلم يكن وقوفنا مع الثورة السورية أسوة بحاملي رايتها أو خوفاً ووجلاً من أحد أو مكرهين ، و لم ننظر إلى الثورة من خلال الشخصيات التي كانت تنادي بالثورة ، فمن المعروف أن الثورات بشكل عام تحمل السيئ والمسيء والجيد ، وليس الجميع سواسية في أهدافهم وغاياتهم وخاصةً إن كان النظام الذي يحكمك من أعتى وأشرس الأنظمة التي عرفتها البشرية كنظام الأسد المجرم والطاغي الخبير في تشويه الأهداف السامية وتعكير صفوها ، فثوريتنا انطلقت من أيماننا الراسخة بمضامين الثورة وما تنشده من التغيير لصالح شعبنا المضطهد ، كإيماننا المطلق بعقيدة الإسلام بعيداً عن جشع وقذارة البعض من حاملي رايتها ، فالثورة تاريخياً تحمل مضامين سامية ، و تحمل بين طياتها غايات نبيلة في سبيل رفع الظلم والقهر عن كاهل الشعوب المضطهدة التي حُجبت عنها شمس الحرية ، و الثورة دائماً وأبداً تنبئنا بميلاد الحرية والتحرر وبمستقبل مشرق ، هذا ما توسمانه من الثورة السورية ، وهذا ما أستقرأ ناه عن الثورات في كتب التاريخ على مر العصور .

- من المؤسف أن نجد من يختزل الثورة في شخصيات ما عرفت معنى الثورة يوماً ، ولم يكن يعنيها شيئاً من الثورة سوى " الثروة " وتعبئة جيوبه على أكتاف دماء الشهداء ، شخصيات توشحوا براية الثورة لتغطية سرقاتهم وغريزتهم الذكورية دون حسيب أو رقيب و أصبحوا عنواناً للثورة بعد تهميش الثوار الحقيقيين ، ولأن أشرت إلى جرائم أحدهم كأنك تتهم الثورة أو تهينها !! هكذا يوهمونك فقد احتكروا الثورة لأنفسهم وصادروها ، هؤلاء كمن يختزل الوطن بشخص بشار المجرم ، توغلوا داخل الثورة وجعلوها مطية لجمع الثروة والمال ، فلم يفهموا من الثورة سوى السرقة والغنائم والجزية ؟؟

- بعد معركة غصن الزيتون تبلورت جوانب سلبية عدة  و كشفت الغطاء عن مكامن الخلل وحجم الكارثة وإلى أي درك وصلت أليه الثورة ، فقد كشفت أسباب وهن وضعف الثورة و أسباب تراجعها خلال السنوات المنصرمة ، بصراحة كنا نتوقع أن يحصل بعض التجاوزات نتيجة الفراغ الأمني بعد معركة تحرير عفرين ، ولكن لم نكن نتوقع أن يكون بهذا الحجم الهائل من الإجرام و التجاوزات الدالة على انزلاق الثورة نحو الهاوية " وهذا ما نخافه بالفعل بعد كل التضحيات والدماء الطاهرة " مع غياب مبدأ المحاسبة والقصاص واستئصال شأفة المجرمين الذين عاثوا في الأرض فساداً وشوّهوا أسم ثورتنا ، نعم تم محاسبة بعضهم ولا ننكر ذلك ولكن الغالبية من المجرمين لا يزالون يصولون ويجولون بمقاصلهم لجز رؤوس الفقراء الكُرد العفرينيين أبناء مدينتي الحبيبة ، شيء مبعث للاشمئزاز والقرف ، و مع الأسف الشديد فقد أثبت مرة أخرى أن الكُردي متهماً حتى يثبت عكس ذلك ويقدم دليل ببراءته ، وأنه من مواطني الدرجة الثانية ، إن كان ضمن المناطق المحررة أو غيرها ، وحتى الكُردي الثوري في خانة الشكوك إن تكلم وصدح حنجرته بالحقيقة . فما أن يكشف أحد الثوار الكُرد عن جرائم أحدهم حتى يخرج إليك فئة ضالة من المنتفعين و أشباه الثوار ليدافعوا عن المجرم المتاجر بالثورة ، وينهالوا عليه بالشتائم والسباب والاتهامات الباطلة ، فيصبح في خانة المتهمين عوضاً عن المجرم الحقيقي ، فيصبح الضحية جلاداً ، والجلاد هو الضحية ، ليتهموه بالتشبيح لصالح الأسد أو الـ ب ك ك أو غيرهم فيظنون به سوءاً ويعتبرونه عميل يهين الثورة وقد يتم تهديده !!

 

- معركة غصن الزيتون هي معركة التحرير والحرية وإعادة الكرامة ، وليست معركة النهب والسرقة والجزية كما يفكر البعض ، فمن هنا أتمنى أن يعود للثورة بريقها ورونقها كما عهدناها ، ونتمنى أن يتم تفعيل مبدأ المحاسبة وعدم الاستهتار والتهاون مع المجرمين والحرامية وقطاعي الطرق ، ويتم إعادة المسروقات لأصحابها وإعادة الأمن والأمان لربوع مدينتنا عفرين ، فلا الدين والشرع يقبل ذلك ، ولا الثورة تقبل ذلك . فهل من مجيب أيها الثوار الشرفاء إن كنتم قادرين على ذلك ؟؟ .

Rojava News 

Mobile  Application