9:09:40 AM
RojavaNews: كتب الكاتب والناشط السياسي دلدار بدرخان مقالا حمول تسليم منظومة الـ ب ك ك المناطق الكوردية من النظام والآن تريد أن تسلم الأمانة طيلة هذه السنوات إلى أصحابها وكأنها مجرد تمثيلية هوليودية وهذ ما جاء في مقاله ما يلي:
لعلني تناولت وتحدثت كثيراً عن منظومة الـ PKK وذراعه السوري حزب العمال الكردستاني في الأشهر والسنوات السابقة ، وتناولت باستفاضة وتعمق كبيرين ماهية و مهمه هذه المنظومة المارقة في المنطقة بعد انطلاقة الثورة السورية ، وكيف أنها استلمت مهمة إخماد الثورة الشعبية ضمن المناطق الكُردية بإيعاز تام من أسيادها في دمشق وقم ، وفق محضر أستلام وتسليم بدون أن تُطلق أية طلقة ، و أن كل ما حصل من تمثيلية كانت مجرد تجسيد لحلقات الخيانة والعمالة التي بدأها عبد الله أوجلان في ثمانينيات القرن الماضي وتوقفت باعتقاله وإبرام اتفاقية أضنة بين الحكومتان السورية والتركية ، وما أن انطلقت شرارة الثورة السورية حتى أستعان النظام العفلقي بأتباع أوجلان ، فالذي لم يقم به عبد الله أوجلان ولم يستطع إنجازه قام به أتباعه على أكمل وجه ونفذوا المهمة بكل إتقان و نجاح .
- من دعم هذه المنظومة وقام بتجهيزها وهندسة أركانها للتوسع والتمدد والتشعب لم يكن متنطعاً أو أحمقاً أبدا ، وإنما قام بدراسة المسألة بعناية فائقة وبتخطيط متقن ورصين يحسب له ، ولعلنا شاهدنا مدى ارتزاق هذه الثلة وتفانيها في الإخلاص لداعميها وأسيادها ، فلقد استطاعت هذه المنظومة لعب دوراً إيجابيا لصالح الأسد ونظامه الذي كان يترنح وينهار ، وكان على شفا جُرفٍ هار ينتظر نهايته المحتوم ، فكانت هذه المنظومة المافيوية بمثابة جرعة مقوية ساهمت بشكل أو بآخر في تقوية النظام وتعافيها من السقوط ، واستطاعت إعادة تدويره وتأهيله من جديد وخاصةً ضمن المناطق الكُردية ، فضلاً عن المحافظة على مؤسساته وأفرعه وآباره النفطية وتمثال المقبور ومرافق تمويله .
- يبدو أن الـ PYD في موقف يرثى لها هذه الأيام فهو الآن واقع بين نارين قد تقضي عليه وتحرقه لتحوله إلى رماد ، و عليه حزم أمره واتخاذ قراره التاريخي ليخرج من فوهة البركان بأقل الخسائر ، حتى أننا سمعنا عن خروج جميل بايق من جحره ونزوله إلى حسكة قبل أيام ليلتقي بأسياده ، ولا نعلم ما مدى صحة تلك الأنباء ، ولكننا على يقين بأن الـ PKK يمر بأصعب مراحله ، فهو واقع بين مطرقة ( السيد ) ألا وهو النظام السوري والإيراني ، وسندان التحالف بقيادة أمريكا ، والنظام يضغط عليه لإعادة الأمانة إليه والتنازل عن كل شيء لصالحه ، وقد شاهدنا مجموعة تنازلات أبداها الـ PYD مؤخراً في قامشلو وباقي المناطق الواقعة تحت سيطرته وخاصةً إزالة الصور والبيارق خاصته و تنظيف الشوارع من تلك الصور وإعادة صياغة الأسماء لأفرعها المافيوية تماشياً مع رغبه النظام ، كل ذلك ينذرنا بموقف الـ PYD الضعيف والمترنح الآيل للسقوط ، وقرب انتهاء مهمته ، ولكن ما جعل فترة هذه المنظومة تطول هو عدم انتهاء ورقتها لدى التحالف بقيادة أمريكا ، ويبدو أن التحالف لا يزال بحاجة إلى خدمات هذه المنظومة الارتزاقية ، ولكنني لا أظن أن الوقت سيطول أكثر ، وأعتقد أن الشهور القادمة ستكون مليئة بالتوقعات التي رسمناها مسبقاً .
- إن عمل هذه المنظومة الإجرامية شارفت على نهايته ، بعدما أنجزت المهمة المسندة إليها بكل صدق وأمانة ، ولم يبقى لدى هذه المنظومة أكثر مما فعلت ضد الشعب الكُردي وقضيتهم في سوريا ، و بقي عليها أن تنهي عملها في قامشلو وكوباني كما أنهته في عفرين ، طبعاً لا نستغرب أن يكون نهاية حلقات المسلسل البو ليودي حزينة ، فالمخرج يتقن عمله في الخواتيم وخاصةً إذا كانت بأيادي هذه المنظومة التي تتقن الإخراج والتمثيل على أكمل وجه ، فعدم فك ارتباطها بمنظومة الـ PKK ، ورفع صور زعيمها عبدالله أوجلان و شعارات تمجد بحياته ، وتعليق صوره في المكاتب والحواري ما هي إلا تمهيداً لإنهاء عملها بأيدي داعميها ، فهذه الورقة تركها الـ PYD حجة و بحوزة داعميها و مموليها ، ليستخدموها وسيستعملونها متى ما أرادوا ذلك ، فلا يتطلب المسألة منهم أي جهد سوى فتح ملف قوائم الإرهاب لتجد أسم هذه المنظومة على رأس قائمة الإرهاب ، وبهذا سينتهي الدراما والتمثيلية بمشاهد حزينة ، وعندها سينبري هذا الحزب أمام حاضنته والشعب الكردي ليتشدق بأن المؤامرة عليه كانت كبيرة جداً ، ولا صديق للكُرد سوى الجبال !!