اعادة قراءة مجزرة السويداء

اعادة قراءة مجزرة السويداء

 9:47:37 AM

  RojavaNews: كتب عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا الدكتور، عبدالحكيم بشاء مقالا حمل المجزرة المروعة التي نفذتها تنظيم داعش الارهابي في محافظة السويداء التي راح ضحيتها المئات من المكون الدرزي وهذا ما جاء في مقاله ما يلي:

ان المجزرة المروعة التي نفذتها تنظيم داعش الارهابي في محافظة السويداء وريفها في 25 من الشهر المنصرم والتي راح ضحيتها اكثر من 300 شهيد من الإخوة الدروز ومئات الجرحى، وان كان مفاجئا لأهل الكرامة الا ان وصول داعش الى تلك المنطقة لم يكن صدفة وانما جاء بتخطيط مباشر او غير مباشر من النظام السوري، وقد دلت على ذلك كل الترتيبات التي سبقت تلك المجزرة المدانة بكل الاعراف والتي نشرت بعض من تفاصيلها سواء تلك التي تتعلق بكيفية وصول داعش الى تلك المنطقة او سحب السلاح من سكانها وغيرها من المؤشرات التي تؤكد على تواطؤ النظام في مقدمات وترتيبات تلك المجزرة

ورغم مضي اكثر من اسبوعين على المجزرة ونشر الكثير من التفاصيل حولها وعشرات المقالات والتحليلات عنها الا ان الخوض فيها يبقى ضروريا للكشف عن مالات تلك الجريمة من زوايا مختلفة والتي تشير مجملها بأصابع الاتهام الى وقوف النظام ورائها.

وقد يتساءل الكثيرون: وما فائدة النظام من ذلك خاصة انه انتزع الكثير من الاراضي من الفصائل المسلحة وانهى وجود الكثير منها وبسط سيطرته على مساحات واسعة من سوريا ؟ فلماذا هذه الجريمة في منطقة امنة؟

ان النظام ومن خلال تلك المجزرة كان له هدفان رئيسيان:

١- إركاع اهل الجبل رجال الكرامة ودفعهم الى الارتماء في احضان النظام وتزويده بالشباب في معاركه ضد الشعب السوري والذي طالما رفضه رجال الكرامة منذ بداية الثورة ونجحوا في تحقيق الامن الذاتي في مناطقهم.

٢- توجيه رسالة الى المجتمع الدولي مفادها ان قوى الارهاب لا تزال قوية في سوريا وان اعلان المجتمع الدولي عن نهاية

وشيكة الارهاب ليس صحيحا

والهدف من ذلك هو الاستمرار في تضليل المجتمع الدولي ان بديل النظام الحالي هو الارهاب الذي يجسده داعش والتنظيمات المرتبطة به

ولا تزال خطرها قائما وجديا

وبالتالي دفع المجتمع الدولي الى الاستمرار بنفس السيناريو وهو الحفاظ على هذا النظام باعتباره يجسد خيارا افضل من الارهاب، ولكن حقيقة الامر يجب على المجتمع الدولي قراءة احداث السويداء بصورة مغايرة تماما لرسائل النظام وهو ان الارهاب سيبقى موجودا في سوريا ومهددا للمنطقة والعالم طالما بقي هذا النظام لأنه هو الذي ساهم في صناعة الارهاب ويعتبر اكبر جاذب له كما صرح به اكثر من مسؤول أمريكي في الادارة السابقة بمن فيهم السيد كيري واستفاد منه النظام بتضليل المجتمع الدولي للحفاظ على سلطته.

لقد ان الاوان ان يدرك المجتمع الدولي استحالة القضاء على الارهاب بوجود هذا النظام بل إنهما توأمان سياميان يعيشان معا ويموتان معا وان كل مسعى لمكافحة الارهاب في سوريا مع استمرار هذا النظام لن يكتب له النجاح لان لديه القدرة والاستعداد على صناعة نسخ جديدة من الارهاب لتهديد المجتمع الدولي بها حفاظا على سلطته القائمة على المجازر وجماجم السوريين.

 

د عبدالحكيم بشار

13-8-2018

 

Rojava News 

Mobile  Application