11:03:02 AM
RojavaNews: كتب الكاتب والناشط السياسي، جمال حمي مقالا عن حقيقة مشروع الأمة الديمقراطية، بحيث لا يمكن تطبيقه إلا في أفلام الخيال العلمي وهذا ما جاء في مقاله ما يلي:
ان مشروع الأمة الديموقراطية أو مشروع أخوة الشعوب الديموقراطية الذي طرحه عبد الله أوجلان من سجنه في عام ٢٠١٢ ، بالرغم من خرافية هذا المشروع وخيالته واستحالة تطبيقه الا في أفلام الخيال العلمي فقط ، آلا أن توقيته لم يكن بريئاً ، اذ أنه جاء بعد اندلاع شرارة ما سمي بالربيع العربي الذي ظهر في تونس ومصر وليبيا واليمن وانتقل الى سورية في ٢٠١١ .
حيث لاعقل أن يخطر على بال أوجلان هذا المشروع فجأةً ولاسيما بعد ما أسموها فترة الكفاح والنضال في تركيا ضد النظام التركي من قبل تنظيم PKK الذي يتزعمه أوجلان الذي يقبع في سجن إيمرالي منذ عام ١٩٩٩ والى اليوم ، لكنه تزامن مع انتفاضة الشعب السوري ضد النظام السوري الذي تربطه علاقات وثيقة مع أوجلان وحزبه .
ومشروع السلام الذي طرحه أوجلان في ٢٠١٢ مع تركيا من سجنه ، لم يكن مشروع سلامٍ حقيقي وانما كان مجرد هدنة مع النظام التركي وبروبغاندا اعلامية كبيرة للتغطية على ارسال عناصر PKK الى سورية والتفرغ الكامل لمناصرة النظام السوري وقمع انتفاضة الكورد ضده .
فقد أعلن أوجلان من سجنه أن عنده ٤٠٠٠ مقاتل جاهزون للدفاع عن النظام السوري ، وبطبيعة الحال كان النظام السوري يحتاج الى هذه الخدمة الكبيرة ، لأنه لم يستطع مواجهة الكورد في سورية وقمع انتفاضتهم بشكلٍ مباشر ، كونه كان دوماً يحاول الظهور أمام الرأي العام الغربي بأنه حامي الأقليات في سورية ، ومواجهته للكورد بشكل مباشر ستجعل موقفه هذا ضعيفاً ومحرجاً له أمام الغرب .
لذا استعان بأزلامه في تنظيم PKK لأداء هذه المهمة ، حتى تبدو المسألة للغرب بأنه صراع كوردي داخلي لا علاقة للنظام السوري به ، وحتى يتحقق هذا الأمر ولا يظهر تنظيم PKK كطرف في الصراع وأنه يقف الى جانب النظام السوري ضد أبناء شعبه ، كان لابد من توليفة معينة واشغالهم بمشروع وهمي وخيالي ، ولذلك خرجوا بتوليفة الشعوب الديموقراطية للتستر على هذا الانحياز الكامل الى جانب النظام ضد الشعب الكوردي المنتفض في وجه النظام ، ومن جهة أخرى ايهام الكورد أيضاً بنفس الوقت أن هذا التنظيم يملك مشروعاً سيحقق للكورد مصالحهم .
ولذلك فإن أول خطوة قام بها النظام السوري آلا وهي تسليم مناطق الكورد الى تنظيم PKK لإدارتها والسيطرة عليها ، حتى يبرأ النظام السوري نفسه من كل ما سيجري فيها لاحقاً على أيدي تنظيم PKK من انتهاكاتٍ وجرائم .
وما يجعلنا متأكدين مما نقول ، أن مشروع الشعوب الديموقراطية التي أشرفت وما تزال تشرف عليه الإدارة الذاتية في مناطق الكورد ، أن هذه الإخوة الديموقراطية شملت مؤيدي النظام السوري فقط ولم تشمل معارضيه ، وهذا دليل على أن المشروع الخرافي هذا يهدف في حقيقته محاربة معارضي النظام فقط كورداً وعرباً ، علماً أن هؤلاء يطالبون أساساً بالحرية والديموقراطية وهي من صلب مشروع الأمة الديموقراطية التي تتغنى به الإدارة الذاتية التي يسيرها تنظيم PKK ، والشيء الأهم هنا أيضاً ، أن من يحمل مشروعاً ديموقراطياً حقيقياً ، لا يساند نظاماً قمعياً مستبداً ضد شعبٍ أساس مطالبه هي بتطبيق الديموقراطية وانهاء دولة الاستبداد .
فالمشروع خرافي وخيالي ، وتوقيته غير بريء ، وكل الممارسات القمعية والإجرامية التي قام بها تنظيم PKK بعيدة كل البعد عن الديموقراطية ، بل ساهمت بزرع الفتن والأحقاد بين العرب والكورد وتسببت في جراح عميقة بينهم ، وكل هذه الأمور منافية لحقوق الإنسان وبعيدة عن الحريات وعن أبسط مبادئ الديموقراطية والتي ركيزتها احترام الإنسان وحفظ كرامته وصون حقوقه