إلى أتباع النهج البارزاني ...

إلى أتباع النهج البارزاني ...

8:59:57 AM

بقلم جمال حمي

 RojavaNews: أرجو أن لا تكونوا كمريدي وأتباع الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله ، فقد روي عنه أن أحد الأمراء أرسل خلفه وقال له : ان رئيس الشرطة يشكو من أنه كلما قبض على لص أو مجرم ، يقول له اللص " أنا من مريدي الشيخ الجيلاني " فيضطر رئيس الشرطة الى اطلاق سراحه احتراماً لمكانتك ، فنرجوا منك أن تبيّن لنا من هم مريدوك الحقيقيون ومن هم الكاذبون والمنافقون ، فقال له الشيخ الجيلاني : أرجو منك أيها الأمير أن تحضر خطبة الجمعة غداً في مسجدي ، وسأبين لك من هم مريدي الحقيقيون .

وفي يوم الجمعة وبعد انتهاء الخطبة ، طلب الشيخ الجيلاني من الناس عدم مغادرة المسجد والتجمع في ساحتها ، ثم صعد على المأذنة وقال : من كان مريدي قولاً وفعلاً ، فليرمي بنفسه من على هذه المئذنة بعدي ، فقفز الجيلاني ووقف على رجليه على الأرض ولم يصب بأذى ، ثم قفز بعده رجل آخر ووقف على رجليه أيضاً ، ثم جاء الثاني وأراد أن يقفز لكنه جبن وخاف وتعلق بالمئذنة وهو يصرخ أنقذوني ، ثم نظر الجيلاني الى أمير البلاد والى رئيس الشرطة ، وقال لهم ، أرأيتما ، أنا عندي مريد ونصف فقط والباقي يكذبون .

بغض النظر عن صحة الرواية من عدمها ، آلا أن فيها مغزى لا يفهمه الا من يحترم عقله ونفسه ، فالكثير من الكورد يزعمون أنهم على نهج البارزاني في حين أن أفعالهم وممارساتهم تدل على أنهم على نهج الشيطانِ وليس البارزاني .

النهج البارزاني يتوافق مع الفطرة الإنسانية السليمة ، فهم يحملون المشروع القومي والإنساني وفي نفس الوقت لا يحاربون أبناء شعبهم من خلال التهجم على دينهم ، بل هم يحترمون قناعات الكورد الدينية والفكرية جميعها ، لأنهم عقلاء ويعرفون لو أنهم دخلوا في حرب ضد الديانة الإيزيدية مثلاً ، فسيجدون أنفسهم يحاربون مليون إيزيدي من أبناء شعبهم ، واذا حاربوا الإسلام ، سيجدون أنفسهم في حرب مع أربعين مليون كوردي مسلم ومن حيث يعلمون أو لا يعلمون ، فالحرب على الإنسان والتعدي على كرامته قد تتخذ أشكال عديدة ، ومنها التعدي على قوميته وأصله ومنها التعدي على فكره والتعدي على دينه ومعتقداته وقناعاته ، وكل هذه الممارسات تندرج تحت بند الإرهاب الفكري ، فأرجو أن لا تكونوا مثل أولئك الكذبة الذين كانوا يزعمون بأنهم أتباع الجيلاني في حين أنهم كانوا لصوص ومجرمين وعلى نهج الشيطان .

فكما أن المشيخة لا تحتاج الا الى أن ترخي لحيتك وأن تأتي بثلاثة أمتارٍ من القماش وتلفها على رأسك حتى تصبح شيخاً ومريداً للشيخ الأكبر ، يبدو لي أيضاً أن الكثير من مريدي البارزانيين يعملون نفس الشيء ، والقضية لا تكلفهم سوى وضع صورة البارزاني في صفحاتهم الفيسبوكية والتقاط صورة لهم باللباس الكوردي الفلكلوري ، ورفع العلم الكوردي !!

والكلام ليس للتعميم طبعاً ، ودمتم .

 

 

Rojava News 

Mobile  Application