9:34:58 AM
بقلم زهير داود
RojavaNews: منذ أسابيع بدأت تدق طبول معركة إدلب بين بقايا الفصائل المسلحة الموالية للحكومة التركية و النظام السوري التابع للحليفين الإيراني و الروسي فبدأت تلك الفصائل تعلن عن جاهزيتها لخوض المعركة فيما إذا هوجمت و تحضيرا لذلك حفرت الأنفاق و أقامت السواتر الترابية متوعدة بإلحاق الخسائر بالقوات التابعة للنظام السوري و حلفائها و تعتبر معركة إدلب هي الحاسمة و الأخيرة لتلك الفصائل آخذين بعين الاعتبار الانتصار او الموت لكن الحقيقة لا ملاذا لهم باق حتى يفكروا بالانتقال إليها بالمقابل فإن النظام السوري يريد إنهاء الصراع في آخر بقعة يتواجد فيها تلك الفصائل المعارضة و الموالية للحكومة التركية و دك معاقلها بعدما جمعتهم من مختلف المناطق السورية عبر صفقات مشبوهة تمت بين بعض العناصر من تلك الفصائل و القوات الروسية و يشاطره في الرأي بخوض المعركة النظام الإيراني الذي يؤجج الصراع أكثر فأكثر للتغطية على القرار الأمريكي المطالب بانسحاب كامل القوات الإيرانية من الأراضي السورية و من أجل تعويض ما خسرتها من أموال من أجل بقاء رأس النظام السوري الضامن لتعويض ما تم إنفاقها و فرض أمر الواقع و الاعتراف الرسمي بوجودها على الأراضي السورية دوليا و إبعاد الطلب الأمريكي عن مجالات الشك و المساومة و الدخول في مرحلة جني الأرباح من خلال مشروع إعادة إعمار المنطقة و كذلك الاستثمار في مجال النفط و احتكار طرق و مفاصل التجارة الدولية .
النظام التركي بدوره سيحاول جاهدا لإبطال مفعول القنبلة الموقوتة التي ستنفجر عاجلا أم آجلا في إدلب لتحقيق بعض الأهداف التي تؤمن مصالحها الاستراتيجية بغض النظر عن التنازلات و المساومات التي ستقدمها للدول الراعية و الضامنة التي اجتمعت معها سوية في أستانة و العمل على تكريس مفهوم مناطق خفض التصعيد و لو بشكل مؤقت للحفاظ على ماء الوجه باعتبارها القوة الراعية و الضامنة و الداعمة لتلك الفصائل المسلحة في توسيع إمبراطورتيها المزعومة معززا من خلاله تحقيق و ضمان الأمن القومي بالدرجة الأولى و لو كان هناك بعض التنازلات السياسية خارج مفهوم أمنها كالقرار المتخذ بحق هيئة تحرير الشام و اعتبارها منظمة إرهابية و لهذا فقد أكدت الحكومة التركية على أهمية تعاونها مع روسيا لضمان تأجيل تنفيذ القوات السورية _ الروسية للعملية العسكرية المزمع تنفيذها غدا مع انتهاء القمة الثلاثية في إيران و الحيلولة بعدم القيام بعمليات تجهض مسار أستانة بل سيحاول الجانب التركي بتحويل الأنظار باتجاه الخلاف التركي _ الأمريكي حول مناطق الشمال السوري بشكل عام و موضوع الدعم الذي يتلقاه الوحدات الحماية الشعبية المسماة زورا و بهتانا و انتحالا للشخصية الكردية من الجانب الأمريكي و محاولة اكتساب الدعم المعنوي لمواجهة الخطر المزعوم بما يخص استقرار المنطقة و الحفاظ على وحدة الأراضي السورية و إظهار عدم التزام الجانب الأمريكي بما تم الاتفاق حوله واضعا بعين الاعتبار هدفها هو إخراج تلك الوحدات المسماة بالحماية الكردية إلى خارج الأراضي السورية لتعزيز الأمن و الاستقرار علما بأن طلائع تلك القوات و قياداتها الميدانية غادرت مواقعها في تركيا بناء على الطلب التركي بموجب اتفاق أبرم بين الحكومة التركية و حزب العمال الكردستاني في عام 2013 و لهذا فإن تلك القوات تستخدمها تركيا كشماعة لمحاربة القضية الكردية في عموم ساحات كردستان . إضافة لتعزيز موقفها الداعي للتعاون ستشير الحكومة التركية إلى نقطة ثانية و هي بأن تلك الوحدات تبسط سيطرتها على مساحة واسعة من الأراضي السورية مقارنة بالمساحة التي يشغلها الفصائل المسلحة المحسوبة عليها و المنتشرة ضمن محافظة ادلب و لهذا فإن الحل حسب المفهوم التركي هو تأجيل العمل العسكري إلى مرحلة لاحقة و تبني بإنهاء خطورة تلك الفصائل بالنسبة الحليف الروسي و الضمان بعدم مهاجمتها و شن عمليات عسكرية على القاعدة الروسية في مطار حميميم و كذلك عدم اقترابها من المواقع العسكرية التي تنتشر فيها القوات السورية التابعة للنظام و ما اجتماعات الأسبوع الماضي بين ممثلي الحكومة التركية و الروسية أتت بنتائج مؤقتة مسكنة لعملية حتمية مميتة آجلا أم عاجلا لتلك الفصائل المسلحة في إدلب و التعهد التركي واضح لا لبس فيه بالعمل سوية و التعاون الاستخباراتي مع الحليفين الروسي و الإيراني لتحديد مواقع تلك الفصائل المسلحة الإرهابية حديثا بغية توجيه الضربات لها في القريب العاجل بحال عدم التزامها ببنود الاتفاقيات التي ستبرم غدا في القمة الثلاثية.
6/9/2018