في عام 1826 قاد مير محمد روندوزي انتفاضة كردية ضد العثمانيين واستطاع مع مقاتليه الانتصار في كافة معاركه على العثمانيين وتحرير الجزء الاكبر من كردستان من نيرهم وعندئذ لم يجد السلطان العثماني أمامه الا سلاح الخداع الديني لدحر الكرد فلجأ الى الملا الكردي (خاتي) وأمره باصدار فتوى ضد الانتفاضة الكردية فما كان من هذا الاخير الا أن اصدر فتواه المشهور التي تقول ( كل من يحارب قوات السلطان هو كافر وتحرم عليه زوجته )
هذه الفتوى المسمومة اخرجت معظم مقاتلي مير محمد روندوزي من المعركة برمي سلاحهم طوعا دون قتال تاركين قائدهم وحيدا مع عددقليل من المخلصين له في مواجهة قوات السلطان فوقع اسيرا نتيجة جهل مقاتليه .
أما ما ذكرني بالملا خاتي فهو الملالي الكرد الجدد السياسيين الاسلاميين الذين يرفضون النشيد القومي الكردي ولايحترمونه ويقفون باستعداد لأناشيد وأعلام غير الكرد و يهيؤون الأرضية للتفكير الديني المتطرف و بالتلي باسلوب مباشر أو غير مباشر يجندون الشباب الكرد بالخداع بالتفكير الديني المشوه في صفوف داعش ويرسلونهم الى حتفهم .
والشيئ الآخر الذي ذكرني بذاك الملا اللعين هو الملالي الكرد الجدد الذين يؤتمرون بأوامر سلطانهم الجديد اردوغان الذي يرفض أي حق من حقوق الشعوب للكرد وينفذون اوامره باخراج مظاهرة في مدينة آمد الكردستانية ضد صحيفة صديق الشعب الكردي شارلي ايبدو بتعداد 70000 متظاهر .
وكذلك ماذكرني بالملا خاتي ذاك اللعين هو ملالي الفكر الشمولي الذين يؤتمرون بأوامر الشاه الصفوي الجديد الامام خامنئي قدس الله سره و يحاولون ضرب كل مرتكزات الفكر القومي الانساني الكردي ورموزه , بعضهم بحجة عدم تطبيق مبدأ العدالة في توزيع الوزارات في اقليم كردستان , والبعض الآخر تحت شعار الأمة الديمقراطية التي لم تفسر مدلولاتها السياسية وتجسيداتها على ارض الواقع الا بالمزيد من ممارسة قمع الرأي الأخر والتفكير الكوسموبوليتي العابر للأوطان والقارات دون وقبل أن يبني وطنا جميلا ديمقراطيا لشعبه والانطلاق على أرضيته لبناء افضل العلاقات مع الشعوب الأخرى مع الحفاظ على هويته الوطنية والقومية . وهنا نجد أنفسنا أمام عدة اسئلة اهمها :
هل يمكننا اعتبار هؤلاء الملالي ومريديهم كردا حقيقيين والمفكر الفرنسي غوستاف لوبون يقول : العدد الحقيقي لسكان أي شعب هو عدد وطنييه ؟
والسؤال الآخر أليس التفكير الشمولي الكوسموبوليتي الذي يفتي بتخوين من يشاء وتمجيد من يشاء ويرفض التعددية الفكرية والرأي الاخر والنقد هو أيضا من حيث النتيجة المرادف السياسي للتكفير الديني والكاتب بريخت يقول : الموقف النقدي فقط هو الموقف المثمر اللائق بالانسان لأن النقد يعني استمرارية الحياة ومشاركة كل الناس فيها .
روخاش زيفار
الدنمارك