تاريخ الصحافة الكوردية في سوريا ولبنان، لا يتم بمعزل عن الأجزاء الأخرى، فالكل يكمل بعضه بعضاً.. وتاريخ الصحافة الكوردية في سوريا تعود الى صحيفة (كردستان: 1898 – 1902)، التي أصدرها الأمير مقداد مدحت بدرخان في القاهرة يوم (22 نيسان 1898)، وهي مشتركة بين سائر الكورد على مستوى كوردستان، وبها بدأت الصحوة القومية الكوردية بشكل أوسع، وبفضلها تحولت اللغة الكوردية من لغة الشعر إلى لغة الكتابة والنثر.. وتاريخ الصحافة الكوردية في سوريا ولبنان تعود إلى أربعة مراحل:
1 – المرحلة البدرخانية (1932):
تبدأ هذه المرحلة بتاريخ صدور مجلة (هاوار)، التي أصدرها الأمير جلادت بدرخان يوم 15/5/1932 بدمشق، ثم الحق بها مجلة (روناهي) يوم 3/5/ 1942م. وهي المجلة الكوردية الأولى التي تصدر باللغة الكوردية والأبجدية اللاتينية.. وفي عام 1943م، أصدر الأمير الدكتور كاميران بدرخان صحيفة (روزا نو) في بيروت، وملحقاً باسم (ستير). حيث تعتبر هذه المرحلة، مرحلة ازدهار حقيقية للصحافة الكوردية في سوريا ولبنان، وبها انتشرت لأول مرة الأبجدية اللاتينية بين الكورد في سوريا ولبنان وتركيا.
2 – المرحلة الثانية (1960):
تبدأ هذه المرحلة بعد تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا (البارتي) يوم 14/6/1957م، حيث أصدر الحزب صحيفة (دنكي كورد/ صوت الأكراد) في عام 1959/1960م.. وكان لتلاميذ مجلة (هاوار)، أمثال الدكتور نورالدين ظاظا وعثمان صبري وحسن هشيار وجكرخوين وغيرهم دور بارز في هذه المرحلة، ففي عام 1966م، أصدر حسن هشيار صحيفة (آﮔاهي) باللغة الكوردية، ولو انها كانت محدودة التداول.. وفي عام 1968م، أصدر الحزب الديمقراطي التقدمي الكوردي في سوريا مجلة (ﮔلستان)، بإشراف الشاعر جكرخوين، بعد 23 عاماً من توقف مجلة هاوار وروناهي. وفي عام 1979م، أصدر الحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا (البارتي)، مجلة (ﮔلاويز)، بإشراف المناضل عثمان صبري.. ناهيك عن الصحف الحزبية التي كانت تصدر باللغة العربية.. أما بالنسبة الى مجلة (الخابور)، وصحيفة (صوت الجزيرة)، ومجلة (المواكب)، وصحيفة (الشرق العربي)، اللواتي كانت تصدر في الخمسينيات من القرن الماضي في القامشلي، لا يمكن إدراجها ضمن الصحافة الكوردية في سوريا، لا لغة ولا مضموناً، كون الذين أصدروها كانوا من الطائفة السريانية والوافدين من المحافظات الأخرى إلى مدينة القامشلي.
3 – المرحلة الثالثة (1980):
تبدأ هذه المرحلة بقدوم الطلائع المثقفة من كوردستان الجنوبية والشمالية إلى سوريا. ففي بداية عام 1980م، ومع قدوم الطلائع المثقفة من كوردستان الشمالية والجنوبية إلى سوريا، بدأت مرحلة أخرى تلعب دورها في الساحة الأدبية بين الكورد في سوريا؛ حينها ازدهر الأدب الكوردي في الجزيرة مجدداً, وبشكل خاص بعد عودة بعض المثقفين من الخارج وإصدارهم لمجلة (ستير) باللغة الكوردية. حينها شعر الأدباء والكتاب الكورد في الجزيرة بميلاد منبر جديد يستطيعون من خلاله إبراز أصواتهم الأدبية.. والتموا حول هذه المجلة، خاصة بعد أن افتتح المهندسان رَزو أوسي وزاﮔروس حاجو دورات تدريبية للغة الكوردية.. ومن ناحية أخرى صدور مجلة (بيشنك) بالكوردية وصحيفة (ﮔل) بالعربية، اللتين أصدرهما المناضل الشهيد سامي عبد الرحمن في الساحة الأدبية والسياسية الكوردية في السوريا والعراق، إذ كانت لهما دافعاً وتشجيعاً للمثقفين الكورد في سوريا على القراءة والكتابة باللغة الكوردية والإطلاع على الثقافة الكوردية بشكل واسع وجدي. يمكننا أيضا, اعتبار توافد المثقفين الكورد من جمهورية أرمينيا السوفيتية - سابقاً - إلى سوريا مرحلة مهمة، إذ لعب هؤلاء المثقفون والكتاب الكورد دوراً مهما في توعية مثقفي الكورد في سوريا وحثهم على الاهتمام بلغتهم وتاريخهم وفولكلورهم ومنهم: د. جليلي جليل، أورديخان جليل، توسني رشيد، عسكري بويك، تيمور خليل مرادوف، شرف آشيريان، علي عبد الرحمن وغيرهم...
ومن المجلات والصحف الحزبية والمستقلة باللغة الكوردية التي صدرت في هذه المرحلة بعد مجلة (ستير): مجلة (خناف) في عام 1986م، ومجلة (ﮔورزك ﮔول)، التي أصدرتُها في عام 1989م، مع عبد الباقي حسيني، حيث ساهمت هذه المجلات في انتعاش الأدب الكوردي في سوريا.
4 – المرحلة الرابعة (1990):
بدأت هذه المرحلة بعد الانتفاضة المليونية في كوردستان الجنوبية/ العراق في عام 1991م, وبها دخلت الصحافة الكوردية في سوريا مرحلة جديدة ومغايرة للمراحل التي سبقتها، حيث تأثر المثقفون الكورد في سوريا بإصدارات أشقائهم من المثقفين في كوردستان الجنوبية والشمالية أيضاً، وبدأت تظهر على الساحة الأدبية في سوريا العديد من الصحف والمجلات الجديدة، الحزبية منها والمستقلة مثل: روز 1991، زانين 1991م، آسو 1992م، هيفي 1993م، برس 1993م، بهار 1994م، دنك 1995م، دلاف 1995م، خندفان 1997م، ﮔليزار 2000م، شفق 2001م، زفي 2001م، نوروز 2002م، جين 2002م، زنكل 2002م وهكذا.. بالإضافة إلى الصحف والمجلات السياسية والفكرية والثقافية التي كانت تصدر من قبل الأحزاب الكوردية باللغة العربية مثل مجلة: الحوار، أدب القضية، المنتدى، المنبر، المثقف التقدمي، المرأة الكردية، الفكر التقدمي، الفكر الجديد.. وهكذا الحال بالنسبة لكورد لبنان.