5:10:42 PM
منذ دخول ما يسمى بالربيع العربي الاسم المستعار للمخطط الخارجي مرحلة البدء كان الكورد ضمن تلك القوائم بالنسبة لراسمي خارطة الشرق الأوسط وكانوا يعتقدون أو بالأحرى متأكدين من دخولهم للعملية القاتلة وأنهم سيتركون القومية الكوردية ويتمسكون بمذهبهم الإسلامي الخارج عن الأطر الإسلامية الحقيقية فالغرب وحسب بحثهم التاريخي وتجاربهم مع النكسات التي حصلت بين أبناء هذه القومية أيقنوا إن لا شيء يفرقهم سوى الدين فحاولوا جاهدا زجهم ضمن تلك العملية لكن الدين الحقيقي الذي ترعرع الكورد على مبادئها وقيمها جعلهم يتمسكون بقوميتهم الأساسية لأنها من إحدى مبادئ الإسلام المعتدل .
حين بدأ ذاك الربيع أصبحت المؤامرة واضحة والحرب مفتوحة فالشيعة أشعروا إن اللعبة تستهدفهم فبدأو بسفك دماء السنة وبالجهة المقابلة السنة بدأو بذلك أيضا وهنا أصبح كل طرف يلجأ لمن خارج هاتين الطائفتين ليضمهم كمناصرين لها وكقوة دعم ومساندة حتى وصل الأمر لوضع الكورد ضمن خيارين أما السعودية ورأس مالها الذي هو السلاح الحامي لها وآما إيران ونفوذها الذي يمر بين الأراضي الكردية جغرافيا وهنا أيقن غالبية الكورد أن الإسلام الحقيقي هو ما تربو عليه في بيئتهم من أخلاق ومبادئ سامية وليس ما سيفرض عليهم ممن يتبنون الإسلام ويحكمون البشر بالعبودية من خلال تسمية أنفسهم بالملوك أو بالمرجعيات والتسميات الأخرى فوصلت إيران والسعودية إلى حقيقة واضحة أن الشعب الكردي يرفض العبودية وهنا رفضوا رفضآ قاطعآ وحتى الأن قيام أي دولة كوردية وهذا ما أدهش تلك الدول العظمى التي تتابع مجريات اللعبة بكل دقة فاقتربت من القيادات الكوردية وبدأت بغربلتهم ووضعهم في تجارب الواحدة تلوى الأخرى ووقع الكثيرين في ذاك الفخ فسرعان ما باع الكثيرين أنفسهم وأحزابهم وقضيتهم وبالجهة الأخرى بقي الكثيرين على مبادئهم وقيمهم وإيمانهم بان التخلي عن قوميتهم هو بحد ذاته تخلي عن دينهم الحقيقي .
سجل هذا التاريخ الحديث كل الأسماء وبات واضحٌ بعد هذه التجارب النسبة الحقيقة التي تستحق أن تبني كردستان وتكون هي القيادة الحقيقية لها فالدولة تبنى للمستقبل وليس للحاضر ورغم كل الألم والدماء التي لحقت بهم لكن الجيل القادم سيعيش في وطنه كردستان فالكورد انتصروا ضمن هذه الحرب الطائفية فهم بقوا على إسلامهم الحقيقي البعيد عن السنة والشيعة وإسلامهم هو قوميتهم فمن يتخلى عن مبادئه وأيمانه قد تخلى عن الأخلاق والكرامة وبدون الأخلاق والكرامة لا قيمة للحياة.