رئيس إقليم كوردستان يشارك في مراسيم إحياء كارثة شنكال في دهوك

رئيس إقليم كوردستان يشارك في مراسيم إحياء كارثة شنكال في دهوك

Rojava News: شارك السيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان يوم أمس الأربعاء 3-8-2016، في مراسيم إحياء الذكرى الثانية لكارثة شنكال والتي أقيمت في مدينة دهوك.

 

في هذه المراسيم التي حضرها عدد كبير من المواطنين من ذوي ضحايا فاجعة شنكال وعدد من الشخصيات ورجال الدين الإيزيديين والمسيحيين والمسلمين وممثلي قنصليات وممثليات الدول والمنظمات الدولية في الإقليم وممثلي منظمات المجتمع المدني وعدد من الشخصيات السياسية والحزبية والإدارية في إقليم كوردستان، إفتتح الرئيس بارزاني في بداية المراسيم معرضاً للصور الفوتوغرافية الخاصة بالفاجعة التي تعرض لها الإيزيديين جرّاء الهجوم الذي شنه إرهابيو داعش على مناطقهم في شنكال.

 

وفي كلمة ألقاها أمام الحضور، وبعد الترحيب بهم، تحدث الرئيس بازاني حول فاجعة شنكال وقال: لقد تعرض شعبنا وقبل عامين وفي مثل هذا اليوم، لكارثة كبيرة على أيدي إرهابيي داعش، ومع أنها لم تكن الكارثة الأولى، لكننا نتمنى أن تكون آخر الفواجع التي يتعرض لها الشعب الكوردي، وبيّن سيادته بأن ما تعرضت له هذه المدينة هو إحدى حلقات مسلسل الكوارث والمآسي المتكررة التي تعرض لها شعبنا من تخريب وتدمير 4500 قرية وفقدان مصير 12 ألف كوردي فيلي و 8 آلاف بارزاني و 182 ألف من المواطنين العزل في حملات الأنفال في كرميان وقصف حلبحة بالسلاح الكيمياوي.

 

وحول الجرائم التي إرتبكها داعش الإرهابي، قال الرئيس بارزاني : ما يفعله داعش، لا يمكن أن يكون له أي مكان في أي قانون ودين، هم لا دين لهم ولا شرف ، وبالمقابل فقد أثبت شعبنا بأنه متمسك بأخلاقه العالية ومتمسك بدينه وثأرت قوات البيشمركة بكل رجولة من إرهابيي داعش.

 

وأكد سيادته بأن فاجعة الإيزيديين هي فاجعتنا جميعاً وأن البنات الإيزيديات هم شرف لكل الكورد وقال: بعد الفاجعة عندما قال لي جناب بابا شيخ إنتهت الإيزدي خان، قلت له : لم تنتهي إيزدي خان، ولن تنته، وستبقى إيزدي خان طالماً بقي الكورد ووعدته بالثأر لهذه الكارثة، ووعدته بثأر كوردي أصيل.

 

وحول التضحيات التي قدمتها قوات البيشمركة، بيّن الرئيس بارزاني بأن 500 فرد من قوات البيشمركة إستشهدوا في معارك تحرير شنكال، وإقترح سيادته بأن تبقى مدينة شنكال كما هي كرمز لما تعرض له الشعب الكوردي من مأساة وفواجع، وأن يتم بناء مدينة أخرى بالقرب من شنكال، وحول من عاون داعش قال سيادته : يجب أن يعاقب كل من عاون داعش وأن ينالوا جزاءهم العادل ومن ساعد داعش يوماً هو عدو لنا ومن يقف ضدهم، نعتبره أخاً وصديقاً.

وفي ختام كلمته، تحدث الرئيس بارزاني حول عملية تحرير الموصل، وقال سيادته : إن لتحرير الموصل أهمية كبيرة لشعب كوردستان، وكما وعدت الإيزيديين بتحرير شنكال، أعد الإخوة المسيحيين في سهل نينوى بتحرير مناطقهم والعودة إلى بيوتهم.

                                   

وحول مصير إقليم كوردستان أكد الرئيس بارزاني بأن شعب كوردستان يجب أن يكون أهلاّ لقراره، وأن يختار بين قرارين، إما أن يتقبل أن يقرر الآخرون بدلاً عنه دون أن تكون له أية ملاحظات أو عتب أو إنتقاد، أو أن يتخذ هذا الشعب قراره وأن نكون جاهزين جميعاً لهذه المجازفة الجريئة، كما بيّن الرئيس بارزاني أيضاً بأن الإستقلال هو الخيار الوحيد الذي سيضع حداً لعدم تكرار هذه الكوارث، وأن لا سبيل آخر أمامنا غير الإستقلال.

 

كلمة الرئيس بارزاني في مراسيم إحياء الذكرى الثانية لكارثة شنكال:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الأخوات والإخوة الحضور

 

الضيوف الأعزاء

 

أرحب بكم وأشكركم لإتاحة هذه الفرصة للمشاركة في إستذكار هذا اليوم الذي يحمل الكثير من الذكريات المؤلمة، نعم، قبل عامين وفي مثل هذا اليوم تعرَّض شعبنا لفاجعة كبيرة على يد إرهابيي داعش، ولم تكن الفاجعة الأولى، لكننا نتمنى أن تكون آخر الفواجع التي يتعرض لها الشعب الكوردي.

 

إننا لو عدنا إلى التاريخ قليلاً، نرى بأن ما حصل في شنكال هو إحدى حلقات مسلسل الكوارث والمآسي المتكررة التي تعرض لها شعبنا، ولن أعود إلى التاريخ البعيد بل إلى ما قبل ال 30 – 40 عاماً حيث تعرضت 4500 قرية كوردستانية للدمار والتخريب، وراح أكثر من 182 من أبناء شعبنا ضحايا لعمليات الأنفال وكان أكثرهم من النساء والأطفال ولم يعرف مصيرهم حتى الآن، هذا بالإضافة إلى فقدان مصير 12 كوردي فيلي بين أعمار الـ 18 – 30 عاماً، و 8 آلاف رجل بارزاني بين أعمار ال 10 – 90 عاماً، كما تعرضت كوردستان إلى القصف بالأسلحة الكيمياوية وبالأخص في حلبجة حيث راح ضحية هذا القصف أكثر من 5 آلاف إنسان بريئ خلال دقائق معدودة، وقد كان 80% منهم من النساء والأطفال، وجاءت فاجعة شنكال لتكون إمتداداً لكل ما ذكر.

 

إنهم لم يأتوا إلى شنكال ليرتكبوا فيها الجرائم ضد هذه المنطقة فقط، بل أرادوا تكرار ما إرتكبوه في شنكال في عموم كوردستان، وأرادوا إحتلال كوردستان لكن والحمدلله إستطاعت قوات بيشمركتنا الأبطال إيقاف مؤامرتهم، بل وحطموا إسطورتهم الزائفة.

 

في جميع القوانين والأعراف الدولية، هنالك قوانين خاصة بالحرب، حيث يجب حماية المدنيين من نساء وأطفال، وبالتأكيد فإن الحروب كما فيها إنتصارات فيها أيضاً إنكسارات لكن القانون يجب أن يطبق في جميع الحالات، إلا أن ما فعله إرهابيو داعش لا مكان له في أي قانون أو دين أو مذهب، ومهما أطلقنا عليهم من أسماء أو نعتناهم بمختلف النعوت فلن تكفي لكشف حقيقتهم لأنهم متوحشون وكفرة ولا دين لهم.

 

إنهم أثبتوا أن لا دين لهم، وشعبنا أثبت بأنه متدين ويحترم دينه، هم أثبتوا بأن لا شرف لهم، وشعبنا أثبت بأنه أشرف منهم بكثير، عندما تعرض شعبنا لهذه الفاجعة، لم يعتدي أبناء شعبنا على الشرف والأعراض، هذا هو الفرق بيننا وبينهم، هم لا دين لهم ولا شرف لكن شعبنا شعب يعرف دينه، وهو حام للشرف والعرض.

 

وأؤكد مرة أخرى، بأن الفاجعة التي تعرض لها الأخوات والأخوة الإيزيديين، هي فاجعتنا جميعاً وما حصل لهم، آلمنا أيضاً، وأكرر أيضاً ما قلته في يوم تحرير شنكال بأن الفتيات الإيزيديات هن رمز للشرف، ونفتخر بشرفنا ككورد من خلال تلك الفتيات الإيزيديات، وأؤكد أيضاً بأن للفتيات الإيزيديات حق في العيش بكرامة وهن مرفوعات الرأس، ومن حق أية واحدة منهن ترديد أن تردّد هذه الجملة : أنا إبنة الكورد، أنا وردة فوق رأس البيشمركة.

 

لقد إستطعنا حتى الآن والحمدلله، تحرير أكثر من 2500 شخص ممن وقعوا أسرى تحت أيدي داعش من نساء وأطفال ورجال، وبأذن الله سنعمل على تحرير من تبقى منهم، وإن من قتل على أيديهم بلا شك هم شهداء، وكما وعدت أهل مدينة شنكال هنا في العام الماضي بأننا سنحرر مدينتهم، أتعهد أمام الجميع وفي نفس المكان ب لن نبقي شبراً من أرض كوردستان تحت سيطرة داعش.

 

أيتها الأخوات، أيها الإخوة...

 

إن ما حصل، كان بحق كارثة وفاجعة، ومازلت أذكر لقائي بجناب بابا شيخ بعد الكارثة الأليمة بيومين أو ثلاثة، عندما زارني مع عدد من رجال الدين الإيزيديين، نعم كان يوماً سيئاً وحزيناً جداً، ولن أنسى أبداً دموع بابا شيخ عندما قال لي: إنتهت إيزدي خان، لكنني أكدت عليه وقلت له: لا تفكروا بهذا الأمر ولا تقلقوا، إيزدي خان لن تنتهي، وإن إنتهت سينتهي الكورد وتنتهي كوردستان.

 

وقلت له أيضاً: صدقني، إن قلبي يعتصر دماً، بل ويمكن أنني متأثر أكثر منكم، لكنني أعدكم بأننا سنثأر من هؤلاء المجرمين، وأننا سنضحي برؤوسنا ورقابنا، والحمدلله ها قد ثأرنا منهم بمنتهى رجولة وشرف.

 

إنني أفهمكم جيداً، وأتفهم شعوركم، لكن وبرغم كل ما حدث، علينا الحفاظ على ثقافتنا وتربيتنا الحقيقية، لأن الثأر لا يعني أن يتصرف شبابنا بنفس الطريقة التي تصرفوا بها هم تجاهنا، وإن أخلاقنا تفرض علينا أن نثأر من أعدائنا بشرف، وإن شعبنا ذو أخلاق وتربية عالية، بدليل أن هذا الشعب وفي إنتفاضة عام 1991 أسر فيلقين من الجيش العراقي، هذان الفيلقان اللذان دمرا كوردستان، تم أسرهما على أيدي الجماهير بالكامل، لكن أحداً منهم لم يتأذى ولم يقتل أي فرد من هؤلاء الجنود، وبهذا أثبتنا بأننا شعب ذو أخلاق عالية، وبعد تحرير شنكال، أظهر شعبنا أخلاقه العالية مرة أخرى، وبيَّن للجميع بأن الثأر لا يعني أن نكرر ما حصل ضدنا، الثأر يعني أن يقع الأعداء تحت أقدامكم وقد وقعوا فعلاً تحت أقدامكم.

 

في بداية الحرب، إستخدم الإرهابيون في هجومهم، تكتيكاً جديداً، ومررنا فعلاً بأيام صعبة، لكن بفضل الله وبفضل قوات البيشمركة، إستطعنا تدارك الموضوع والحمدلله حررنا أكثر من 28-30 كيلومتراً مربعاً ومازلنا نعمل على تحرير ما تبقى من هذه المنطقة.

 

كثيراً ما نسمع بعض الإتهامات التي تطالنا من هنا وهناك، حول ترك المواقع في شنكال، أؤكد للجميع بأن الحرب من المتوقع أن يحصل فيها الكثير ومن الممكن أن تتغير الكثير من المواقف، لكن الكثير من الأبطال والشجعان بقوا في جبل شنكال، ودافعوا وبكل بسالة وشجاعة عن مزار الشيخ شرف الدين ولم يسمحوا للإرهابيين بالوصول إليه، من كانوا؟ ألم يكونوا أبناءنا من البيشمركة الأبطال؟ من المؤسف أن نرى كثيراً من الناس يحاولون إستثمار هذه الفاجعة لمصالح شخصية ضيقة، مع أن ما حصل يعتبر كارثة قومية، لكن أبناءنا البيشمركة سارعوا في الرد على هذه الجريمة.

 

أين كانوا؟ لماذا لم يحرروا شنكال وإنتظروا قدوم البيشمركة إليها إن كانت لديهم كل هذه القوة والقدرة؟ لماذا لم يفتحوا الطرق؟ ما الذي كانوا ينتظرونه؟

عندما أتيت إلى هذه المنطقة، كانت لدي العديد من التخمينات، لو إستمرت قوات البيشمركة في التقدم بعد تحرير ربيعة، كان من الممكن الوصول إلى شنكال، لكن فكروا معي وقرروا، إن كان الخطر موجود على بعد 70 كيلومتراً من خلف شنكال ولم تكن هذه المسافة أمينة، وبعد يوم أو يومين بعد أن تتغير الظروف توقعنا أن نستقبل يومياً عشرات الجثث والجرحى من أبنائنا، كيف تستطيع حماية نفسك في مسافة 70 كيلومتر في حين أن الأعداء يتربصون بك من جميع الإتجاهات؟ لم نكن نمتلك الأسلحة والأعتدة اللازمة في حينها، وبعد أن جمعت المسؤولين وإجتمعنا حول هذا الموضوع قلت لهم: لقد ظلمونا كثيراً، وإرتكبوا بحقنا الكثير من الجرائم، لكن فتح الطريق لوحده لا يكفي، يجب أن نعمل على أن تبقى شنكال آمنة ومستقرة وأن تبقى أطرافها وما خلف هذه المدينة أيضاً آمناً وأن نعمل على فتح الطريق للعبور إليها بسهولة.

 

وقد قمنا بهذا العمل على مرحلتين، أولها من مار والصهريج نحو حردان، ثم إتجهنا إلى ربيعة وفتحنا أولى الطرق، وكان هذا الطريق طريق الجبل أي جبل شنكال، ولتحرير شنكال بالكامل كنا ننتظر تحرير الموصل لنقوم بتحرير شنكال بالتزامن مع الموصل لكن المسألة كانت تتأجل دوماً ولم تتحرر الموصل حتى الآن، لذلك قررنا تحرير شنكال ولا يعرف أحد أحسن منكم يا أهل المدينة من الذي حررها وكيف تحررت.

 

وفي هذه العملية، تم تطهير أكثر من 7 آلاف كيلومتر مربع خلف شنكال، وأود أن أؤكد لكم على موضوع مهم جداً كنت قد أكدت عليه كثيراً فيما سبق، فإن من تعاون مع داعش وعمل كدليل لهم ودلهم على الطرق المؤدية إلى شنكال، أو تعامل معهم بأي شكل كان، سيكون مصيره كمصير داعش، ومن تجرأ وتطاول على شرف شعبنا، أقسم بالله لن نترك أي واحد منهم حراً وسنعمل على جلبهم بكل ما أوتينا من قوة .

 

وإن كلامي هذا لا يعني أن يكون هذا العميل من أي مكون معين، لأنّ من تعاون مع داعش، كوردياً كان أم عربياً أو تركمانياً أو من أي قومية أو إتجاه أو طرف، هو عدونا، ومن وقف ضد داعش نعتبره أخاً وصديقاً.

 

وأؤكد مرة أخرى على ضرورة الحفاظ على ثقافة التعايش المشترك وبقائها، وعلينا أن نكون دوماً في قمة الأخلاق في حفاظنا على ثقافة العيش المشترك، مثلما كنا كذلك في حماية أخلاقنا وصفاتنا الرجولية الكوردية، وإن من لم يكن مع داعش هو أخ وصديق لنا، والأخوة العرب الذين يعيشون معنا في هذه المناطق إخوتنا ويجب أن نحترمهم وسنتحترمهم، ولكنّ من ذهب مع داعش سيتم التعامل معه بنفس الطريقة التي يتم التعامل فيها مع داعش.

 

ومن الضروري أن يختاروا أحد هذين الطريقين وأن يقرروا، إما إختيار داعش أو إختيار الطريق الإنساني لشعب يحب الإنسانية، يجب أن تكون تصرفاتنا وتصرفاتكم دوماً مثالية، لقد ضحينا بأكثر من 500 شهيد من أبناء البيشمركة في معارك تحرير شنكال، ولم يكن إستشهادهم من أجل أن يتم التلاعب بدمائهم وبمشاعر أهل وسكان شنكال، لقد إستشهد أبناؤنا لكي تتحرروا وتقرروا مصيركم ولا يقرر أحد آخر مصيركم ولا يتخذ قرارات حول مستقبلكم نيابة عنكم.

 

وبهذه المناسبة، لا بد من أن أتقدم بجزيل الشكر للتحالف الدولي، ولجميع الأصدقاء الذين دعمونا عسكرياً وإنسانياً، ونتمنى المزيد من الدعم وخصوصاً لإعادة بناء وإعمار مدينة شنكال بشكل عصري جديد.

 

وبالنسبة لمستقبل المدينة، أقترح أن تبقى آثار شنكال كنصب تذكاري كي تعلم الأجيال القادمة ما الذي حصل لشعبنا، وأن يتم بناء مدينة جديدة في أطراف شنكال، وسأضع هذا المقترح أمام حكومة إقليم كوردستان، وأنا متأكد بأن حكومة الإقليم لن تتوانى في محاولاتها الجادة في تنفيذ هذا المقترح بناءاً على برنامج منتظم لإعادة إعمار المنطقة ورفع المستوى المعيشي لسكانها وللعيش بأمان وإستقرار.

 

لقد كانت شنكال محاصرة دوماً، وقد كانت كجزيرة في وسط بحر عميق، لكنني أستطيع القول أن المدينة اليوم محررة بالكامل، لأن لدينا ثلاثة طرق بدل طريق واحد يؤدي إليها، وإستطعنا تطهير وتأمين ضواحي المدينة وأصبحت خطوطها الخلفية أيضاً مؤمنة تماماً ولن نسمح مرة أخرى ولأي كان أن يطعننا بخنجر مسموم، يجب أن تكون هذه المنطقة آمنة ومستقرة ويجب أن تتطهر من جميع الإرهابيين والمجرمين وأن لا يكون فيها أي مكان للخونة والغادرين.

 

ومازالت المحاولات المستمرة للتعريف دولياً بالجريمة التي حصلت في شنكال كجريمة إبادة جماعية، وستستمر وسنصل بإذن الله إلى النتائج المرجوة.

وفي هذه المناسبة أيضاً، لا بد أن نشير إلى أن الشهداء الذين فقدناهم في كارثة شنكال على أيدي الإرهابيين، وقبلهم شبابنا الكورد الفيليين، والبارزانيين، وشهداء حملات الأنفال الـ182 ألفاً، والنساء والأطفال الذين راحوا ضحية السلاح الكيمياوي في حلبجة، يبعثون لنا جميعاً برسالة تؤكد بأننا لو أردنا عدم تكرار هذه الفاجعة وما سبقتها من كوارث، لا يوجد أمامنا سبيل سوى الإستقلال، إذن فلنخطوا جميعاً نحو الإستقلال.

 

وها قد قدمنا مؤخراً مبادرة حول هذه المسألة للأحزاب السياسية في كوردستان، وأتمنى أن يتم التعامل معها بمسؤولية، وأرجو أيضاً أن نخرج بقرار جماعي حول هذه المسألة، لأن مسألة الإستقلال لها علاقة بكل فرد كوردي وكوردستاني، ويجب أن يكون لنا تقييمنا الخاص للوضع بشكل عام وأن نتعامل مع هذا الموضوع بمسؤولية لأنني لا أرى طريقاً أخرى غيرها.

 

لقد حاولنا كثيراً أن نكون شركاءً وإخوة، وسنبقى إخوة وأصدقاء، لكن فلنكن جيراناً ونعيش بهدوء وإستقرار، وأن تتقبلوا شراكتنا فلنعش كجيران نحترم بعضنا في جو آمن ومستقر، وتأكدوا بأن هذا القرار سيكون ذو فائدة كبيرة لنا ولكم وسنعيش دوماً في سعادة ووئام وتفاهم.

 

إننا نعيش اليوم وضعاً لا نستطيع فيه طلب ما نريد من أسلحة، لا نستطيع أن نقرر مالياً كما نريد، لذلك علينا أن نختار بين أحد الطريقين: إما أن نرضى بما يقرره الآخرون بدلاً عنا دون أن ننتقد أو نغضب أو نتعاتب حول تبعات ما يتم إقراره، أو أن نكون نحن أصحاباً للقرار، وهذا يتطلب منا المجازفة والجرأة وأتمنى أن يكون كل فرد في كوردستان جاهزاً لهذه المجازفة وأن تكون لديه الجرأة لتقرير مصيره وإلا فلنرضى بالواقع الذي نعيشه الآن.

 

إنني لا أريد أن أطيل عليكم، لكنني أؤكد مرة أخرى بأن كوردستان هي وطننا جميعاً وجميعنا مواطنون في هذا الوطن ولهذا الشعب الحرية الكاملة لإختيار دينه وإتجاهه السياسي.

 

كلنا عباد الله، والله لنا جميعا وكلٌّ حر في إختيار شكل العبادة ولا يمكن القبول لأي كان أن يفرض دينه على الآخرين ولا يحق لأي كان أن يقول إنني فقط على حق والكل على خطأ، كلنا نعبد الله تعالى وكلنا إخوة ويجب أن نكون دوماً داعمين لبعضنا البعض، ةأن نكون سنداً لبعضنا.

 

ومازالت التحضيرات مستمرة لتحرير الموصل، وأن لتحريرها أهمية كبيرة بالنسبة لنا، ومثلما وعدت الأخوات والأخوة الإيزيديين، أكرر وعدي للإخوة المسيحيين بأن مناطقهم سيتم تحريرها وسيعودون إليها وسيكون قرارهم بأيديهم وهم من سيقرر مصيرهم.

 

أشكركم مرة أخرى، وأبعث بآلاف التحيات لأرواح شهدائنا الطاهرة

وأتمنى لكم الموفقية بإذن الله وتأكدوا بأن المستقبل لكم وأن أيام الظلام والخوف ستنتهي دون رجعة.

Rojava News 

Mobile  Application