وثائق CIA: النظام السوري قدم دعمًا سخيًا لحزب العمال الكردستاني

وثائق CIA: النظام السوري قدم دعمًا سخيًا لحزب العمال الكردستاني

9:44:19 PM

RojavaNews: كشفت وثائق (تقارير) لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، أن النظام في سورية قدَّم خلال ثمانينيات القرن الماضي، جميع أنواع الدعم لحزب العمال الكردستاني.

ووفق الوثائق التي نشرت مؤخرا، فإن تقارير المخابرات المركزية الأمريكية المتعلقة بدعم سورية للمنظمات الإرهابية تزايدت بشكل تدريجي حتى أواخر الثمانينيات.

الوثائق التي رُفعت عنها السرية بموجب قانون حرية المعلومات، أماطت اللثام عن معلومات تخص حزب العمال الكردستاني منذ تشكله بداية الثمانينيات، وبنيته الأيديولوجية والتنظيمية والدول الداعمة لها، حيث تصدرت سورية قائمة تلك الدول.

وأوردت الوثائق معلومات مهمة تخص وضع حزب العمال الكردستاني خلال الحرب العراقية الإيرانية، وتزايد حاجة الحزب للمساعدات الخارجية خلال تلك الفترة من أجل ضمان استمراريتها، وهنا جاء دور سورية التي تقدمت جميع الدول الداعمة لـ “PKK”.

وبحسب الوثائق، ذكرت التقارير الصادرة عن السفارة الأمريكية في العاصمة السورية دمشق، في حزيران ١٩٨٥، وتحمل ختم “سري للغاية”، أن النظام السوري كان غير مرتاح بسبب بدء تركيا ببناء سد أتاتورك على نهر الفرات عام ١٩٨٣، وأن دمشق وفرت جميع أنواع الدعم لحزب العمال الكردستاني، من أجل الضغط على تركيا في المسائل الخلافية.

دعم خارجي لحزب العمال الكردستاني

وكانت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، أعدت تقريرًا آخر مكون من ١٢ صفحة، في ٢٦ آب ١٩٨٥ حول المنظمة الإرهابية، وتضمن التقرير تاريخ حزب العمال الكردستاني، وبنيته الأيديولوجية والتنظيمية، والقضية الكوردية في تركيا، والهجمات الإرهابية للحزب، و”الدعم الخارجي” الذي يتلقاه.

وفي نفس التقرير، تم تسليط الضوء على مخاوف أنقرة المتعلقة بالدعم الخارجي الذي تلقاه، فضلاً عن معلومات تشير إلى تلقيه دعمًا غير مباشر من ليبيا.

وأظهرت التقارير أوالوثائق التي رُفعت عنها السرية، العلاقة القوية والتحالف الذي يربط بين حزب العمال الكردستاني والحزب الإسلامي الكوردي الذي ينشط شمال العراق والمدعوم من جانب إيران.

مبررات تركيــا

وأضافت وثيقة أخرى أعدتها وكالة المخابرات المركزية في ١٢ شباط ١٩٨٦، حملت عنوان “التهديد السوري”، وتناولت فيها معلومات حول العلاقة بين تركيا وسورية، أن الخلافات السياسية بين البلدين من الممكن أن تتخذ “بعدًا خطيرًا”.

وذكرت الوثيقة أن الولايات المتحدة أبلغت تركيا، أن سوريا وبالتعاون مع الاتحاد السوفياتي، تقدم دعمًا للمنظمات المعادية لتركيا، وعلى رأسها المنظمات الكوردية والأرمنية.

وأضافت الوثيقة الأمريكية: “السوريون يؤون جهارًا نهارًا المجموعات المعارضة لتركيا، ونحن نثق بأن سورية تغض الطرف عن الأنشطة الإرهابية التي تستهدف تركيا”، مشيرة إلى أنها قدمت أيضًا الدعم لحزب العمال الكردستاني في العراق.

– العلاقات بين البلدين معرضة للانهيار في أي لحظة

ولفت تقرير جرى إعداده في ١٤ شباط ١٩٨٦، أن قضيتا السدود المقامة على نهر الفرات وتقاسم المياه، هما القضيتان الخلافيتان الأبرز بين البلدين.

وأضاف التقرير، وفق الوثائق: “لدينا معلومات مستقلة حول علاقات سورية مع المنظمات الإرهابية، ونعلم أن دمشق زادت من دعمها الكبير (لتلك المنظمات)، من المرجح أن تكون دمشق بصدد استخدام الدعم لتلك المنظمات كورقة ضغط، تأمن من خلالها إجبار تركيا على تقديم تنازلات في الملفات الخلافية”.

كما تناول التقرير معلومات حول المنظمات الإرهابية التي تحظى بدعم سورية، وخص حزب العمال الكردستاني و”أصالة” الأرمنية، بالذكر.

وفي نفس التقرير، تمت الإشارة إلى المساعي التي تبذلها سورية من أجل إقامة علاقات قوية مع اليونان وبلغاريا لاستخدام تلك العلاقات ضد تركيا، حيث أملت دمشق وقتها في أن يشكل “الجيش اليوناني جبهة ثانية ضد تركيا إضافة لسورية”.

الدعم يتزايد تدريجياً

وفي تقرير آخر حول الإرهاب، جرى إعداده في ٧ أيّار ١٩٨٧، وحمل عنوان “الدعم السوري للإرهابيين الكورد”، جاء أن سورية زادت من دعمها لحزب العمال الكردستاني، وأن واشنطن “تتابع ما يجري عن كثب”.

ومما جاء في بداية التقرير: “سورية شرعت بتقديم دعم يتضمن التدريب العسكري، والمأوى، وتوفير الأسلحة والأموال لحزب العمال الكردستاني منذ مطلع الثمانينيات”.

كما تضمن التقرير معلومات أخرى تشير إلى تقديم سوريا دعمًا لحزب العمال الكردستاني، يشمل توفير دعم مالي، ومعسكرات للتدريب العسكري، وأسلحة، ومعلومات استخبارية، كما قدمت لعناصر الحزب جوازات سفر توفر لهم سهولة التنقل.

كما أشار التقرير إلى أن سورية أغلقت في وقت لاحق معسكرات تابعة لحزب العمال الكردستاني، وأخرى تابعة لمنظمة “أصالة”، كوسيلة لتجنب تدهور العلاقات مع تركيا، إلا أنها في الواقع نقلت تلك المعسكرات من الشمال السوري إلى وادي البقاع في لبنان.

ومنظمة “أصالا” الإرهابية (الاسم المختصر لما يسمى الجيش الأرمني السري لتحرير أرمينيا) منظمة يسارية متطرفة مسؤولة عن مهاجمة أهداف تركية في الخارج، بين عامي ١٩٧٥ و١٩٨٥ وطالت عددا من الدبلوماسيين وانتهى نشاطها عام ١٩٩٤ بعد انفصالها لعدة مجموعات صغيرة افتقرت للدعم.

وتنشر وكالة الاستخبارات الأمريكية، “سي أي إيه”، في موقعها على شبكة الإنترنت، وثائقها التي مر عليها ٢٥ عاماً على الأقل، وترفع عنها صفة السرية.

المصدر الواشنطن بوست

 

Rojava News 

Mobile  Application