RojavaNews: في ظاهرة اختطاف القاصرات وتجنيدهم في صفوف قوات الـYPG التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي التقت RojavaNews مع المهندس وليد عمر للحديث عن هذه الظاهرة التي ظهرت حديثاً في المجتمع الكوردي بعد سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي الـPYD وأجنحته العسكرية على المناطق الكوردية في كوردستان سوريا.
ظاهرة تجنيد الاطفال :
إن ظاهرة تجنيد الأطفال بات من أكثر الظواهر المؤلمة التي طفت على سطح المشهد العالمي ، لا سيما في مناطق النزاع العسكري أو المناطق التي تقع تحت سيطرة الجماعات المسلحة ذات الفكر الشمولي
تتراوح طريقة تجنيد الأطفال بين التجنيد الإجباري أو الطوعي، رغم إنه يصعب عملياً التحقق من تداخل هاتين الطريقتين معاً.
تتم ممارسة التجنيد القسري من قبل الجماعات المسلحة والتي تتذرع بحجة الحاجة إلى انضمام كل الأعضاء من زمرة عرقية و دينية معينة إلى النـزاع المسلح . هؤلاء أيضاً عرضة لنقص في عدد المتطوعين وقد يفرضون حصصاً نسبية للتجنيد على سكان المناطق المختلفة الواقعة تحت سيطرتهم.
كما إن هناك بعض الأطفال يختارون من تلقاء نفسهم الالتحاق بهذه الجماعات أو ربما يدفعهم للتجنيد ظروف قاهرة.
إن أسباب التجنيد الطوعي عديدة و متنوعة، كما إن عوامل عديدة قد تتشارك معاً في نفس الوقت وتؤثر على قرارات الأطفال بالتطوع منها :
أسباب ثقافية:
إن الاشتراك في النشاطات الحربية العسكرية هو موضوع تمجيد وتعظيم كبير، ويتم تلقين الأطفال أن يبجّلوا القادة العسكريين، وإن معايير القيم التي تؤكد على إن حمل السلاح هو علامة البطولة والرجولة قد يثير الأطفال أو يدفعهم للانضمام إلى الجماعات المتنازعة المسلحة، وخاصة عندما يتم ربط ذلك بتقليد الثأر للدم. وبعض الأطفال قد يتم تجنيدهم نتيجة الاستمرار من قبل جهات التوجيه السياسي التابعة للجماعات المسلحة بحقن أدمغتهم بأفكار تثير مشاعرهم الوطنية و تؤججها و تدفعهم إلى التمرد حتى على أهلهم .
الحماية :
إن الظروف الأمنية غير المستقرة يمكن أن تولد لدى الأطفال إحساساً بهشاشتهم وضعفهم الناشئ وهذا بدوره سيدفعهم إلى التطوع في صفوف الجماعات المسلحة كوسيلة ليحموا أنفسهم وعائلاتهم من المضايقات
أسباب إيديولوجية:
يتطوع بعض الأطفال في الجماعات المسلحة إيماناً منهم بما يقاتلون لأجله" حرب مقدسة، حرية دينية، تحرر عرقي أو سياسي أو رغبة عامة في العدالة الاجتماعية " إن التزام الأطفال بقضية النـزاع قد يدخل إلى جوارحهم قطرة قطرة طوال فترة نموهم وتعزّر بمثالية حضارة العنف، وربما شهد كثيرون تعسفات وسوء معاملة تعرض لها أفراد من عائلاتهم أو مجتمعاتهم.
أسباب اقتصادية واجتماعية:
ربما يكون الحافز إلى التطوع هو إيجاد وسيلة للبقاء أو الإعالة، وخاصة عندما تكون البطالة هي بديل التطوع، وهنا قد تؤثر الأسرة في عملية تجنيد الطفل ذلك لأنهم بحاجة إلى الدخل المادي، كما يحدث في بعض الحالات حيث يتم دفع أجور الطفل إلى الأسرة، أو تكون هناك حوافز أخرى مثل تأمين الطعام أو توفير الدواء
و بالعودة إلى الحالة الكوردية في مناطقنا نجد زيادة في انتشار حالات تجنيد الأطفال من قبل سلطة الأمر الواقع و لا سيما في الآونة الأخيرة و قد تتم إعادة أسبابها إلى ما سبق ذكره بشكل عام وبالإضافة إلى ذلك :
- بسبب النقص الحاد في القاعدة الشبابية الجماهيرية التي يمكن أن تزود هذه الجماعات بالعنصر البشري المطلوب نتيجة السياسة الهمجية التي أدت إلى تفريغ المناطق الكوردية من سكانها وبالأخص فئة الشباب.
- غياب سلطة قانونية شرعية منبثقة من إرادة الشعب تكفل حماية حقوق الطفل في مجتمعنا و فق المواثيق الدولية بهذا الخصوص
وأي كانت الأسباب أو المصلحة التي ترى من منظورها سلطة الأمر الواقع تبريرها في تجنيد الأطفال , لا بد من القول أن المتضرر الأكبر في هذه العملية هو المجتمع الكوردي لما فيه من هدم لكيان الأسرة الكوردية المعروفة بأصالتها و عاداتها فهذا يفسح باب تمرد الأبناء على الآباء و يهدم كل الروابط و القيم و المنظومة الأخلاقية للمجتمع الكوردي ، لا سيما إن أخذنا بعين الاعتبار إن مجمل التضحيات و الدماء التي تسيل على ارض كوردستان سوريا هي دماء شبابنا الكورد بكل فئاتهم و أعمارهم في حين إن المزايا المرخصة لها من مركز القرار في دمشق موزعة على الجميع و ربما الكورد اقل الجميع حصة منها .بذريعة تغير دفة النضال إلى تحقيق أُمة شرق أوسطية ديمقراطية لا تعرف لها حدودا أو انتماء .
دلجان سورجي