1:04:48 PM
Rojava News - هولير: بعد مرور خمسة أعوام على إنطلاق الثورة السورية ضد نظام الأسد، ومشاركة الشعب الكوردي في غرب كوردستان بهذه الثورة، قامت Rojava News بإستطلاع آراء بعض الكتاب والإعلاميين والمراقبيين السياسيين الكورد في جنوب كوردستان بخصوص آخر مستجدات الوضع الكوردي في غرب كوردستان.
الكاتب والمراقب السياسي "سرو قادر":
"لا شك أن القضية الكوردية في غرب كوردستان هي قضية هامة لتحديد مصير الشعب الكوردي، ليس فقط في غرب كوردستان وإنما في جنوب كوردستان أيضاً، ولها صلة كبيرة مع شمال كوردستان، وأيضاً علاقة سياسية وعسكرية مع دول الجوار في المنطقة، لذلك أعتقد بأن مقولة أن الكورد يجب أن يكونوا موحدين في علاقاتهم ولقاءاتهم الدولية ضروري جداً في هذه المرحلة.
إن مايجري حالياً في غرب كوردستان، يجري في شمال كوردستان في نفس الوقت، وهذا ناجم عن سياسية غير واقعية وغير دقيقة لا تعريف لها، وهي بعيدة كل البعد عن مصالح الشعب الكوردي في كوردستان، من أجل نيل الإستقلال، فوجود شعب كشعبنا في الشرق الأوسط يريد أن يكون بمقدروه التعبير عن إرادته، وتقرير مصيره، هذه السياسة التي اجبرت الأتراك لإرتكاب مجازر بحق المدنيين الكورد داخل المدن، وأيضاً الـ pkk من خلال قيامها بإدخال الكريلا إلى داخل هذه المدن مما أدى إلى وقوع ضحايا بينهم دون ان يحصلو على أية نتيجة مرجوة، وإذا لم يكونوا حذرين فسيتكرر نفس الشيئ في غرب كوردستان.
لذلك يجب مراقبة السياسية الخاطئة التي ينتهجها حزب pyd في غرب كوردستان، والمحاولة قدر الإمكان ولشرح الواقع السياسي الصحيح في غرب كوردستان لشعبنا هناك، لكي يتم تشكيل ضغط أكبر على حزب pyd.
وأريد أن أقول شيئ هنا، أن تقوية حزب pyd بدعم ومساندة سوريا وإيران والـ pkk، وقسم آخر من الأطراف الأخرى الغير منظمة والمجزأة هناك والتي تدعم الـ pyd، غير ناجح، ويجب على الأحزاب السياسية الكوردية هناك أن يقتدوا بتجربة جنوب كوردستان ويستفيدوا منها، وان يحافظوا على وحدة صفهم، وأيضاً في نفس الوقت يجب دعم الشخصيات والأحزاب السياسية التي لها حضور سياسي في غرب كوردستان، ويجب على السياسيين في غرب كوردستان الإسراع في تنظيم أنفسهم، بشكل جدي، وليس فقط الإعتماد على جنوب وشمال كوردستان أو أية جهة أخرى، فقوة غرب كوردستان في داخلها، وأتمنى أن لا نخسر المكتسبات التي تم تحقيقها في غرب كوردستان، وأتمنى أيضاً من الشبان والسياسيين عدم إضاعة هذه الفرصة لأن هذه الفرصة المتاحة للكورد يجوز أن لا تتكر لمئة عام قادمة.
الكاتب والصحفي "عبد الرزاق علي":
في الحقيقية أن انقسام الأحزاب السياسية الكوردية منذ البداية وبالتأكيد كان للنظام يد في ذلك، لها ضرر كبير على القضية الكوردية في غرب كوردستان، وحتى هذه اللحظة ما يزال هذا الإنقسام مستمراً مع الأسف، وبعد الثورة التي قام بها الشعب السوري ضد النظام، وخاصة أن العالم ينظر إلى ماستؤول إليه الأوضاع في سوريا ومعرفة مصير هذا البلد.
حتى الآن الكورد لم يستطيعوا أن يتوحدوا وهذه خسارة كبيرة للكورد هناك، وسأقولها بصراحة عندما قام الكورد بالدفاع عن أنفسهم وعن مناطقهم، كنا نتأمل أن يتوحدوا، ولكن تصرفات ومواقف حزب pyd حتى الآن هي تصرفات حزبية فقط، وهي لا تسمح للأطراف الأخرى للمشاركة في إدارة غرب كوردستان، وهذا عمل خطاً بنظري، وأعتقد بأن الأمور إذا ما استمرت على هذا الحال، وخاصة أن مصير سوريا يقترب من الحسم والتقسيم، فسيخسر الكورد كثيراً.
لذلك وحتى الآن لا نقبل بهذه السياسة الخاطئة التي ينتهجها حزب pyd هناك، والآن إذا أردنا أو لم نرد فإن الـ pyd لها تواجد على أرض الواقع وهو يسيطر على المناطق الكوردية بقوة السلاح ويجب عليه السماح للأطراف الكوردية الاخرى بالمشاركة والدفاع عن هذه المناطق، لتقرير مصيرهم والدفاع عن حقوق كوردستان.
التجربة التي يتمنى حزب pyd خوضها من خلال الأمة الديمقراطية في غرب كورستان، لا علاقة لها بالديمقراطية، ويجب على الـ pyd أن تراجع سياستها الخاطئة، وكما قلت سابقاً عليها أن تسمح للأطراف الأخرى بالمشاركة في الإدراة وأن تكون مساعدة لها ومساعدة لشعبها، في هذا التوقيت الحساس لكي لا يبقى الكورد بلاحقوق.
الكاتب والصحفي "طارق كاريزي":
الوضع الحالي لكوردستان سوريا، هو الأكثر قلقا وانفتاحا (من باقي أجزاء كوردستان) بوجه احتمالات عدة. شعب كوردستان سوريا يعيش الآن أحرج لحظات تأريخه منذ سقوط الدولة العثمانية. خمس سنوات من الثورة تركت ظلالا قاسية على مختلف نواحي حياة المواطنين. أكثر من مدينة كوردية تعرضت لهجمات المجاميع الارهابية. ومن دون الخوض في المزيد من التفاصيل، علينا الاعتراف بحقيقة كون أوضاع الكورد في ظل الدولة السورية، لم يكن على ما يرام أبدا. وهذا يعني ان الحالة الكوردية كانت بحاجة الى انعطافة تفضي الى تحقيق الحقوق القومية للكورد (أو البعض منها)، خصوصا وأن الظرف الموضوعي على مستوى عموم سوريا، بات مؤهلا للدخول الى مرحلة جديدة من حيث الحياة السياسية في سوريا عبر فتح مختلف ملفات البلد.
ومع ان الحضور الكوردي المعارض له جذور تمتد لأكثر من سبعة عقود، الا ان معطيات الثورة السورية انتقلت بالمشهد النضالي (النشاط المعارض) من المستوى السياسي والثقافي (الى حد ما) الى مستوى الصدام العسكري (العنف والعنف المضاد). وهذه الانعطافة غير المسبوقة في المشهد السوري، قلبت المركب السوري رأسا على عقب وأفرزت فوق سطح المشهد الكثير من الظواهر الجديدة، وتركت الكثير من الشروخ في الجسد السوري اجتماعيا وجغرافيا، ثم أدخلت البلد في دوامة من الصراعات المتبادلة وتداخلت الكثير من الخيوط والأجندات المحلية والاقليمية والدولية في المشهد حتى بات المجتمع الدولي عاجزاعن معالجة الوضع، وكذلك وضع حد لهذا البطش والدمار الذي طال البشر والعمران بقسوة غير مسبوقة.
في ظل هذه الأوضاع المتشابكة، انشطر البيت الكوردي الى فصيل استطاع فرض حضوره عسكريا من خلال الدخول في لجة تشابك الخيوط واللعب على وتر انسجام أو تعارض المصالح هنا وهناك. وفصيل آخر التزم الخيار السلمي وراهن عليه، فامتلك رصيد الشارع وافتقد السلطة على واقع الارض عسكريا واداريا. هذا الانشطار الكوردي في كوردستان سوريا هو جزء من تقاطع أكبر يمتد الى خارج الجغرافية السورية. ومع ان لهذا الانشطار بعض الايجابيات التي ربما أهمها، هو لولا الحضور العسكري الكوردي، ربما تعرضت كوردستان سوريا الى مآسي وكوارث أكبر مما حصل لها حتى الآن، لكن لابد من الاعتراف أيضا بحقيقة كون الانشطار الكوردي له الكثير من التاثيرات السلبية على واقع ومستقبل القضية الكوردية في سوريا. ومن أولى ابجديات الانشطار الكوردي هو تفتيت الصوت الكوردي وأضعاف الحضورالسياسي والثقل الديمغرافي للكورد، والأخطر هو ان الانشطار الكوردي يجد تطبيقاته الحية في الشارع الكوردي، ما يعني حدوث شرخ اجتماعي في المجتمع، يفقد قدرة المقاومة والصمود والاصرار لديه. وتزايد وتيرة الهجرة خير دليل على ذلك.
الانشطار الكوردي ترك ظلاله حتى في محفل جنيف3، هذا المحفل الأممي الكبير الذي ترعاه الأمم المتحدة، ونتائجه ستكون اسهامة (ربما تكون فعّالة) باتجاه رسم خريطة سوريا المستقبل. فالحضور الكوردي المنشطر على نفسه سيجعل ملف القضية الكوردية في هذا المحفل أو أي محفل آخر، أقل قوة والحاحا. فلو قدر للكورد حضورهم موحدا، بالتأكيد سيكونون أكثر تأثيرا في رسم الأحداث ووضع الخطط والبرامج التي ستجد طريقها للتطبيق تاليا. فوّت جناحا الحركة الكوردية في كوردستان سوريا فرصة الوحدة في ظل اتفاقيات هولير ودهوك. لعل الانانية السياسية واللاواقعية في قراءة الأحداث هي التي تمنع الكورد من تحقيق الوحدة (كلمة وموقفا وواقعا). مع هذا يمكن أن يكون صباح كل يوم جديد، فرصة جديدة لتجاوز الخلافات والسعي لتحقيق ما يضمن مستقبلا أكثر ضمانا واشراقا لشعب عاش الحرمان طوال عمر الدولة السورية. المشترك بين القوى السياسية الكوردية بشطريها كثير، واعظم هذا الكثير هو الحرص المفترض على مستقبل شعب ينتظر غدا أفضل بعد انتهاء مدة هذا الزمن المفصلي الثقيل. فهل الكورد هم عند مستوى الحدث؟ أم ان الأنا السياسية الطاغية تمنع الوحدة الكوردية، التي من دونها يصعب توقع مستقبل لكوردستان سوريا يتوافق مع افق التطلعات المشروعة لشعبه.
الكاتب والصحفي "عبد الرحمن باشا":
لا شك أن مؤتمر جنيف3 الذي حاول أن يضم أغلبية أطراف المعارضة مع النظام السوري بحد ذاته هو تحول في السياسة السورية التي ساعدتها روسيا، وقبل أن تتدخل روسيا في هذا الموضوع كان الوضع مختلفاً عما كان الآن، لكن الآن يبدو أن الأوضاع تسير في اتجاه آخر، ويبدو أن النظام بدأ يدخل في حوارات وقضايا عامة، والمعارضة السورية التي كنا نأمل بأن تتوجها ضحاياها بنصر كبير، وكنا نأمل أن يكون المؤتمر الجديد منصفاً للمعارضة الكوردية بشكل كبير للحصول على بعض الحقوق التاريخية التي تناضل من اجلها، ولكن كما قلت لازال الوضح غير واضحاً لأن النظام شارك في هذا المؤتمر وانا شخصياً كنت لا أحبذ مشاركة النظام، ولكن الاحداث الاخيرة سارت بهذا الإتجاه وذلك بعد التدخل العسكري الروسي لصالح النظام، ولذلك أأمل أن تتحد كل الفئات المنضوية تحت مظلة المعارضة لكي يكون صوتها أقوى لتحقيق مطاليبها ولإفشال ما يطمح إليه النظام، ويسعى للبقاء في الحكم بعد أن دمر سوريا وضحى بمئات الآلاف من المواطنيين، وأعتقد بأن هذا المؤتمر كان لصالح بعض الفئات الكوردية وليس لصالح الجميع، وأأمل ان تؤثر الدول الكبرى على روسيا ولا تجعلها تتحكم بالأمور في سوريا، لأن الوضع في سوريا بات متأزما ولا بد للنظام أن يرحل، والأتحاد السوفيتي وإيران تسعى لأن يكون للنظام دور ولو كان ثانوياً في النظام الجديد القادم، وهذا ما لا تقبل به المعارضة الكوردية في سوريا.
وبحسب معلوماتي فأن النظام منح بعض الجهات الكوردية التي تعمل معهم بعض الحقوق، وأن تصريح ممثل النظام (بشار الجعفري) في جنيف بخصوص حقوق الكورد يدل على أن هكذا كلام يصدر من شخص متوتر يسعى للبقاء في الحكم، ولا اعتقد بأن من يسعى للبقاء في الحكم بمساعدة جهات خارجية كروسيا وايران يتحدث هذا، لأن هذه الكلام غير منطقي وغير معقول، فمسألة حقوق الشعب الكوردي هي منطقية وواقعية ويجب الحصول عليها، وفي الظرف الحالي فإن الظروف مناسبة جداً للحصول هذه الحقوق، ولكن يجب على الكورد أن لا يخسروا هذه الحقوق، بسبب النظام او الجهات المؤيدة للنظام كروسيا وايران وغيرها.
روني بريمو