Rojava News: قال د. كاميران حاج عبدو سكرتير حزب الوحدة الديمقراطي الكوردي في سوريا إنه يستوجب علينا ككورد وقوى كوردية أن نتسلح بوحدتنا وتمسكنا بقضايانا القومية والوطنية، وبدلاً من أن نستخدم هذه الهجمات للپروپاغندا الحزبية في سبيل ترسيخ سلطة (الإدارة الذاتية الديمقراطية)، علينا أن نعي حقيقة أنه لا بديل عن الالتزام بقضية شعبنا الكوردي في كوردستان سوريا، وتوحيد كل الجهود بالعودة إلى قوة المنطق والإلتزام باتفاقيات هولير ودهوك لكي نتمكن من إدارة مناطقنا بروح كوردية مشتركة. حول هذا الموضوع، ومواضيع تتعلق بنشاطات المجلس الوطني الكوردي على الساحة الاوربية كان لصحيفة" كوردستان" هذا الحوار مع حاج عبدو:
*هناك حراك دبلوماسي دولي حول سوريا، إلى أي مدى يمكن أن يفضي هذا الحراك لحلٍّ يرضي جميع الأطراف في سوريا؟
-حل الأزمة السورية يكمن بإيمان كافة الأطراف المعنية بالصراع سواء الداخلية منها أو الخارجية بالجلوس على طاولة المفاوضات، حل يفضي بالنهاية إلى إنهاء الإستبداد والإرهاب. ويبدو أن خيار الحل السياسي أصبح قناعة لدى المجتمع الدولي اليوم أكثر من أي وقت مضى، ومن هنا كانت مقررات ڤيينا وقرار مجلس الأمن (٢٢٥٤) وبيان ميونخ (شباط ٢٠١٦) والاتفاق الروسي الأمريكي بشأن وقف العمليات العدائية، وكذلك قرار مجلس الأمن (٢٧/ شباط/ ٢٠١٦) بدعم اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا. وبعد يومين من "الهدنة" في سوريا تتجه الاهتمامات الدولية وخاصة من روسيا الإتحادية والولايات المتحدة لتوحيد (خرائط توزع الإرهاب) في سوريا، وتحديد الجماعات الإرهابية كمدخل أساسي لأي حل سياسي في سوريا. أجل لقد بات جلياً أن العالم يتجه إلى إيجاد حلّ سياسي للأزمة السورية بعد أعوام من المراهنة على الحل العسكري. الأهم هو أن نصل ولو بعد كلّ هذا الزمن من القتل والتدمير والتهجير والذبح والنحر والاغتصاب والاعتقال والتشريد إلى حقيقة أن حل الأزمة السورية يجب أن يكون نابعاً من الإيمان بحل يرضي السوريين جميعاً بمختلف قومياتهم وأديانهم ومذاهبهم. الحل يكمن بالإيمان أن سوريا المستقبل لا بد وأن تكون دولة علمانية، ديمقراطية وفيدرالية (كونها متعددة القوميات والأديان) لا يكون فيها مكان لا للاستبداد ولا للإرهاب أي كان مصدرهما؛ سوريا يتشارك في رسم مستقبلها هذا جميع مكونات الشعب السوري المجتمعية والسياسية؛ سوريا تعيد لمواطنيها عزتهم وكرامتهم وحريتهم.
*ثمّة تخوّفٌ من عدم جديّة المجتمع الدولي حيال حلّ المشكل السوري، إلى أي مدى هذا الكلام دقيق؟
-هناك دول مازالت مصرّة على دعم الحلّ العسكري في محاولة منها الحصول على مكاسب وحماية أجنداتها، لكن يبدو أن الدول العظمى وتحديداً أمريكا وروسيا متجهتان الى فرض حلّ سياسي يُنهي القتل والدمار، ويمهد الطريق أمام مرحلة انتقالية تفضي بالنهاية إلى سوريا ديمقراطية غير طائفية تحمي حقوق كلّ السوريين.
*نتم في مكتب العلاقات الخارجية أجريتم لقاءات عديدة مع أحزاب وفعاليات سياسية أوروبية، هل يمكن تكثيف هذه اللقاءات؟
-في الفترة الأخيرة وبعد أن نشط المجلس الوطني الكوردي بشكل ملحوظ بالداخل، وذلك بالرغم من كل ما يتعرض له من قمع واعتقالات ومضايقات من قبل سلطة كانتونات الأمة الديمقراطية، حاولنا نحن في مكتب العلاقات الخارجية للمجلس الاستفادة من وجود رئيس المجلس الأخ ابراهيم برو في أوروبا، فقمنا بعدة لقاءات مع الجهات الرسمية في كل من فرنسا والنمسا وألمانيا. كانت كلها لقاءات ناجحة استطعنا من خلالها أن ننقل لهم سياستنا ورؤيتنا لحل الأزمة السورية، وفي كل هذه اللقاءات كان واضحاً مدى تقبلهم لرؤية المجلس وتحديداً بالنسبة لرؤيتنا لسوريا المستقبل. لقد بدا لنا من خلال هذه اللقاءات بأن أموراً كثيرة قد تغيّرت في سياسات الدول المعنية وتعاملها مع الملف السوري. وهنا أودّ التأكيد على أهمية تكثيف النشاط الدبلوماسي للمجلس وخاصة نحن على أعتاب المفاوضات. وبهذا الصدد لدينا لقاءات أخرى يجري لها التحضير حالياً، حيث أخذنا على عاتقنا كمكتب العلاقات الخارجية للمجلس الوطني الكوردي تكثيف النشاط الدبلوماسي خدمة لسياسات مجلسنا وقضيتنا القومية الكوردية والوطنية السورية.
*هل أنت راض عن اداء المجلس الكوردي في أوروبا؟
-أداء المجلس الوطني الكوردي سواء بالداخل أو في الخارج كان قد أصابه للأسف شللٌ عانينا منه طويلاً. لكن بعد انعقاد مؤتمره الثالث استطاع المجلس الوطني الكوردي وبجهود لجانه ومكاتبه، وأخصُّ بالذكر مكتب الرئاسة من النهوض مجدّداً واستعادة مكانته ونشاطه وحراكه السياسي والجماهيري. أما عن أداء المجلس في أوروپا فهو أيضاً عانى من الشّلل والترهل، لأنه مرآة للداخل. ولكن وبعيد تشكيل ممثلية أوروپا للمجلس الوطني الكوردي قبل بضعة أشهر أصبحنا أمام حالة من النشاط الذي يعطينا الأمل بنشاطات أكثر. وما الندوات الجماهيرية في كل من ألمانيا والنمسا التي حضرها المئات من أبناء وبنات جاليتنا الكوردية إلا دليلاً على عودة نشاط ممثلية أوروبا والتفافاً جاليتنا الكوردية حولها.
*قمتم في أوروبا قبل أشهر بعدة نشاطات وتظاهرات اتّسمت بالفشل وعدم الاستقطاب الجماهيري لماذا؟
-كان ذلك صورة للركود العام الذي أصاب مجلسنا قبل مؤتمرنا الثالث. وها قد تمكن مجلسنا في أوروپا بفضل الجهود المشتركة والتنسيق بين لجانها المختلفة من القيام بنشاطات قل نظيرها في أوروپا، متمنياً أن تستمر ممثلية أوروپا للمجلس ولجانها المحلية بتكثيف نشاطاتها والعمل على تأطير جاليتنا الكوردية خدمة لقضيتنا القومية والوطنية.
*لماذا لم ينشط المجلس الكوردي في الخارج إلا حين وجود رئيسه هناك؟
-المجلس الوطني الكوردي عاد إلى نشاطه، واستطاع استعادة دوره بعد مؤتمره الثالث. ومع احترامي لكل شخصيات ومكاتب وهيئات المجلس، لكن الفضل الأكبر يعود إلى جهود مكتب الرئاسة ونشاطاته وتضحياته وجرأة رئيسه ونائبته. حيث باتت جماهيرنا الكوردية تردّد أسماء الأخ إبراهيم برو والأخت فصلة يوسف. أما بالنسبة للنشاطات الدبلوماسية مؤخراً فقد كثفنا نشاطاتنا ونحن على أعتاب مفاوضات جنيف. كما أن وجود الأخ كاميران حاجو في أوروبا في هذه الفترة، وعمل الأخ سيامند حاجو في مكتب العلاقات الخارجية وحالة التفاهم والتنسيق الموجودة بيننا كلها كانت أسباب نجاحنا مؤخراً.
*اذا قدّم المجلس الكوردي للمهاجرين الكورد الجدد في اوروبا؟
-المجلس قدّم سياسياً ودبلوماسياً للمهاجرين الكورد بإلقاء الضوء على معاناتهم وأسباب هجرتهم، والتّركيز على القضاء على أسباب الهجرة ووقف نزيف الدم في سوريا وصولاً إلى حلّ سياسي يفضي بالنهاية الى إقامة وطن سوري يعيش فيه السوريون بحريّة وكرامة. أما على المستوى الإنساني فيبقى ما قدّمه المجلس الوطني الكوردي للمهاجرين ضئيلاً، كون ذلك يتطلب جهداً وإمكانياتٍ لطالما عجزت دول الاتحاد الأوروپي بكل إمكانياتها. إنها، أي موجة الهجرة، أكبر مأساة إنسانية يتعرّض لها العالم بعد الحرب العالمية الثانية. مما يتطلب جهوداً دولية مشتركة وجدية لحلها وإنهائها وتجفيف منابعها، وذلك بالقضاء على الإرهاب والاستبداد وإيجاد مخرج سياسي لمعاناة السوريين.
*افتتح المجلس الكوردي مكتباً له في سويسرا، ماذا يمكن أن يؤثر هذا المكتب بإيجابية أداء المجلس؟
-كمجلس وطني كوردي بحاجة إلى تكثيف نشاطنا الديبلوماسي طيلة فترة المفاوضات. ولهذا كان لا بد من افتتاح هذا المكتب بجنيف وذلك لترتيب وتسهيل التواصل مع القوى والدول المعنية، وكذلك لتسهيل الإتصال والتواصل مع المجلس من الجهات المعنية. بالإضافة الى أن هذا المكتب سيقدم خدمات جمة لوفد المجلس الوطني الكوردي في مفاوضات جنيف.
*بفضل سلاح الطيران الروسي والميليشيات الطائفية النظام استطاع استرجاع أراض كثيرة من الجيش الحر، هل يمكن أن يبسط النظام سيطرته على سوريا من جديد؟
-النظام لا يسعى، ولا يستطيع بسط سيطرته على كلّ سوريا مجدداً. الكلُّ في سوريا يتصرّف بحدود ما هو مرسوم لسوريا. سوريا تتجّه إلى تحديد مناطق السيطرة وإعادة الإنتشار بما يتلاءم مع ما يرسم لسوريا وملامحها المستقبلية بشكل لا يستطيع أحد من المكوّنات القومية أو الدينية أو المذهبية بالسيطرة على كل (سوريا المستقبل). انه ترسيخ لتقسيم مناطق نفوذ لإعادة توحيد سوريا على طاولة المفاوضات بشكل يحمي تعددية سوريا القومية و الدينية و الطائفية.
*هل تتوقع أن تنجح خطة الهدنة بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن وقف إطلاق النار في سوريا؟
-لا يسطيع المرء أن يكون متفائلاً ضمن هذه الأجواء المحيطة بالأزمة السورية وتشعباتها الأقليمية والدولية. وخاصة هناك أطياف من المسلحين والدول الإقليمية خسرت رهاناتها وهي بالتالي مستعدة لعمل أي شيء يعرقل الهدنة، لكن بالمقابل هناك إرادة لدى المجتمع الدولي بإنجاح الهدنة وتمهيد الطريق أمام إيجاد مخرج سياسي للأزمة السورية. وإن التوافق الروسي الأمريكي حول الهدنة وما تلاه من قرار مجلس الأمن (يوم ٢٧ من شباط ٢٠١٦) بدعم اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا دلائل على هذا التوجه.
*إذا لم تنجح الهدنة في سوريا، ماذا يمكن أن تؤول إليه الأمور؟
-كثير من القتل والدمار والتهجير والجوع، مزيد من التعقيدات في الوضع السوري، مزيد من التقسيم، ومزيد من تدخلات إقليمية لا تزيد الوضع إلا تعقيداً. ناهيك عن إمكانية نشوب حرب عالمية ثالثة (بشكل أو بآخر) باتت تلوح بوادرها في الأفق.
*كيف تقيّم أداء ما تسمى الادارة الذاتية في كوردستان سوريا؟
-لا شي هنا بمسمّى (الإدارة الذاتية في كوردستان سوريا). إنها الإدارة الذاتية الديمقراطية - سوريا. إن وجود إدارة في كوردستان سوريا تدير شؤون مناطقنا، وتشرف على حمايتها والدفاع عنها، وتمثلها دبلوماسياً ضرورية جداً. وهذا كان جوهر اتفاقيات هولير ودهوك. لكن ما هو قائم لا يمت لذلك بصلة. إنها سلطة بالوكالة بكل معنى الكلمة، ولا تخدم مصالح وأماني وطموحات شعبنا في كوردستان سوريا، بل وتحاربها ايضاً. ما يعانيه أبناء شعبنا من قبل هذه (الإدارة الذاتية) لم يعانه من قبل أبداً.
*وصل تنظيم داعش قبل أيام إلى قلب تل ابيض لمسافة 70 كم هل هو اختراق أمني كبير بالضد من قوات الـ(ي ب ك)؟
-ضمن هذه الظروف المعقدة سنشهدُ حالات كثيرة من هذا القبيل. فداعش خسرت گري سپي (تل أبيض) ومعبرها مع تركيا، وستحاول جاهداً على استرجاع نفوذها هنا أو هناك. لذلك يستوجب علينا ككورد وقوى كوردية أن نتسلّح بوحدتنا وتمسُّكنا بقضايانا القومية والوطنية بوجه مشاريع كهذه. وبدلاً من أن نستخدم هذه الهجمات للپروپاغندا الحزبية في سبيل ترسيخ سلطة (الإدارة الذاتية الديمقراطية)، علينا أن نعي حقيقة أنه لا بديل عن الالتزام بقضية شعبنا الكوردي في كوردستان سوريا، وتوحيد كل الجهود بالعودة إلى قوة المنطق والالتزام باتفاقيات هولير ودهوك لكي نتمكن من إدارة مناطقنا بروح كوردية مشتركة، ونتمكن من الدفاع عنها وحمايتها بوجه الإرهاب والاستبداد، ولنمثل شعبنا في كوردستان سوريا دبلوماسياً. هذه الهجمات من داعش والمجاميع الإرهابية على كوردستان سوريا تستوجب أولاً التخلي عن العقلية الفردية من قبل (الإدارة الذاتية الديمقراطية) ومدّ يد العمل المشترك إلى الإخوة والسماح لپيشمركة كوردستان سوريا للقيام بواجبها القومي والوطني في الدفاع عن الأرض والشعب، وكذلك الابتعاد عن تلك الأجندات التي لا تخدم شعبنا الكوردي في كوردستان سوريا، ولاتمت بصلة لمصالحه وأمانيه وحقوقه.
حاوره: عمر كوجري