Rojava News: قال محمد صالح قادري، مسؤول مكتب العلاقات الوطنية في الحزب الديمقراطي الكوردستاني- ايران بهولير، أن نظام الملالي منبوذ دولياً، ويتدخل في شؤون كل دول المنطقة، ونحن نقاتل مع بيشمركة كوردستان ضد تنظيم داعش الارهابي، مثلنا مثل بيشمركة روجافا، وقال في حواره مع (كوردستان) لدينا الآن أكثر من مئة ألف من البيشمركة، والنظام المجرم مرعوب من شجاعة مقاتلينا. هذا الحوار يسلط المزيد من الضوء على مجمل الشأن الكوردي في شرقي كوردستان:
*أنتم في كوردستان إيران أوقفتم العمل العسكري ضد نظام الطغمة الايراني أكثر من عشرين سنة، لماذا؟
-نعم، ما قلته دقيق، بالفعل أوقفنا العمل العسكري ضد نظام الملالي المجرم أكثر من عشرين سنة، لكن هذا الأمر نعتبره وساماً على صدورنا، ليس لأجل النظام الارهابي، فنظرتنا عنه لم ولن تتغير، وهو نظام فاشي، وقاتل الاطفال والشيوخ، ومستبيح لدماء الكرد منذ أيام الخميني لهذه اللحظة دماء شعبنا في شرقي كوردستان، ولكن بعد ثورة باشور، والنجاحات التي تحققت لأهلنا، في تسعينيات القرن الماضي، جعلتنا نضحي بخيار العسكرة والمقاومة المسلحة، كي نخفف ضغوطات وتهديدات النظام الايراني على جنوبي كوردستان، لأن كوردستان صارت ملجأ آمناً أيضاً للعديد من قيادات أحزابنا وخاصة حزبنا الديمقراطي الكوردستاني- ايران، والقرار الذي اتخذناه كان صائباً، لقد تحملنا نتائج هذا القرار حتى نساهم في حماية جزء من كوردستان، وربما كان قرارانا صائباً.
*لكن ها أنتم تعودون لقرار التصعيد العسكري مع النظام الايراني، وهو لن يقف مكتوفي الايدي، وتهديداته مؤخراً بالقدرة على إلحاق الأذى بجنوبي كوردستان وقت الضرورة، وحتى قصف بعض المواقع داخل كوردستان.
-نعم، ولكن الظروف تغيرت، ربما وضع كوردستان حالياً على جميع الصعد أفضل، وخاصة نجاح دبلوماسية السروك بارزاني في المحافل الدولية، وقدرته على استقطاب العالم لحماية الاقليم، ومحاربة داعش، والسبب الاخرهو التصعيد الكبير ولكن غير المفاجئ الذي قامت به الطغمة المجرمة في طهران، والتجويع الممارس ضد شرقي كوردستان، وسلسلة اعدامات طالت خيرة السباب الكوردي، جعلنا نعيد فتح ملف المقاومة المسلحة ضد النظام، ولنا من شجاعة البيشمركة في أربعة أجزاء كوردستان، والخبرة الهائلة لهم في شعاب الجبال الكوردستانية في بلدنا، المثال الناصع على أحقية شعبنا في حياة أفضل، خاصة ان نظام الملالي منبوذ دولياً، ويتدخل في شؤون كل دول المنطقة، فهو يدعم ويساند التنظيمات الارهابية كحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، ويقاتل في سوريا ضد الشعب السوري، وتتدخل ميليشياته في العراق، وحتى له دور سلبي واضح بين بعض الأحزاب في جنوبي كوردستان.
*الوضع في كوردستان ليس مبعثا للتفاؤل المفرط، فهناك داعش لم ينهزم بعد، وهناك خلافات تكاد تعصف بكل هذه الدماء التي روت أرض كوردستان.
-نحن نعتبر أنفسنا حلقة الوصل "وصل المحبة والتفاهم" مع الجيمع، وايماننا بأنه الطريق القويم، نحن هنا كمكتب علاقات للحزب داعمون لفكرة التقارب بين وجهات نظر المختلفين، وبنا ثقة أن الكورد في جنوبي كوردستان تجاوزوا مصاعب كبيرة سابقاً، وقادرون الآن على حل مشاكلهم الداخلية، لأن التهديد بالفناء او الوجود يطال الجميع دون استثناء، فنحن نزور مكاتب جميع الأحزاب هنا في كوردستان وعلاقاتنا طيبة مع الجميع، ولا نتدخل الا ما يصلح الشأن، ونحن مثار تقدير اخوتنا، وعلى فكرة نحن نقاتل مع بيشمركة كوردستان ضد تنظيم داعش الارهابي، مثلنا مثل بيشمركة روجافا، ونسطر معاً بطولات في دحر داعش، وقتال البيشمركة الكوردستانية ضد داعش أزال كل خرائط سايكس بيكو، ووحّد الأمة الكوردية في أربعة أجزائها.
*هل بإمكانياتكم المحدودة ستستطيعون مقارعة جيش متدرب ذي امكانيات كبيرة، ودولة نووية كإيران؟
-ومن قال لك إن امكانياتنا ضعيفة؟ هذا الكلام غير مقبول، لدينا الآن أكثر من مئة ألف من البيشمركة، والنظام المجرم مرعوب من شجاعة مقاتلينا، وقمنا بعمليات نوعية داخل المربعات الهامة للنظام، وايماننا بعدالة قضيتنا كبير، ونثق بقدرة شعبنا على الصمود والمقاومة، نعم ايران دولة نووية، وفتحت علاقات قوية مؤخرا مع الغرب والولايات المتحدة بشكل محدد، في عهد اوباما، والمقايضات الدولية بخصوص "الجانب النووي" مستمرة، ولكن تظل ايران دولة مارقة، ومجرمة، وتفتعل النزاعات والحروب في مختلف دول العالم، لهذا مصير النظام الى سقوط ان عاجلاً أم آجلاً.
*أنت متأكد أن مقاومتكم ستلقى صدى في العالم؟ هل تملكون السلاح النوعي لهزيمة الجيش الايراني؟
-بالتأكيد، ليس هناك دولة أو مكان إلا وحاول النظام العبث بأمنه، ومحاولة تشييعه، وبث الرعب والقتل وزرع الاستخبارات فيه، كل دول الاقليم متأذية من هذا النظام، الغرب متأذ، دول الخليج ستناصرنا وتمدنا بالمال والسلاح، وكذلك الكثير من الدول العربية، شعبنا في باقي أجزاء كوردستان لن يبخل علينا، لا تنسَ أن أيام اوباما معدودة، البرنامج القادم للرئيس الجديد الى البيت الابيض لن يكون بمستوى خضوع اوباما للإملاءات الايرانية والدلال الايراني، حتى اسرائيل ستناصرنا في حربنا العادلة مع هذا النظام المجرم. خيار المقاومة الذي أعلناه هو خيار كل الشعوب المؤمنة بالحرية والسلام ضد هؤلاء القتلة المجرمين الذين يبثون حالة اللااستقرار في عموم المنطقة، إيماننا بشعبنا وبباقي الشعوب الايرانية، في الشهور السابقة قمنا بأكثر من ستين عملية كبيرة ضد جيش النظام، نحن نؤمن بالشعوب الايرانية بأنها لن تستمر في تحمل الظلم للأبد. الأمر الآخر ماذا بقي لشعبنا ليخسره؟ الأزمة الاقتصادية طاحنة، شعبنا الكوردي وشرقي كوردستان من أفقر المناطق في عموم ايران، العملة الايرانية في الحضيض، الكثير من الشباب هاجروا خارج ايران، الاعدامات لم تتوقف يوماً، لا توجد مصانع ولا مشاريع انمائية في المنطقة الكوردية، كل هذه العوامل لها دور في زيادة الاضطرابات، وربما تنضم باقي الشعوب الايرانية الى انتفاضة كبرى تنهزم فيها ملالي ايران، وتنجح الديمقراطية في عموم البلاد.
*حزبكم مؤمن بالتفاوض مع النظام، ودفع شهداء في سبيل حل المشكل الكوردي هناك سلمياً، الشهيد عبدالرحمن قاسملو ورفاقه في فيينا عام 1989 والشهيد صادق شرفكندي ورفاقه في برلين عام 1992؟
-حزبنا منفتح على كل التكتيكات والخيارات، والمستجدات، ما قلته صحيح، خلال سبعة وثلاثين عاماً في مقارعة النظام دفعنا خيرة الشهداء وقت الحرب، وخيرة الشهداء وقت التفاوض، نحن نعلم ان النظام لن يمنحنا حقوقنا بالتفاوض، ولكن نهاية بحر من الدماء في الاخير هو الجلوس لطاولات التفاوض، فخلال حربنا مع النظام قتلنا أكثر من 100 الف قتيل من جيشه، والنظام بعد توقف الحرب العراقية الايرانية عاد، فهاجم مدننا وقرانا وألحق بها التدمير، وقتل شبابنا، وكلما سنحت بوادر لحل سياسي لن نبخل به، لكن أيادينا على الزناد أيضاً، فثقتنا بهذا النظام معدومة، وبحسب منطق النظام وفلسفته لا توجد أي حقوق كوردية في شرقي كوردستان.
*ألا ترى ان خلافاتكم الحزبية كبيرة في شرقي كوردستان، كما لدينا في غربي كوردستان، وحزبكم تعرض لانشقاقات عديدة، هذا لا يشجع على خوض حرب كبيرة؟
-أستطيع القول إن النضال العصري الحديث سياسياً وعسكرياً يملكه حزبنا، وحزبنا يعتبر مدرسة نضالية في هذا الجانب، حزبنا الوريث الشرعي لجمهورية كوردستان، ويكفينا فخراً أن بيشوا قاضي محمد هو من اسس الحزب، والدكتور قاسملو جدد في برامج الحزب الديمقراطية، وبعد مجيء نظام الخميني كانت هناك أحزاب موجودة، وأحزاب دخلت الساحة، ولكن حزبين كبيرين، كان الحزب الديمقراطي، وحزب كوملة، وهما الحزبان البارزان، حالياً هناك حزبان يمثلان مزاج شعبنا، حزبنا وحزب كوملة شورشكيري زحمتكيشاني كوردستان، اجتمعنا على الديمقراطية والفيدرالية، 14 حزباً اسسنا مؤتمراً اتفقنا على المستقبل الديمقراطي لايران، والفيدرالية لشعبنا في شرقي كوردستان.
*ماذا عن حزبكم الذي تعرض لانشقاقات عديدة؟
-بصراحة ليست هناك اختلافات كبيرة، المشاريع كلها متشابهة، ليست هناك اختلافات سياسية وفكرية عميقة، ولكن الحزب الذي انشق عن حزبنا قبل عشر سنوات، حالياً لا يؤيد النضال المسلح والمقاومة، ولا حتى يؤمن بالفيدرالية، وهم دخلوا في محادثات "فردية" مع النظام الايراني، وهم قليلو الارادة، ولا يثقون بقدرات شعبنا العظيمة رغم ذلك علاقاتنا مستمرة مع بعضنا البعض، ولا ننظر لبعضنا بعيون الحقد والعداء وحواراتنا مستمرة، ما يزعجنا أن هذه المجموعة حالياً تنادي باسم حزبنا، وربما يوماً ما يعودون لحزبهم وأبواب حزبنا مفتوحة، ولو يغيروا اسم حزبهم سيكون ذلك أفضل.
*ماذا قدمتم في مؤتمر الشعوب الايرانية الذي عقد قبل ايام في المانيا؟
-هذا المؤتمر يخص كل الشعوب الايرانية، ومشروع سياسي جامع لكل المكونات القومية في ايران، للأسف القومية الفارسية رغم قلتها هي التي تسيطر على ايران، وتلحق الظلم بالباقي، نريد من هذا المؤتمر خلق أجواء سياسية صحيحة، ومشاركة دول العالم في تحقيق تطلعات شعوبنا نحو الحرية وحياة أفضل في المستقبل، المؤتمر اجمع خمس قوميات في ايران (الكورد، العرب، البلوج، التركمان والآذربيجانيين) وقد اجتمعت على النظام الفيدرالي، وهذا مكسب كبير لحزبنا تحديداً لأننا نحن من نطالب بالنظام الفيدرالي لمختلف الشعوب الايرانية.
*ما رأيك بالحراك السياسي في كوردستان سوريا، المجلس الكوردي، وبممارسات حزب (ب ي د) ضد الأحزاب غير المتحالفة معه، وزج القياديين في السجون، وخاصة قياديي حزب PDK-S وحزب يكيتي الكوردي؟
-نحن نرى أي تطور ايجابي في أي جزء من كوردستان هو نصر لنا جميعاً، ونساهم في تحقيق أهدافها، ننطلق من رؤية اننا مدرسة قومية ووارثو نضال قاضي محمد، فنحن ننظر للجميع بمسافة واحدة، ولا نريد التدخل في شؤونهم، ونحترم إرادتهم، ونتمنى أن يقبلوا بالمشاركة المتساوية، نحن ضد دكتاتورية حزب معين في كوردستان سوريا والتضييق على باقي الاحزاب، وتمييع النضال السياسي هناك، وأي علاقة لحزب كوردي مع اتجاهات ونظم تقف بالضد من تطلعات شعبنا في كوردستان سوريا هو عين الخطأ، ولا يخدم القضية الكوردية، ولا نريد أن تتطور الامور سلباً بحيث تصل الى الاقتتال الداخلي الأخوي، وفي كوردستان سوريا، طالبنا دائماً بازالة كافة المشاكل، وطالبنا حزب (ب ي د) بتعميق مبدأ الشراكة وتنفيذ البنود والاتفاقيات التي تمت مع المجلس الكوردي، للأسف حزب (ب ي د) لا يؤمن بالشراكة مع الأحزاب غير المتحالفة معه، ولا يحسب حساباً لمستقبل الايام بأنه وحده لن يستطيع تأمين الحماية وتوفير الحياة الكريمة، والأمن والامان لأهلنا في كوردستان سوريا، ولن تنتصر القوات التابعة لحزب (ب ي د) فقط دون أن يكون جميع الكورد شركاء في حماية أرض كوردستان سوريا، ننادي بالعودة لتحقيق وتنفيذ مضمون الاتفاقيات في هولير1 وهولير2 ودهوك، لأن التحديات كبيرة، والأنانية الحزبية لن تفيد.
*كيف تقرأ ريفراندوم في جنوبي كوردستان؟
-هذا شيء مشروع ومن حق الشعب الكوردي في جنوبي كوردستان ان يطالب بالحرية والاستقلال، لكن للأسف المشاكل كثيرة بين الاحزاب الكوردستانية، العلاقة السيئة مع بغداد، وجود داعش للآن وتهديده بضربات موجعة، التدخل الايراني السافر في شؤون اقليم كوردستان، وحتى تركيا والنظام في دمشق ليسوا بريئين من تعقيد الامور، والتصعيد والتحشيد بحيث يكون صعباً المناداة بريفراندوم من أجل كوردستان. جنوبي كوردستان تحتاج الى جيش كوردستاني موحد، وارادة حرة، وبرلمان قوي، وعلاقات متوازنة مع بغداد، والحاجة لدبلوماسية فعالة على المستوى العالمي، وقتها دول غير مرتاحة كإيران وتركيا ستخضع لإرادة الشعب في جنوبي كوردستان، لأن موضوعة استقلال كوردستان ستأخذ بعداً دولياً ومباركة دولية، وثقتنا كبيرة بأن الرئيس مسعود بارزاني سيهيئ كل الأجواء داخليا واقليميا ودوليا لإنجاح هذا القرار التاريخي، وهذه الخطوة العظيمة.
حاوره: عمر كوجري لصحيفة "كوردستان"