Rojava News: قال الكاتب والسياسي فؤاد عليكو، عضو الهيئة العليا للمفاوضات والهيئة السياسية للائتلاف الوطني، إن حزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د) يسعى لـ “الهروب إلى الأمام” من خلال مشروع الإحصاء الذي بدأه قبل أيام، معتبراً بأن هذه الخطوة أثبتت فشل الحزب في مشروعه.
وأوضح “عليكو” في حوارٍ مع “كلنا شركاء” أن مثل هذه الإجراءات تحتاج استقراراً ومناخاً مناسباً، الأمر المفقود في سوريا التي أنهكتها الحرب، والـ (ب ي د) بذلك ينتقل من تخبط إلى منطقة أكثر تخبطاً بغية إلهاء الشعب بمثل هذه القضايا الإشكالية لتبرير استمراريته وقمعه.
وشكك الكاتب الكردي بصحة التصريحات المنسوبة إلى “صالح مسلم” بأن “الغارات الروسية أنقذت سوريا من سيطرة العثمانيين الجدد”، معتبراً أنه في حال صحت فهي تعبر عن سقوط أخلاقي من قبل زعيم الحزب.
واستنكر أيضاً الممارسات التي ينتهجها الـ (ب ي د) الذي يسيطر على معظم المناطق ذات الغالبية الكردية شمالي البلاد، مشيراً إلى المجازر التي ارتكبتها قوات الحزب بحق الكرد قبل غيرهم من المكونات، والممارسات القمعية بحق الأطياف السياسية الكردية التي لا تنسجم مع سياساته.
وتحدّث “عليكو” في حواره مع “كلنا شركاء” عن دخول الحزب المهيمن (ب ي د) بمعارك في مناطق عربية، وعن القصف الروسي لحلب. وتطرق الحوار أيضاً إلى مستقبل العملية التفاوضية ووجهة نظر الكاتب الكردي للحل في سوريا، وعدة نقاط أخرى، فيما يلي نص الحوار:
س: الإدارة الذاتية المعلنة من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي، بدأت قبل أيام بعملية إحصائية في المناطق التي تسيطر عليها في محافظة الحسكة، ما الهدف من هذا الإحصاء، وما له وما عليه؟
في الواقع لم يسجل التاريخ أن شهد مثل هذه الممارسة في بلد يعاني الحرب، فالإحصاء السكاني يتطلب استقراراً ومناخاً مناسباً لذلك، بغية إعداد برامج للتنمية الاقتصادية والبشرية، فكيف والحالة هذه أن نقوم بمثل هذا الاحصاء في بعض المناطق من سوريا فقط، كما أن هذه المناطق أيضاً عانت ولا زالت تعاني الحرب وتداعياتها من تهجير وجوع وحركة نزوح مستمر وعدم استقرار سكاني.
إن هذه الممارسات لا تفسر إلا من باب من يعاني الفشل في مشروعه، لذلك يمارس سياسة الهروب إلى الأمام والانتقال من تخبط إلى منطقة أكثر تخبطاً بغية إلهاء الشعب بمثل هذه القضايا الإشكالية لتبرير استمراريته وقمعه ومحاولاته الحثيثة في إقناع المجتمع الدولي بالتعامل معهم وبأنهم الإدارة (الناجحة)، لكنهم واهمون في ذلك كثيراً.
س: صرح صالح مسلم أن الغارات الروسية أنقذت سوريا من سيطرة العثمانيين الجدد، مشيراً إلى التدخل التركي، فما رأيكم؟
حقيقة لم أعثر على مصدر موثق لهذا التصريح ولا أعتقد أن من يتعامل بألف باء السياسة يمكن أن يبرر للروس هذا التدمير الممنهج للمدن والبلدات السورية وقتل الأطفال والمدنيين واستخدام الأسلحة الفتاكة وممارسة سياسة الأرض المحروقة دون تمييز بين العسكريين والمدنيين، لقد عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون عن ادانته لمثل هذه الأعمال وكذلك المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان الدولية ذات المصداقية العالمية، وإذا كان ما ينسب مثل هذا الحديث إلى صالح مسلم صحيحا فهو السقوط الأخلاقي بعينه وأتمنى ألا يكون صحيحا حتى و إن كنت مختلفاً معه في الرؤى والمنهج.
س: إذاً فما رأيكم بالضربات التي ينفذها الطيران الروسي على مدينة حلب دون تمييز بين مدني او عسكري؟
هل يحتاج مثل هذا القصف التدميري الممنهج وبمختلف أنواع الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً إلى رأي ووجهة نظر وتحليل وإدانة، من المؤسف القول إن الروس يقومون بإجراء تجاربهم بالذخيرة الحية على الشعب السوري الأعزل مقارنة بالقوة العسكرية للروس، ويقومون بتسويق هذا السلاح دوليا ومدى فعاليته، وكأن شعبنا تحول إلى فئران بافلوف (العالم الروسي الشهير) لإجراء بوتين تجاربه على نوعية وكفاءة وقوة سلاحه التدميري، وسط لا مبالاة المجتمع الدولي بشكل عام.
س: بخصوص الممارسات التي تقوم بها قوات “الأسايش” بحق اعضاء في المجلس الوطني الكردي، هل يوجد أي جديد حول عودة رئيس المجلس الوطني الكردي إبراهيم برو إلى القامشلي بعد نفيه؟
ما تمارسه مليشيات (ب ي د) هو تعبير عن السياسة الممنهجة من قبل سلطة الوكالة، فمنذ أن استحوذ على السلاح في اوائل 2012، قام بارتكاب عدة مجازر بحق الكرد مثل مجزرة عائلة شيخ حنان في عفرين 2012 ومجزرة عامودا في حزيران 2013، ومنذ ذلك التاريخ والتضييق مستمر على كوادر وقيادات المجلس الوطني من اعتقال وسجن ومحاكمات صورية ونفي، كل ذلك بغية فرض سيطرته على الشارع الكردي، ومع ذلك كل الوقائع تؤكد فشل هذه السياسة العبثية. فالمجلس الوطني له جذور عميقة لدى الشعب الكردي ولا يمكن اقتلاع هذه الجذور بمثل هذه الوسائل القمعية لأن النظام فعل ذلك طيلة نصف قرن وفشل، وهم أيضا سيفشلون حتماً. أما عن عودة رئيس المجلس الوطني الكردي إبراهيم فقد قرر العودة منذ اليوم الأول، لكن قيادة الإقليم طلبت منه التريث قليلا لاعتبارات أمنية.
س: قوات حزب الاتحاد الديمقراطي دخلت في معارك في مناطق عربية كمنبج وغيرها، ما هي وجهة نظركم بالمشاركة في مثل هذه المعارك؟
لا أرى أي فائدة من دخول قوات (ب ي د) في الحرب والذهاب إلى المناطق العربية لأن من شأن ذلك زيادة منسوب العداء العربي للكرد وليس من مصلحتنا خلق مثل هذا العداء، رغم التكلفة الباهظة من الشهداء وتجربة دخول منبج خير شاهد على ما نقول حيث دفع (ب ي د) أكثر من 1500 شهيد من خيرة المقاتلين من شبابنا تحت يافطة أخوة الشعوب، ثم انسحبوا منها باتفاق أمريكي/ تركي بكل بساطة.
س: البعض يفسرها بأن للـ (ب ي د) أطماع انفصالية..؟
لا أعتقد أن لـ (ب ي د) أطماع انفصالية لأن منهجهم السياسي هو ضد الدولة القومية حسب ما نص عليه مشروعهم السياسي في (الأمة الديمقراطية)، وهي نظرية طوباوية لا مستقبل لها في الحياة وشعبنا المغلوب على أمره يدفع ضريبة هذه التجربة الفاشلة يومياً.
س: البعض يتهم الهيئة العليا للمفاوضات بأنها غير شاملة لجميع أطراف المعارضة، ولذلك لا تستطيع إحراز أي تقدم، بماذا تردّ وأنت أحد أعضائها؟
في الحقيقة هناك صعوبة كبيرة في جمع كافة أطياف المعارضة السورية تحت مظلة سياسية واحدة والاتفاق على رؤية سياسية موحدة، وأستطيع القول بأن الهيئة العليا للتفاوض تمثل أوسع طيف للمعارضة والاتفاق على الحد الأدنى الممكن الاتفاق عليه، من خلال مخرجات مؤتمر الرياض وخطوطه العريضة والمعترفة به دولياً وتمثل الشعب السوري في المفاوضات الحالية، وأن إرضاء الكل غاية لا تدرك.
س: وأخيراً، كيف تنظر إلى حل القضية السورية عامة والكردية خاصة؟
حل القضية مرتبط بحل الأزمة السورية بشكل عام، ومن المؤسف القول أن هذا الحل لازال بعيد المنال، وأعتقد أن حل الأزمة السورية يكمن في دولة اتحادية إذا ما أريد لسورية أن تبقى موحدة بعد هذا التشظي الكبير من تدمير للنسيج المجتمعي للشعب السوري، وأن يكون للكرد إقليماً في هذه الدولة الاتحادية بالتشارك مع مكونات المنطقة وكلٍ حسب نسبته السكانية ووفق دستور متفق عليه بين جميع المكونات. ولدى المجلس تصور ووجهة نظر كاملة حول شكل الدولة السورية سوف نطرحه للنقاش إذا ما أصبحت الظرف مناسباً لذلك.