Rojava News: بعد إسقاط نظام صدام حسين، كان الجنرال الأمريكي جاي كارنر، أول شخص يصنع القرار في العراق، وكثيراً ما كان يستشير جلال الطالباني، كما أنه قبل إسقاط نظام صدام حسين، كان يناقش مسألة من سيخلف صدام حسين في رئاسة العراق.
وكان الجنرال جاي كارنر، أول حاكم أمريكي في العراق، كما كان يعتبر صديقاً للكورد، ويتحدث كارنر لشبكة رووداو الإعلامية في هذه المقابلة، عن مشاكل إقليم كوردستان، وأوضاع ما بعد تنظيم داعش.
س: الجميع يطرح السؤال التالي: ماذا سيحدث في العراق بعد تنظيم داعش، وماذا سيحدث في كوردستان؟
جاي كارنر: أعتقد أن علينا أن نتأمل في هذه المسألة، وأتمنى أن تتحاور الإدارة الأمريكية الجديدة مع الكورد كأصدقاء، وأن تدعم المكاسب التي حققتها كوردستان، وأعتقد أن أزمة النازحين ستستمر بعد القضاء على داعش، ويجب أن تكون هناك محاولات لإعادة النازحين إلى مناطقهم، كما لا زالت الأزمة المالية مستمرة، لأن الحكومة العراقية لا ترسل ميزانية إقليم كوردستان منذ 3 سنوات، فضلاً عن أن أسعار النفط لا تزال منخفضة.
وإلى جانب هذه المشاكل، لا يزال تنظيم داعش متواجداً في المنطقة، فهو لا يزال يسيطر على الحويجة، وبعد الانتهاء من هذه المسائل، ستطفو مشكلة حدود إقليم كوردستان على السطح، كما سيكون تحديد حدود المناطق المتنازع عليها على جدول الأعمال، فهل سترضى الحكومة العراقية بالاتفاق مع البارزاني على أن تكون المناطق المتنازع عليها جزءاً من إقليم كوردستان؟، من الممكن أن تكون هذه مشكلة، في الحقيقة من الضروري أن تكون وجهة النظر الأمريكية مماثلة لوجهة النظر الكوردية، بحيث تكون هذه المناطق ضمن حدود إقليم كوردستان.
س: أمريكا قدمت الدعم للكورد في الحرب على داعش، فهل سيستمر هذا الدعم بعد زوال داعش؟
كارنر: نأمل ذلك، ولكن مع الأسف فإن أمريكا لها سجل سيء في مسألة وعودها للكورد، فأمريكا وعدت الكورد كثيراً عبر التاريخ، مثل وعد "هنري كيسنجر" في السبعينات، حيث لم تفي أمريكا بوعدها، وأتمنى أن تفي بوعدها هذه المرة، كما أتمنى أن تعمل الإدارة الجديدة مع الكورد، وأن تنظر إلى المنطقة بعين الأهمية، لأن هذه المنطقة مهمة بالنسبة لأمريكا وحلفائها.
س: أنت كنت حاكماً للعراق وتعرفه جيداً، كما كانت علاقاتك بالكورد جيدة، وعلاقات أربيل مع بغداد متأزمة حالياً، ترى في حال طالب الكورد بالاستقلال، فكيف سيكون مستقبل العراق؟
كارنر: باعتقادي أن الكورد مستقلون منذ زمن، فالحدود القديمة ألغيت ولن تعود مجدداً، فقط يتبقى أن نقبل بالحدود الجديدة ونجري المفاوضات على هذا الأساس، ولو أننا وضعنا نظاماً فيدرالياً عندما جئنا إلى العراق عام 2003، بواقع ثلاثة أقاليم "السنة، الشيعة، والكورد"، بدلاً من بناء عراق ديمقراطي، لكان أفضل بكثير، وما كانت الحرب الأهلية لتحدث، وباعتقادي فإن العراق منقسم، ولم نقسمه نحن، بل إن البلد انقسم بنفسه، لذلك يجب أن نعرف الحدود الجديدة.
س: من المقرر أن يبدأ، دونالد ترامب، مهامه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية في يوم 20 من كانون الثاني 2017، فكيف ستكون سياسة ترامب تجاه إقليم كوردستان؟
كارنر: لا نعلم ما ستفعله الإدارة الأمريكية الجديدة، فقط أتمنى أن تعمل بطريقة مختلفة عن إدارة باراك أوباما، كما أتمنى أن تكون لها سياستها في المنطقة، وأن تكون سياستها تجاه إقليم كوردستان جيدة، وعليها أن تدرك أن على أمريكا نفسها أن تقوم بتغييرات، فالحكومة العراقية "لا شيء"، إنها مجرد دمية في يد إيران، كما يجب أن تفضي المباحثات المتعلقة بالاتفاق النووي مع إيران إلى تغييرات.
س: هل تعتقد بأن يقطع ترامب الطريق أمام التمدد الإيراني في المنطقة؟
كارنر: لا أعتقد بأنه سيفعل ذلك، فإيران هي التي تُسير الحكومة العراقية وتدعم نظام الأسد وحزب الله اللبناني، كما أنها تقدم الدعم المالي والعسكري لحركة حماس ضد إسرائيل، كل هذه الممارسات تقوم بها إيران خارج حدودها، وأرغب بأن تكون إدارة ترامب حازمة مع إيران، وأن تلغي الاتفاق النووي، وتُخرج إيران من إقليم كوردستان، وتفرض شروطاً على تدخلها في سوريا ولبنان، وكذلك تدعم إسرائيل بقوة، يجب أن تفعل أمريكا كل هذا، لأن إيران تسعى لأن تكون القوى العظمى في المنطقة، ونحن لا نرغب بذلك، ولا أعتقد بأن ترامب يريد ذلك.
س: هناك مشكلة كوردية في سوريا أيضاً، ترى كيف سيكون مستقبل سوريا؟
كارنر: لا أعتقد بأن يصبح الكورد صفاً واحداً، هنا يوجد الرئيس مسعود البارزاني الذي يخطط من أجل كوردستان، ويفكر دوماً ماذا يفعل لكوردستان، ولا أعتقد بأن يخطط لتوحيد إقليم كوردستان وكوردستان سوريا، لأنه لا ينوي الاتحاد مع حزب العمال الكوردستاني، هنا لديهم كوردستان، كما أن هناك كوردستان في كل من سوريا وإيران وتركيا، ولا أتوقع بأن تتحد كوردستان، أو أن يرغب الزعماء الكورد بذلك.
س: هناك الكثير من الجدال حول كرسي الرئيس مسعود البارزاني، ما هو رأيك في هذا السياق؟
كارنر: طالما أن هناك حرباً وأزمة اقتصادية وأزمة لاجئين، فإننا بحاجة لرئيس قوي، وبرأيي فإن السيد البارزاني هو ذلك الرئيس، وعقب انتهاء الأزمات، من الضروري أن تكون هناك انتخابات، وتكون هناك عودة إلى أوضاع ما قبل الحرب، وطالما أن هناك حرب، فإن من الأفضل أن يستمر البارزاني بمهامه، لأنه رئيس قوي ولديه إمكانيات جيدة.