Rojava News: يصف نائب رئيس إقليم مالوبولسكا الذي يعتبر أحد أكثر الاقاليم البولندية تطوراً، نفسه بأنه صديق مقرب لكوردستان، مشيراً الى أنه ما دامت العلاقات بين الاقليمين بدأت في مجال الجامعات فسيكون لها مستقبلاً زاهراً واساسا متيناً.
وعبر فويتشخ كوزاك عن أمله بأن يقوم رئيس اقليم كوردستان مسعود البارزاني بزيارة مالوبولسكا، "للحديث عن تعزيز العلاقات عن قرب"، وفي هذه المقابلة التي اجرتها شبكة رووداو الاعلامية معه، يتحدث كوزاك عن التبادل التجاري بين الجانبين وملف النازحين والعديد من القضايا الأخرى.
س: ما هو دور اقليم مالوبولسكا في بولندا؟
مالوبولسكا هو أحد أقاليم بولندا الـ16، ويعيش 8% من سكان الدولة فيه. ويصل ما ينتجه الاقليم من 12-14% من جميع ما تنتجه البلاد. وهو اقليم متطور يضم 23 منطقة اقتصادية التي تمول جميعاً من قبل موازنة الدولة وموازنة الاتحاد الأوروبي، وهي لن تواجه اي مخاطر في الاعوام المقبلة، فموازنة الدولة مستقرة، حتى حينما واجهت اوروبا ازمة مالية لم تتأثر بولندا بها، وذلك لأن المعامل والشركات الموجودة تنتج بضائعها بشكل مستمر دون اي خلل.
س: هل يمكنكم انشاء علاقات اقتصادية وتجارية ودبلوماسية مباشرة مع بقية الاقاليم والدول في العالم؟
بالتأكيد لقد انشأنا علاقات اقتصادية مع الدول والاقاليم بموافقة وزارة الخارجية وهذا ما يحصل دائماً. اذا ما رجعنا للتاريخ فإن بولندا لم تكن موجودة على الخريطة لمدة 123 عاماً، كنا نحاول الاستقلال. وبعد انهيار جدار برلين استطعنا خلال 26 عاماً من الخير والتنمية استغلال ثرواتنا والقيام بالانتاج، ليس هذا وحسب بل ركزنا كثيراً على الخدمات الاجتماعية.
س: رأيت لوحة معلقة في السوق كتب عليها "مالوبولسكا.. عاصمة الرحمة الالهية"، هل هذا دليل على شعور سكان الاقليم بالرضا؟
لدينا التزامات أمام أوروبا والعالم، بأن نكون منفتحين ونساعد الاخرين، وان نقدم المساعدات الانسانية، لم يمر حدوث كارثة طبيعية في اي مكان دون ارسال طاقم من الاقليم لانقاذ الضحايا، نحن لسنا اقوياء جداً من الناحية الاقتصادية، لكننا نستطيع تقاسم رغيف الخبز مع المحتاجين.
س: يقال انكم ارسلتم دعوة لرئيس اقليم كوردستان، مسعود البارزاني، لزيارة مالوبولسكا، متى ارسلتم هذه الدعوة؟
كان ذلك في المنتدى الاقتصادي، وكان من المهم ان نتحدث وجهاً لوجه عن القضايا الاقتصادية، وليس عن بعد كما يحصل الآن، لتكون فرصة أخرى لتعزيز العلاقات والمساعدات والتفاهمات الاقتصادية وتبادل الطلبة والجانب العلمي، وهي المواضيع التي تحدثنا عنها خلال زياراتي الى كوردستان، ومن الضروري دعوة رئيس اقليم مالوبولسكا والاقاليم الاخرى الى كوردستان في اي وقت.
س: ما هي القضايا الرئيسية التي تودون مناقشتها مع البارزاني الآن؟
اتمنى ان يتم ارساء السلام والاستقرار قريباً في كوردستان، ويجب أن تبدأ كوردستان بالتنمية من الناحية الاقتصادية بشكل دقيق وذكي، حينما كنت في كوردستان انبهرت بالبرنامج التربوي المهم الموضوع للتعليم، لكن الخطوة الثانية يجب ان تكون العمل على الجانب الاقتصادي والتجاري. لدى اقليم مالوبولسكا الكثير من القدرات في المجالات الصناعية والتقنية، ويمكن ان نلعب دوراً مهماً في اعادة بناء كوردستان التي أتمنى أن تصبح دولة بأقرب فرصة.
س: زرتم اقليم كوردستان خلال الفترة الماضية، ما هي مشاهداتكم هناك؟
لدينا الكثير من النقاط المشتركة، مثل تعدد القوميات وكما قلت في السابق باننا خضعنا للاحتلال لمدة 123 عاماً، رأيت أن في كوردستان شعباً يريد ان يتنفس وأن يقرر بشأن هويته، ومن جهة أخرى رأيت الدمار الذي حل بكوردستان على يد النظام السابق. لقد التقيت برئيس الجامعات وتحدثت معه عن كيفية ترميم الاقليم واعادة الجمالية اليه. ولا ازال اتذكر ضيافة الكورد وهي نقطة مشتركة بين مالوبولسكا وكوردستان.
س: ما هي مستوى علاقات بولندا مع اقليم كوردستان؟
كان لنا دورٌ في تحرير العراق وكوردستان، كما نحن مستعدون لاعادة اعمار كوردستان ومساعدته.
س: برأيكم هل تعد العلاقات الاقتصادية والتجارية لاقليم كوردستان مع الدول الغربية مفتاحاً لتعزيز الروابط الدبلوماسية مع الخارج؟
ان ظروف التنقل اصبحت ميسرة الآن بحيث تتيح الذهاب الى الجانب الآخر من العالم في غضون ساعات، اعتقد ان التبادل الثقافي مهم جداً، في كل عام انا ارى احتفالات نوروز، وارى انه من الجيد نشرها ليطلع عليها المزيد من الناس. وفي مجال الاقتصادي، اقليمنا غني بالمنتجات الغذائية وخاصة اللحوم، المنتجات المحلية البولندية كثيرة جداً، والجهة الرئيسية لشراء منتجاتنا هي المانيا، وعبر تجارة الغذاء نستطيع ملء حاجة أسواق كوردستان. كما أن لحوم الابقار البولندية ارخص بكثير وذات جودة افضل من اللحوم التركية، ويمكن الاستفادة من هذا الجانب، ونحن الاول في اوروبا بالنسبة لمنتجات الدواجن، ويمكننا اغناء مائدة طعام كوردستان بالدجاج واللحوم الحمراء البولندية.
س: لدى اقليم كوردستان ممثلية في بولندا، ما هي علاقتكم مع ممثلية كوردستان هنا؟
كانت لدي الفرصة سابقاً للتعمق في القضية الكوردية، كثيراً ما تناقشنا في اتصالاتي مع ممثل حكومة اقليم كوردستان، زياد رؤوف، كما كانت لدي الفرصة للتعرف على السفير، اعتقد انه يمكن اتخاذ خطوات اخرى عبر هذه الممثلية، وكانت زيارتي المباشرة الى كوردستان مهمة جداً لنا، حيث انها ساهمت في تقديم المساعدات لها على الرغم من قلة تلك المعونات.
س: هل لديكم علاقات مع أجزاء كوردستان الأخرى أم أنها تقتصر على اقليم كوردستان فقط؟
ليست لدينا علاقات من هذا النوع، ونحن نملك اتفاقية تعاون مع اقليم كوردستان العراق في مجال التعاون الثنائي والتبادل العلمي والاقتصادي، وهي تحتوي على نقاط متعددة يعمل العمل عليها كما يكمن اضافة تفاصيل أكثر اليها.
س: قبل 5 أعوام، ابرمت اتفاقية اقتصادية وتجارية بينكم وبين اقليم كوردستان، هل دخلت حيز التنفيذ؟
الاتفاقية واسعة جداً وتضم جميع الجوانب الثقافية والاقتصادية وحان الوقت لزيادة ملاحق ونقاط جديدة اليها، حينما كنا مع الوفد استطعنا مناقشة الوضع العلمي وتبادل الطلاب وحينها كان رئيس احدى جامعات كراكوف حاضراً، فهناك امكانية للدراسة باللغة الانجليزية في اغلب الاقسام، ويمكن لبولندا استقبال الطلاب الكورد كما تفعل بريطانيا والدول الأوروبية الأخرى.
س: برأيكم كيف يمكن تفعيل الاتفاقية؟
خلال الزيارة التي أجراها وفدنا، تحدث عن استيراد البضائع وتصديرها بين بولندا وكوردستان، والآن هو الوقت الأفضل لذلك، لدينا قدرات كبيرة على التصدير، وبالمقابل لديكم مصادر اقتصادية مهمة بالنسبة لنا، وهذا الامر يحتاج الى جهود مكثفة، ويجب العمل عليها في أقرب وقت.
س: يواجه اقليم كوردستان ازمة مالية قاسية، هل ترغبون بتقديم المزيد من المساعدات للنازحين في الإقليم؟
لا شك أن النازحين شكلوا عبئاً ثقيلاً على اقليم كوردستان، وهي مشكلة تواجه أوروبا أيضاً، من المقرر أن تستقبل أوروبا النازحين المسيحيين وهو ما تعمل عليه. لكن لا توجد مثل هذه الخطة في بولندا، واللاجئون الموجودون في بولندا يريدون العبور الى الغرب باقرب وقت، اعتقد انه يجب على اوروبا ان تساعد الدول التي تواجه مشكلة اقتصادية او تنموية، لتخفيف عبء النازحين عليها.
س: يوجد الآن عدد كبير من الطلاب الكورد في بولندا وفي مالوبولسكا تحديداً، والعديد منهم يعودون الى كوردستان وهم يحملون شهادات رفيعة، هل تعتزمون تخصيص المزيد من المقاعد الدراسية للطلاب الكورد؟
لا استطيع ان اقدر ايهم اكثر الطلاب الكوردستانيين أم العراقيين، لكن يوجد هنا عدد من الطلاب، ونظام تحديد مقاعد دراسية وتوفير الاموال لهم يعود للجانب الكوردي. أبواب جميع الجامعات مفتوحة أمام الطلاب. وبعد زيارة رئيس الجامعات الى كوردستان، يمكن الان تطبيق التفاصيل، فاقليم مالوبولسكا يخصص 8000 زمالة دراسية للطلاب سنوياً، ويمكن للطلاب الكورد الاستفادة منها، كما أن اقليمنا يساعد الطلاب القادمين من الخارج كثيراً.