Rojava News: أكد وزير خارجية المجر، بيتر سيارتو، في مقابلة أجراها معه مراسل رووداو، مجيد نظام الدين في امريكا بأن مسؤولية القضاء على تنظيم داعش هي مسؤولية عالمية، مؤكداً عن استعداد بلاده بالإبقاء على قواتهم في إقليم كوردستان لنهاية عام 2019.
وفيما يلي نص اللقاء:
س: نبدأ معك اسئلتنا حول الحرب ضد داعش، فمن الواضح ان قواتكم قد ساهمت بشكل كبير في دعم مقاتلي البيشمركة والقوات العراقية في مواجهة داعش، كيف يتم الدعم في الفترة الحالية؟ وهل سيستمر دعمكم بعد التخلص من عناصر داعش وإستعادة الموصل بالكامل؟
لقد كنا اعضاءً مساهمين في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش ومنذ بداية تأسيسه، فنحن نعتبر هذا التنظيم من اخطر التهديدات على العالم المتحضر، وحالياً يوجد 150 جندي من قواتنا في اربيل ويعملون كقوة حماية، وايضاً كمدربين، وستنتهي مهمتهم خلال هذا العام، لذلك من المتوقع ان يقرر البرلمان تمديد بقاء هذه القوات حتى نهاية 2019 و زيادة اعدادهم الى 200 عنصر، بالإضافة الى التوسع في وظائفهم وتقديم المشورة والمساعدة ايضا إضافة الى التدريب، فكما تعلمون فقد قدمنا الأسلحة والذخائر لقوات البيشمركة، وسنواصل هذا الاسهام، لأن محاربة تنظيم داعش ليست مسؤولية الكورد والعراقيين فقط، بل هي مسؤولية عالمية ويجب ان نشارك بها جميعاً.
س: حول تمديد بقاء قواتكم لغاية 2019، هل هذا يعني بأنكم تتوقعون ان تستمر الحرب مع داعش لغاية عام 2019؟
نحن نتمنى ان تنتهي قبل هذا التاريخ، ولكننا نود ان نكون حلفاء على مدى اطول، ولذا قررنا البقاء لمدة سنتين اضافيتين، ومستعدون للبقاء بعد تحرير مدينة الموصل ايضاً.
س: بالنسبة الى الأسلحة التي ارسلتموها الى إقليم كوردستان، هل كانت عبر الحكومة العراقية في بغداد؟
بطبيعة الحال، نحن لدينا اتفاق مع الحكومة العراقية، ولا نريد ان نتسبب بالمتاعب لأنفسنا، ولكم ايضاً، ونعرف جيدا بأنم هذا الوضع حساس جداً، ولكننا نأمل بأن تكون هناك اتفاقات بين اربيل وبغداد وبطرق سلمية في سبيل المصالح المتبادلة.
س: لقد اعلن رئيس الوزراء في بلدكم قبل عامين عن دعمه لإعلان الإستقلال في إقليم كوردستان، هل لا تزال المجر على نفس الموقف لحد الآن؟
انتم تعلمون بأننا نحاول دائما تجنب التدخل في القضايا الداخلية للبلدان الأخرى، ونحاول ان نتجنب التسبب بزعزعة الإستقرار لأية دولة، اننا نترك الأمر بيدكم انتم، وللعراقيين ايضا لكي تصلوا الى اتفاق.
س: انت تقول بأننا سوف نترك الأمر بيدكم، والكورد ماضون الآن لإجراء الإستفتاء وإعلان الإستقلال، كيف سيكون رد فعل المجتمع الدولي برأيك؟
لقد تعلمت شيئاً خلال مسيرتي وهي ان الجمل التي تبدأ بـ إذا لا يوجد لها اي معنى في السياسة او في الرياضة، لذلك أود ان اتجنب الخوض في التنبؤات حول هذه المواضيع، ولكن دعونا نعود للوضع قليلاً، فقد التقيت مع رئيس الوزراء العراقي وسألتقي مع رئيس الوزراء في حكومة إقليم كوردستان، ونحن لدينا علاقات جيدة جداً معهم، وهذا يعني أن الطرفان يريدان السلام، واعتقد بأنه يمكن التفاوض على هكذا امور بعد هذا الموقف.
س: يقولون بأن السبب الرئيسي في ظهور داعش كان بسبب انسحاب القوات الأميركية في 2011، هل تعتقد بأن وجود عسكري دائم أو طويل في العراق سوف لن يسمح بظهور داعش من جديد؟
اننا سعداء جداً لأن ادارة ترمب قد اخذت مسألة محاربة الإرهاب على محمل الجد، وهذا بدوره سيعود بالفائدة على العالم بأسره، فعلينا ان نتأكد من عدم ظهور او انشاء مثل هذه المنظمة في المستقبل، ولكن كما تعرف فأن وجود اي قوات اجنبية على اراض لدول اخرى يجب ان تتم بعد اتفاقات،وقد كانت هناك بعض القرارات على المستوى الدولي قد ادت الى نشوء حالة غير مستقرة في شمال افريقيا ومنطقة الشرق الاوسط، لذلك يجب ان نتفهم الأمر جيداً حينما يتعلق الأمر بالسياسة العالمية، وان نفهم بأن هناك ثقافات وأديان وتقاليد مختلفة، وكلما اتخذنا قرارات بشأن السياسة الدولية، علينا ان نكون على بينة من النتائج، ولهذا فأن إرسال اي قوات إلى مكان ما أمر سهل نسبيا، ولكن خلق السلام على المدى الطويل وضمان الاستدامة والتقدم في بلد ما هي مسألة أخرى لذلك انا لدي بعض الشكوك وعلامات الاستفهام حول السياسة الخارجية الأمريكية في ظل الإدارة الديمقراطية، وأعتقد أن إدارة أوباما قد ارتكبت أخطاءً كبيرة بما يتعلق بشمال أفريقيا أو الشرق الأوسط.
س: هل يمكنك ان تبين لنا بعض الأخطاء التي تسببت بها إدارة اوباما؟
نعم وأعتقد أننا يجب أن نركز على الحل في البداية، والحل لن يأتي إلا إذا كان هناك اتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا، ومصلحة المجر هي مصلحة أوروبا الوسطى التي لا نريد أن يكون لها علاقة عدائية مع روسيا أوالولايات المتحدة، لأن التاريخ علمنا أنه كلما كان هناك صراع بين روسيا والولايات المتحدة، فأن دول الوسط الاوروبي تكون هي خاسرة، ونحن لا نريد أن نكون الخاسرين بعد الآن، لذلك نحن نبحث عن علاقة أكثر واقعية بين الولايات المتحدة وروسيا لأنه بدون اتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا، فإن العديد من هذه الصراعات الدولية التي تطرقنا إليها لن تحل ابداً.
س: هناك اجماع كبير يقول بأن الحرب في سوريا كانت سببا في خلق هذه الفوضى، وهناك اقتراحات بالإتفاق بين تركيا وروسيا وايران في استانه لإنشاء مناطق آمنه داخل سوريا، كيف تنظرون الى هذا الاقتراح؟
أننا نرحب بجميع أنواع المبادرات التي تقربنا من السلام في سوريا، والتي تجعل الناس يعيشون في بلادهم آمنين، لذلك اذا تمت فعلا اتخاذ هذه الخطوة في اجزاء من سوريا ، فأعتقد بأن هذا تطور ايجابي.
س، هل تعتقد بأن تركيا قدمت ما يكفي لكي تمنع تدفق اللاجئين إلى أوروبا؟
نعم وبكل تأكيد، فقد اوضحنا منذ البداية بأننا نستطيع التوصل إلى اتفاق مع تركيا، ولكن هذا ليس هو الحل النهائي، ولكن افضل الحلول هي ان تتمكن اوروبا من حماية نفسها، وفي الوقت الراهن وضعنا امن أوروبا في ايدي ارئيس التركي وحكومته، ولدينا علاقات ثنائية جيداً معهم، إلا ان اوروبا غير مستعدة أو غير قادرة على حماية نفسها، وكان ينبغي علينا أن نستفيد من هذه الفترة عندما لا يكون هناك مهاجرون قادمون بسبب الاتفاق مع تركيا، وكان ينبغي لنا أن نتمكن من أن نكون قادرين على حماية أنفسنا، وإذا غادر اللاجئون أو المهاجرون تركيا الآن، فإن المقام الأول الذي يتم إيقافهم فيهه ستكون الحدود الجنوبية للمجر.