الفنان المتألق جهاد سليمان وصراعه مع النجاح

الفنان المتألق جهاد سليمان وصراعه مع النجاح

 6:57:38 PM

أجرى موقع  RojavaNews لقاءاً مع  الفنان العفریني المتألق، الذي یتمیز بالرغم من وضعه الصحي الخاص - من ذوي الاحتياجات الخاصة - بأخلاقه وأدبه وسلوكه الإنساني الرائع، إضافةً إلى صوته العذب وأدائه الرائع على آلة البزق وصوته العذب في إحياء الحفلات الاجتماعية الخاصة وحضوره القوي في المناسبات القومية وخاصة عيد نوروز، حيث بدأ بسرد حديثه عن حياته الشخصية ومسيرته الفنية وظروف حياته المعيشية كما يلي:

يقول الفنان عن حياته الشخصية:  "اسمي جھاد محمد أمین سلیمان،  من مواليد عام 1969م قربة "كوران" التابعة لناحية جنديرس/ منطقة عفرين ، بعدها انتقلت للعيش في مدينة حلب وهناك عملت في ورشة لصناعة الأحذية إلى جانب العمل ضمن الفرق الفنية، وبسبب الحرب والأحداث الأليمة في سوريا انتقلت إلى قريتي مرة أخرى للعيش هناك، وخلال مسيرة حياتي لم تكن الإعاقة الجسدية سبباً في إعاقة نجاحي فلم أستسلم للمرض ولم أيأس من إعاقتي الجسدية المبكرة، بل استطعت بإرادة صلبة وعزيمة فولاذية تحقيق نجاح ما في حیاتي الفنية، فقد حققت حتى الآن قسماً كبيراً مما خططت له وأنا حالياً أعمل وسوف أعمل لتحقيق كل ما أحلم به وأطمح إليه."

 وبقول بخصوص اهتماماته الفنية: "عشق العزف على آلة الطنبور ولد وكبر معي، وفي السنة التاسعة من عمري بدأت بزيارة عملاق العزف في عفرين؛ العم آدیك الذي كان يسكن قريتي كي أشاهده وھو یعزف، وعندما رأى اهتمامي وتعلقي الشديدين بهذه الآلة، أهداني طنبوراً سقط من يدي ذات یوم وتحطم، كما كنت أزور بيت خالي محمد حاج سیدي الذي كان عازفاً على آلة البزق ھو الآخر ليشاهدني أثناء العزف،  وقد كنت أستغل فرص خروجه من البیت لأعزف على طنبوره، وعندما رآني فرح لذلك وأهداني طنبوراً في بیته، ولكنه نسي أنني لا أستطيع حمل ھذه الآلة كوني من ذوي الاحتیاجات الخاصة فأرسلها ذات یوم مع والدتي التي استلمت منه ھدیتي وھي تبكي ولسوء الحظ سقط  وتحطم أيضاً."

 وبخصوص المرض وإعاقته الجسدية التي تجبره بالتنقل على دراجتة الھوائیة الكهربائية ذات الأربعة العجلات يقول: "لقد أصبت بمرض عرضي في طفولتي المبكرة نقلت إثر ذلك إلى المدینة للمعالجة فأعطاني طبیبي حینھا عدداً من الحقن، وفي قریة مثل قریتي وفي تلك الفترة  من عام 1971م لم یكن ھناك ممرض أو طبیب یمكنه غرز الحقنة في جسدي فتكفلت جدتي المرحومة حسنة بذلك، ولكن لم یعرف أحد بأن تلك الحقنة سوف تغیر مجرى حیاتي بالكامل فقد أخطأت في عملھا فأصبت إثر ذلك بشلل في رجلي اليمنى وتحولت منذ تلك اللحظة  إلى شخص من ذوي الاحتیاجات الخاصة."

وحول تأثيرات الإعاقة في حیاته یقول: "الإنسان نوعان في مثل ھذه الحالات: الأول یستسلم للمرض وتنخفض معنویاته ویعیش منعزلاً عن الآخرین وبالتالي یعجز عن تحقیق طموحاته  وأحلامه  فتموت أحلامه  وتبقى مدفونة في داخله،  والنوع الثاني: یملك إرادة صلبة وعزیمة فولاذیة وبنتیجة ذلك یتحدى ویتغلب على كل الصعوبات والعراقیل التي قد تصادفه  في حیاته  ویصبح مرضه  ھذا سبباً لتحقیق النجاح والإبداع. وأنا كشخص اخترت الطریقة الثانیة منذ صغري فوضعت في مخیلتي برنامجاً خاصاً بحیاتي وعملت على تحقیقه على أرض الواقع وقد حققت جزءاً كبیراً من ذلك البرنامج وما زلت أعمل لتحقیق كل طموحاتي على الرغم من كل الصعوبات والعقبات."

وعن أهم الفنانین الذین تأثر بھم في بدایاته الفنیة یقول الفنان والعازف جھاد سلیمان: "طبعاً في فترات لاحقة من حیاتي أتقنت العزف على آلة الطنبور، تحولت إلى الغناء وكان ذلك في بدایة التسعینیات من القرن الماضي، حیث انضممت إلى فرقة بھار الفنیة التراثیة عزفاً، والذین تأثرت بھم في مجال العزف على آلة الطنبور كان (العم آدیك) بلا منازع، أما في مجال الغناء فھم كثر وفي مقدمتھم الفنان الكردي الشھیر شفان، محمد شیخو،  آرام دیكران، جمیل ھورو وأبو صلاح."

أما عن نتاجه الفني والتكريمي فيقول: "في عام 2003 صدر أول كاسیت فني لي تضمن ثماني أغان توزعت كلماتھا وألحانھا بیني وبین الشاعر بریشان، ونلت شھادة تقدیر من موقع تیریج عفرین الثقافي ومنذ تلك الفترة أشارك في أفراح أبناء منطقتي، وكذلك في مختلف المناسبات وفي مقدمتھا عید نوروز، وفي عام  2013 م شاركت في الجزء الرابع من أغنیة تیریج عفرین إلى جانب مجموعة من فناني المنطقة وقد نلت على إثرھا شھادة تقدیر من موقع تیریج عفرین الفني والتراثي بإدارة الأستاذ عبد الرحمن حاجي عثمان العضو في الجمعیة العلمیة السوریة للمعلوماتیة لجھودي في إحیاء تراث وفلكلور منطقة عفرین، كما أجرت فضائیات مختلفة لقاءات فنیة معي تناولت جوانب مضیئة في تجربتي الفنیة والاجتماعیة وقصة نجاحي وتغلبي على كل المعوقات التي قد تعترض شخصاً من ذوي الاحتیاجات الخاصة في حیاته، كما تلقیت العدید من الدعوات من خارج سوریا."

وفي الأخير أبدى رأیه  حول وضع الفن والموسیقى في منطقة عفرین قائلاً: "ھناك أغاني الأعراس وھي دارجة حالیاً، وعلى الرغم من أنھا موسیقا عابرة في حیاتنا اليومية، لكنھا تبقى لوناً من ألوان الغناء الذي یؤدیه جمیع فناني ومطربي المنطقة لأسباب مادیة، وفي عفرین الیوم الكثیر من العازفین الكبار ومن ذوي الحناجر الذھبیة الشابة الذین یتعلمون ویعلمون الموسیقا بشكل علمي سلیم، وأعتقد أن لھم مستقبلاً مشرقاً في الخارطة الفنیة الموسیقیة في المنطقة. وفي الآونة الأخيرة قمت بتدريس أصول العزف والغناء للأطفال والشباب  بمركز باسم ( آديك) تخليداً لذكرى ذلك الفنان العفريني الفلكلوري الرائع في ناحية جنديرس."

 

Rojava News 

Mobile  Application