بعد حديث القاصرة نورمان خليفة المنشقة عن حزب الاتحاد الديمقراطي باسمها الصريح لمجلة فوكس الألمانية ، عن كيفية اختطافها من مدرستها من قبل مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي ، التقاها موقع كوردوتش وأجرى معها الحوار التالي :
نورمان ابراهيم خليفة، تلميذة مدرسة:
«قالوا لها: رصاصة الـPKK هذه أفضل منك ! ثم قاموا بإطلاق الرصاصة في رأسها»
كردووتش: نورمان ابراهيم خليفة، مواليد الحسكة 2001 ، كانت تبلغ من العمر 13 عاماً وتلميذةً في الصف التاسع، حينما اختطفها حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) وأخذها إلى معسكر التدريب العسكري لحزب العمال الكُردستاني (PKK) في كوردستان العراق. هناك سيتم تدريبها لتصبح مقاتلة (كريلا). لكنها تمكنت من الهروب بعد شهر ونصف . منذ استلام حزب الاتحاد الديمقراطي للسلطة في كوردستان سوريا تتكرر عمليات تجنيد القاصرين بدون رغبة ذويهم ويتم إرسالهم إلى جبهات القتال. نورمان ابراهيم خليفة هي الضحية الأولى التي تتحدث إلى موقع كردووتش عن تجربتها. هي تعيش حالياً في مكان غير معلن عنه في أوربا.
كردووتش: ما هو اسمك ومتى ولدت؟
نورمان ابراهيم خليفة: اسمي نورمان ابراهيم خليفة وتاريخ ميلادي هو 1 كانون الثاني (يناير) 2001.
كردووتش: متى التحقتِ بحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) ؟
نورمان ابراهيم خليفة: قبل أن أنهي الصف التاسع.
كردووتش: كيف حصل التّواصل بينك وبين حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) ؟
نورمان ابراهيم خليفة: عبر الأصدقاء والمعلمين، كانوا يذهبون إلى اجتماعاتهم وهذا خلق لدي الرغبة للتعرّف على الحزب.
كردووتش: هل كان هؤلاء المعلمون قد تمّ تعينهم حديثاً أم أنّهم معلمون قدماء في المدرسة؟
نورمان ابراهيم خليفة: كانوا معلمين جدد، موظفين جدد.
كردووتش: كم معلماً كانوا من أتباع حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) ؟
نورمان ابراهيم خليفة: حوالي 75% منهم تقريباً.
كردووتش: معلمون ومعلمات؟
نورمان ابراهيم خليفة: نعم
كردووتش: كيف اتخذتِ قرارك بالالتحاق بهم؟ هل بادروكم بالحديث وقالوا لكم، يجب أن تذهبوا إلى معسكر التدريب والتعلم على كيفية استخدام السلاح؟
نورمان ابراهيم خليفة: بصراحة حصلت لدي الرغبة، للانضمام إليهم. ولكن كنت أرغب في الحقيقة فقط الذهاب إلى أحد اجتماعاتهم. ولكنهم قاموا بوضعي في سيارة وأخذوني إلى ديرك (المالكية).
كردووتش: هل كنت تريدين في الواقع فقط حضور أحد اجتماعاتهم وهم أخذوكِ إلى معسكر التدريب ؟
نورمان ابراهيم خليفة: نعم، لم يتم أخذي إلى الإجتماع وإنما تم أخذي إلى (ملا ميرزي)، هناك يوجد معسكر تدريب عسكري سري.
كردووتش: ولكنهم أخبروكِ أنهم سيأخذونكِ إلى معسكر تدريب أليس كذلك ؟
نورمان ابراهيم خليفة: لا، فيما بعد علمت أنّه تمّ أخذي إلى معسكر للتدريب. في الطريق شاهدت شقيقي من نافذة السيارة التي أتواجد فيها، ناديته وضربت نافذة السيارة. ولكن الكادر، وكانت امرأةً قالت [للسائق]: « زِد سرعة السيارة، شقيقها قادم». وحينما استمريت في ضرب نافذة السيارة بيدي، قاموا بضرب مؤخرة رأسي بقاعدة البندقية، وفقدت الوعي واستيقظت فشاهدت نفسي في معسكر التدريب.
كردووتش: هل كنتِ الوحيدة في ذلك اليوم التي أرادت حضور الإجتماع، أم كان هناك آخرون معك؟
نورمان ابراهيم خليفة: نحن كنّا نريد بعد الحصة الدراسية الذهاب سويةً مع معلمينا إلى الإجتماع. قالوا لنا أنّهم سيذهبون إلى اجتماعٍ وأنا قلت حسناً سأذهب معكم. ولكن لم أشارك في الإجتماع وإنّما تم أخذي إلى ديرك (المالكية).
كردووتش: كم تلميذاً كُنتُم أنتم؟ هل تمّ أخذكم في سيارة أم حافلة (باص) إلى هناك؟
نورمان ابراهيم خليفة: في سيارة عادية. كنت لوحدي. حينما كنت في ديرك، التقيت مجدداً بأصدقائي. سألتهم، ماذا تفعلون هنا، فأجابوني: «نحن قمنا بالإنضمام إليهم. »
كردووتش: هل قيل لهم أيضاً أنّه سيتم أخذهم إلى الاجتماع؟
نورمان ابراهيم خليفة: لا، هم كانوا قد إتخذوا قرارهم بذلك.
كردووتش: كم المدة التي مكثتم فيها في ديرك؟
نورمان ابراهيم خليفة: ليس في ديرك، وإنّما في (ملا ميرزي) بقينا هناك خمس أيام.
كردووتش: ماذا فعلتم في هذه الأيام الخمسة هناك؟
نورمان ابراهيم خليفة: كنّا نستيقظ الساعة 03:30 صباحاً. من الساعة 03:30 وحتى 07:00 نقوم بالتمارين الرياضية. في 07:00 نقوم بالإفطار، وبعدها كانت الدروس حتى الساعة 09:00 مساءً يتخللها نصف ساعة استراحة.
كردووتش: ماذا كانوا يعلّمونكم في الدروس؟
نورمان ابراهيم خليفة: في هذا الأسبوع كان يعطينا الدروس كل من جمعة، و رشيد وآخرون. أنا لا أستطيع تذكّر ماذا كان يعطى في تلك الدّروس بالضبط.
كردووتش: قيل أنّه كان يتم في الدروس التي تتلقونها تصوير الوالدين بشكل سيء حتّى لا يحاول الشباب التواصل معهم. هل كُنتُم تتلقون هكذا دروس؟
نورمان ابراهيم خليفة: حينما وصلت أنا إلى هناك قيل لي، «انسي عائلتكِ».حينما يقولون شيئاً كهذا، فهذا يعني أنّهم حزب غير جيد.
كردووتش: ماذا كُنتُم تأكلون هناك؟
نورمان ابراهيم خليفة: كان يقدم لنا على الإفطار الزيتون وكانت المدة المسموحة للإفطار هي فقط أربع دقائق. وجبة الظهيرة كانت تقدم لنا وجبة برغل وكانت المدة المسموح فيها تناول الوجبة أيضا أربع دقائق. في المساء كان يُقدم لنا المعكرونة ولكن معنا فقط دقيقتان لتناولها.
كردووتش: هل كنتم تشبعون من الأكل خلال الأربع دقائق أو الدقيقتين؟
نورمان ابراهيم خليفة: بالطبع لا ولكن كنّا مجبرين على ذلك.
كردووتش: كيف كان الأسبوع الأول؟ هل تلقيتم تدريبات عسكرياً أيضاً أم تثقيفا سياسياً فقط؟
نورمان ابراهيم خليفة: في البداية كنّا نتلقى فقط تثقيفاً سياسياً، ولكن حينما كانت العائلة تتوقف عن السؤال عن أبنائها حينها كان يتم البدء بتدريب الشخص عسكرياً.
كردووتش: كيف كان المكان الذي كنتم تقيمون فيه وتقومون بممارسة الرياضة فيه؟
نورمان ابراهيم خليفة: كان يتم فصل الرجال عن النساء، والرياضة كنّا نقوم بها في الخارج.
كردووتش: ماذا كنتم تقومون به أثناء الرياضة؟
نورمان ابراهيم خليفة: المشي لثلاث أو أربع ساعات.
كردووتش: كم تلميذ مدرسة كانوا في المعسكر العسكري، وكم منهم كانوا في عمرك؟
نورمان ابراهيم خليفة: في عمري كان هناك حوالي عشر تلاميذ، و كان هناك بشكل إجمالي حوالي خمسين شخصاً.
كردووتش: كنتم هناك معزولين عن الرجال؟
نورمان ابراهيم خليفة: لا، كنّا نتناول الطعام، و نمارس الرياضة ونأخذ الدروس سويةً. كنّا فقط ننام مفصولين عن بَعضنَا البعض.
كردووتش: متى كنتم تذهبون إلى النوم؟
نورمان ابراهيم خليفة: عند الساعة العاشرة ليلاً. في الليل كنّا بالطبع نقوم بالحراسة أيضاً. بشكل متناوب ليلة نقوم بالحراسة لمدة ساعة والليلة التي تليها لساعتين وهكذا.
كردووتش: هذا يعني أنكم كنتم تنامون في اليوم مابين 3-4 ساعات فقط؟
نورمان ابراهيم خليفة: أنا لم أقم بحسابها ولكن هكذا كان تقريباً.
كردووتش: هل كان يتم إيقاظكم في الساعة الثالثة و النصف من صباح كل يوم؟
نورمان ابراهيم خليفة: نعم، الرفيقة الكادر كانت تأتي وتنادي (صباح الخير) والذي لا ينهض سيتم معاقبته.
كردووتش: ماذا كانت العقوبة؟
نورمان ابراهيم خليفة: العقوبة كانت منعك من الحديث مع أي شخص أو كان يجبر على عمل جسدي. أو كان يمنع من الأكل أو يجبر على غسل الأواني. هكذا كانت العقوبات.
كردووتش: كم المدة التي كان يمنع فيها الطعام عنه؟
نورمان ابراهيم خليفة: يوم أو يومين وفي أقصى الحالات ثلاث أيام.
كردووتش: ماذا كان يقال للأطفال الذين يشتاقون إلى والديهم ويرغبون بالعودة إليهم؟
نورمان ابراهيم خليفة: أنا كنت أحد هؤلاء حيث أردت فقط الحديث مع عائلتي. كنت أريد معرفة أحوالهم. لم يُسمح لي بذلك وقاموا بإرسالي ليومين إلى ديرك (المالكية)، وبعد ذلك أخذونا عبر النهر باتجاه كوردستان العراق إلى جبل (حافتانين)، وهناك بقينا.
كردووتش: ماذا علّموكم في الدّروس بعد الأسبوع الأول؟
نورمان ابراهيم خليفة: عادةً يحدّثوننا عن القائد، والشعب والمجتمع. ولكنهم لم يقوموا بفعله هنا بالمطلق. حدّثونا عن قصّة النساء فقط.
كردووتش: هل قمتم بأداء قسم أو ما شابه ذلك؟
نورمان ابراهيم خليفة: نعم، أقسمنا ثلاث مرّات أنّنا سنضحي بأنفسنا في سبيل حرّية القائد، حرّية كوردستان وهكذا.
كردووتش: كيف كنتم تتناولون الطَّعَام؟
نورمان ابراهيم خليفة: عادةً كانت هناك طاولةً طويلةً، وكنّا نتناول الطعام عليها ونحن واقفون. ولكن أحياناً كان يتم وضع الطعام على الأرض وهنا أيضاً كان يجب أن نتناول الطعام ونحن واقفون.
كردووتش: هذا يعني كان يجب عليكم دوماً أن تنحنوا أثناء تناول الطعام؟
نورمان ابراهيم خليفة: نعم.
كردووتش: لماذا كانوا يقومون بفعل هذا؟
نورمان ابراهيم خليفة: كي يتم تعليمنا حسب سياستهم.
كردووتش: كيف كان وضعكم في كوردستان العراق؟ كم شخصاً كنتم؟
نورمان ابراهيم خليفة: كنّا تقريباً 140 شاباً و 50 فتاةً.
كردووتش: هل تم نقل جميع الذين كانوا معكِ في المعسكر في سوريا إلى كوردستان العراق؟
نورمان ابراهيم خليفة: لا، [جميع الذين تمّ نقلهم إلى كوردستان العراق] تمّ جمعنا على النهر. كانوا حوالي 60 شخصاً الذين هم تقريباً في عمري وحوالي 40 طفلاً أصغر مني عمراً. جميعنا عبرنا النهر سويةً باتجاه كوردستان العراق.
كردووتش: أنا أتصور أنّه كان صعباً جداً للكثير من الأطفال الانفصال عن والديهم فجأةً. هل كانوا يقولون أنّهم مشتاقون إلى والديهم؟
نورمان ابراهيم خليفة: نحن لم نكن نملك الكثير من الفرص للحديث مع بَعضُنَا البعض بسبب الدّروس الكثيرة والتمارين الكثيرة. ولكن البعض كان يحدّثنا أنّه تمّ إجباره على الذهاب معهم ، وأنّه يشتاق إلى والديه ويريد العودة إليهم.
كردووتش: ألم تكونو تستطيعون الحديث مع بعضكم البعض في الليل أيضاً؟ كم كان عددكم في الغرفة الواحدة؟
نورمان ابراهيم خليفة: في الأسبوع الأول كنّا ستة عشر شخصا في الغرفة الواحدة. الحديث كان ممنوعاً. حينما كنّا ننام كان هناك حرس في الغرفة كي لا نتحدث إلى بَعضنَا البعض.
كردووتش: هل بقيت المجموعة التي عبرت النهر سويةً باتجاه كوردستان العراق مع بعضها أم تمّ فصلهم فيما بعد عن بعضهم البعض؟
نورمان ابراهيم خليفة: نحن توجّهنا سويةً إلى كوردستان الجنوبية وذهبنا إلى الجبل الأبيض، ثلثنا بقي هناك والآخرون أكملوا إلى (متين) مستمرين بعد ذلك إلى (حافتانين) ومرةً أخرة ذهب البعض الآخر إلى آرارات.
كردووتش: حينما عبرتم النهر ألم يكن هناك أي أحد من البيشمركة؟
نورمان ابراهيم خليفة: نحن عبرنا إلى الجانب الآخر بشكل غير قانوني ، و لم يكن هناك أي بيشمركة .
كردووتش: هل عبرتم النهر بشكل جماعي أم بشكل فردي؟
نورمان ابراهيم خليفة: كل ست أشخاص في قارب عبروا النهر.
كردووتش: هل عبرتم النهر في النهار أم الليل؟
نورمان ابراهيم خليفة: في الليل قبل آذان الفجر.
كردووتش: هل تمّ إخباركم أنّه سيتم أخذكم إلى كوردستان العراق؟
نورمان ابراهيم خليفة: لا، أنا كنت أعلم أنّ حزب العمال الكُردستاني (PKK) يفعل عكس ما يرديه المرء. [حينما كنت في ملا ميرزا]، قلت لهم أريد الذهاب إلى قنديل. كنت أريد البقاء في ذلك المكان الذين كنّا فيه [ملا ميرزا] لأنّه من هنا كنت سأتمكن من الهرب والعودة إلى عائلتي.
كردووتش: كيف كنتم تعيشون في المعسكر في كوردستان العراق؟
نورمان ابراهيم خليفة: لم يتغيّر شيء، على العكس هنا قاموا بالضغط علينا أكثر.
كردووتش: ماذا يعني ضغطوا عليكم؟
نورمان ابراهيم خليفة: لماذا يجب على فتاةٍ في عمري حمل أكياس من البطاطا وأسطوانات الماء؟ كان يجب علينا الذهاب مسافاتٍ طويلةٍ إلى مغارات المياه في الجبال وحمل أسطوانات ثقيلة من الماء على الظهر.
كردووتش: هل كانت هذه عقوبةً؟
نورمان ابراهيم خليفة: لا، كان يجب علينا جلب الماء لمعسكرنا. المياه كانت بعيدةً جداً. كان يجب يومياً إحضار الماء.
كردووتش: ألم يكن يوجد ماء في المعسكر؟
نورمان ابراهيم خليفة: لا، في البداية كان معسكرنا قريباً من نبع ماء، ولكن حينما قلت لصديقتين لي دعونا نهرب، قامت إحداهما بالإخبار عنّا. هنا قاموا بفصلي عن الآخرين. قاموا بنقلي أنا وصديقتي الأخرى إلى معسكر آخر، وهذا المعسكر الآخر كان يبعد كثيراً عن نبع الماء.
كردووتش: كم شخصاً كنتم في المعسكر؟
نورمان ابراهيم خليفة: في سلسلة جبال (غومله) كان هناك 14 قاعدة، في كل قاعدة كان يتواجد حوالي 140 شخصاً وأكثر.
كردووتش: من كان يقوم بتحضير الطعام؟
نورمان ابراهيم خليفة: كل يوم كان يتم تكليف شخصين منّا بذلك، دائماً فتاة وشاب.
كردووتش: هل كنتم تجيدون الطبخ؟
نورمان ابراهيم خليفة: لا على الإطلاق، ولكننا كنّا نأكل كل ما يتم تقديمه لنا.
كردووتش: ماذا كنتم تأكلون؟
نورمان ابراهيم خليفة: في الجبال كان يقدم لنا الزيتون في الصباح، أيضاً هنا كان يسمح لنا فقط تناولها خلال أربع دقائق فقط.
كردووتش: الزيتون مع الخبز؟
نورمان ابراهيم خليفة: بدون خبز.
كردووتش: فقط زيتون؟
نورمان ابراهيم خليفة: نعم.
كردووتش: هكذا لم تكونوا تستطيعون أن تشبعوا!
نورمان ابراهيم خليفة: بالتأكيد لم نكن نشبع، وحينما لم يكن هناك زيتون كنّا نتناول البطاطا الغير مطبوخة.
كردووتش: ماذا كانوا يقدمون لكم على الغداء؟
نورمان ابراهيم خليفة: يومياً البرغل.
كردووتش: فقط البرغل ، بدون أي شيء آخر؟
نورمان ابراهيم خليفة: لاشيء آخر معه.
كردووتش: هل كان الحال هكذا في ديرك (المالكية) أيضاً؟
نورمان ابراهيم خليفة: نعم في ديرك أيضاً.
كردووتش: هل كان يقدم مع الطعام الماء أيضاً؟
نورمان ابراهيم خليفة: لا، كان يجب علينا المشي مسافة كيلومتر إلى نبع الماء من أجل الحصول على كأس من الماء.
كردووتش: ماذا كان يقدم لكم على العشاء؟
نورمان ابراهيم خليفة: المعكرونة.
كردووتش: ماذا كان على المعكرونة؟
نورمان ابراهيم خليفة: لا شيء.
كردووتش: معكرونة بالملح؟
نورمان ابراهيم خليفة: بدون ملح أيضاً.
كردووتش: هل كان يوجد خبز؟
نورمان ابراهيم خليفة: كنّا نقوم بخبز الخبز مرةً واحدةً في الشهر وكان يجب أن يكفينا هذا. كنّا نتناول الخبز بدون أي شيء آخر. في الصبح حينما لم يكن هناك زيتون، كان يُقدّم لنا فقط الخبز.
كردووتش: هل كان يتم تعذيبكم؟
نورمان ابراهيم خليفة: في ذلك المساء في المرّة الأولى حينما حاولت أنا وصديقتي الهرب، قاموا باعتقالنا وأدخلونا السجن. أنا بقيت فقط يومين في السجن، ولكن صديقتي ظلت أربع أيام في السجن، وحينما خرجت من السجن كانت هناك جروح على جسدها. لقد تمّ ضربها، قاموا بضربها بالأحزمة والكابلات.
كردووتش: كم كان عمر صديقتكِ؟
نورمان ابراهيم خليفة: كانت في عمري، ثلاثة عشر عاماً.
كردووتش: هل تلقيتم تدريبات عسكرياً أيضاً؟
نورمان ابراهيم خليفة: تلقينا تدريبات نظرية على السلاح. فيما بعد تلقينا تدريبات على السلاح.
كردووتش: هل كان يتم تدريبكم عسكرياً بشكل يومي؟
نورمان ابراهيم خليفة: في أول أسبوعين لم يكن هناك تدريب عسكري. بعد ذلك يومياً بعد الإفطار وحتى الساعة 11 صباحاً كان هناك تدريب عسكري، بعدها كان موعد الغداء.
كردووتش: في الفترة التي كنتِ فيها عند حزب الPYD هل كان هناك أحدٌ غيرك حاول الهرب أيضاً؟
نورمان ابراهيم خليفة: قبل هروبنا بيومين، ساعدنا أنا وصديقتي سبعة أشخاص على الهرب، كان لديهم حراسة وبعدهم كان دورنا في الحراسة. قلنا لهم الآن بإمكانكم الهرب ونحن سنقوم بالحراسة. هم هربوا وفيما بعد جاءت مناوبة الحراسة التي بعدنا. بعد ذلك في الصباح تمّ افتقاد وجودهم. لم يقولوا لنا أنّهم هربوا بل ادّعوا أنّه تمّ نقلهم إلى مركز آخر.
كردووتش: هل حاول كثيرون الهرب؟ وهل هناك أشخاص تمّ اعتقالهم؟
نورمان ابراهيم خليفة: حينما وصلت للجبال كانت هناك فتاةٌ حاولت سبع مرات الهرب. وفي المرة الثامنة تمّ اعتقالها مجدّداً. تمّ جمعنا جميعاً، وتمّ عقد إجتماع في كامل المساء، ووضعوها على مسرح أمامنا وقالوا لها: أنت لا تستحقين رصاصة PKK هذه، وأطلقوا عليها الرصاص وقتلوها ثم رموها في النهر.
كردووتش: كم كان عمرها؟
نورمان ابراهيم خليفة: ثمانية عشر أو تسعة عشر عاماً.
كردووتش: كم المدة الزمنية التي بقيت فيها في الجبال؟
نورمان ابراهيم خليفة: وصلت إلى الجبال في 5 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014 وفي تاريخ 24 كانون الأول (ديسمبر) 2014 تركتهم وهربت.
كردووتش: كيف هربت ؟
نورمان ابراهيم خليفة: صراحةً لم أكن أملك الجرأة على الهرب. صديقتي ساعدتني. في المرة الأولى تمّ اعتقالنا وتم وضعنا في السجن. ليومين بقيت في السجن بدون أكل وشرب. في المرة الثانية سألنا أحد الشباب إذا كان يريد الهرب معنا، وذلك لأننا كفتيات لن ننجح في التمكن من الهرب لوحدنا، ولكن هو أيضاً خاننا وأبلغ عنا. كان من المفروض أن يتم نقل صديقتي إلى مكانٍ آخر، ولكن في الليلة التالية كانت صديقتي تقوم بنوبة الحراسة، وقامت بإيقاظي. قامت قبل ذلك بإلهاء الشباب، الذين كانت نوبة حراستهم تلي نوبتها. وبعد ذلك نزلنا من الجبال في الليل، مشينا حوالي 10 كيلومترات حتى وصلنا إلى إحدى القرى وهناك كان يوجد فقط منزلان مأهولان. دخلنا إلى أحدهما، حيث كانت تسكن إمرأةٌ كبيرةٌ في السّن. استقبلتنا الامرأة في منزلها حتى صباح اليوم التالي حيث تمّ تسليمنا إلى الحزب الديمقراطي الكوردستاني (KDP).
كردووتش: كيف استقبلكم KDP ؟
نورمان ابراهيم خليفة: كانوا لطيفين جداً، ونحن مدينون لهم بالشكر طوال حياتنا.
كردووتش: هل قاموا باستجوابكم؟
نورمان ابراهيم خليفة: قاموا بتوجيه الكثير من الأسئلة لنا، كانوا يريدون معرفة كل شيء.
كردووتش: أنت قلتِ كانت هناك فتاة تمّ قتلها، من أين كانت الفتاة؟
نورمان ابراهيم خليفة: من عفرين، اسمها الحزبي كان بريتان تولهيلدان.
كردووتش: هل تعرفين اسمها الحقيقي؟
نورمان ابراهيم خليفة: لا
كردووتش: تمّ إطلاق الرصاص عليها وقتلها أمام أعينكم؟ كم شخص كان يجب عليهم مشاهدة هذا المشهد؟
نورمان ابراهيم خليفة: كامل مجموعتنا، كنّا حوالي 140 شخصاً. قاموا بعقد الاجتماع لنا فقط بهدف إعدامها بالرصاص.
كردووتش: من قام بإطلاق الرصاص عليها؟
نورمان ابراهيم خليفة: أحد الكوادر، إمرأة كانت أعلى رتبة عسكرية في جبل حافتانين. اسمها برفين آكري، كوردية من كوردستان تركيا من بوطان.
كردووتش: هل كانت منذ زمن طويل مع الPKK ؟
نورمان ابراهيم خليفة: منذ حوالي ثلاثين عاماً.
كردووتش: هل قالت الفتاة شيئاً ما قبل أن يتمّ قتلها؟
نورمان ابراهيم خليفة: لا، لم تقل أي شيء. هم قالوا لها فقط: « رصاصة الـPKK هذه أفضل منك ! » ومن ثم أطلقوا الرصاصة في رأسها. كانت فتاةً هادئةً جداً، لم تكن تملك الثقة الكافية بنفسها ولذلك كان يتم الإمساك بها في كل محاولة هروب كانت تقوم بها، في المرة الثامنة التي أمسكوها قاموا بقتلها. نحن كنّا نريد تسليم الجثة لوالديها ولكن تمّ رفض ذلك. أنا وصديقتي قلنا لهم سنخبر أهلها أنّها قُتلت في المعارك، ولكنّ [برفين آكري] نظرت إلينا بغضب وقالت لنا: «لا شأن لكم في هذا. »
كردووتش: وغير ذلك لم يقل أحدٌ آخر شيئاً؟
نورمان ابراهيم خليفة: لم يتجرّأ أحدٌ على قول شَيء. أحد المرّات اشتكى أحدهم وقام بالشتم، فقامت [برفين آكري] بوضع البندقية في رأسه قائلةً له، أنّها ستفعل ذات الشيء معه.
كردووتش: ما هي أسماء الأشخاص الذين كانوا يقومون بتدريبكم؟
نورمان ابراهيم خليفة: الرفيقة برفين والرفيق عاكف كانوا عندنا، والمسؤول عن كامل جبل حافتانين كانوا ريزان، و زوزان ، وبرفين.
كردووتش: كم طفلاً كانوا في مجموعتكِ؟
نورمان ابراهيم خليفة: مجموعتي كانت مؤلّفةً من 140 شخصاً، ستة عشر منهم كانوا أطفالاً. في المجموعات الأخرى كان هناك حوالي أربعين طفلاً.
كردووتش: هل كان أولئك الذين تمّ تدريبهم، سعيدين؟
نورمان ابراهيم خليفة: في الحقيقة لم يكن هناك أي شخص سعيد، ولكنّهم كانوا يتظاهرون بالضحك، فقط كي لا ينكشف أنّهم غير راضين أو سعيدين.