أوفرا بينكو: البارزاني قائد قومي وجريىء وهو قادر على تقرير المصير والإستقلال

أوفرا بينكو: البارزاني قائد قومي وجريىء وهو قادر على تقرير المصير والإستقلال

Rojava News – تل أبيب: أوفرا بينكو استاذة العلوم السياسية في جامعة تل ابيب ومختصة في تاريخ الشرق الأوسط المعاصر والسياسة العراقية الحديثة وفي القضية الكوردية، كتبت العشرات من المقالات عن هذه المواضيع ، انها تعد من الأكاديميين الكبار على مستوى العالم في موضوع فشل الدولة العراقية ودعت الى اقامة الدولة الكوردية، التقتها كولان ووجهت لها اسئلة في مختلف المسائل تخص العراق و اقليم كوردستان و الشرق الأوسط.

 

* الاشخاص الذين لهم خبرة في التجارب الدولية، توصلوا مؤخراً الى قناعة بأن يصفوا دولة العراق بالفاشلة، ترى ماهي الأسباب وراء هذا الوصف؟

- فعلاً، العراق دولة فاشلة، وذلك لأسباب عدة، اهمها بناؤها غير قانوني وان هذه قضية شعبين كانا في حالة الحرب اي بين الحركة الكوردية وبين القومية العربية، ففي البداية وعدت بريطانيا و ويلسن الكورد بمنحهم الحكم الذاتي، ثم تراجعت عن وعودها، ولكن الكورد شعب له الحق في تقرير مصيره، كانت هذه بداية للمشكلة الأساسية و المشكلة الأساسية الأخرى هي العداء التأريخي بين الشيعة و السنة و المستمر حتى يومنا هذا، كما كان للقوى الخارجية الدور في خلق المشاكل، و كما ذكرت فإن بريطانيا قامت بجمع شعبين في بلد لايريد اي واحد منهما العيش مع الآخر، و الأخطاء المعروفة لأمريكا في المنطقة زادت من تعقيد المشكلة.

 

* هل ان اقامة الدولة الكوردية تدخل في مصلحة تركيا، لأنها سوف تصبح جارة لدولة آمنة ومستقرة بدلاُ من العراق غير المستقر؟

- في البداية، الأمور تتغير في تركيا، هناك علاقة ستراتيجية في مجال النفط و الغاز و بين القادمين من تركيا و العاملين في كوردستان العراق، أي توجد نسبة كبيرة من الثقة بين الأقليم و تركيا، حتى ان اردوغان اعلن شخصياً في الفترة الأخيرة بأنه لايقف ضد دولة كوردية مستقلة، قد يجوز ان نقول انه اشار الى هذا الموضوع اثناء حملته الدعائية في الأنتخابات التركية، ولكن ألا تتصور انْ يكون قد قال ذلك قبل عشرة أعوام، طبعاً لا،اذاَ الأمور تتغير و الشعب لايلاحظ ما تطرا على ارض الواقع.

 

* وما رأيكم بشأن الموقف الأمريكي الثابت؟

- ان امريكا تكرر الأخطاء بأستمرار و لاتتعلم من اخطائها و لا من تجربة بريطانيا، بل ترتكب خطا بعد خطأ، وعلى سبيل المثال، كما راينا مؤخراُ في الرمادي، صحيح انه كان في الموصل نحو 75الف عسكري عراقي، و لم يصمد أمام 220 مسلحاً من داعش، و لكن امريكا لم تستفد من خطأها السابق و اخيراً دعمت الجيش العراقي الكثير، و ما يتعلق بالرمادي وكما اطلعتُ شخصياً على تقارير البنتاغون، فإن العبادي هو الذي أمر الجيش بالأبتعاد عن القتال في الرمادي! لماذا؟ لأن ايران لا تريد جيشاً قوياً في العراق، بل تريد قوة كبيرة من الحشد الشعبي، ولكنه يظهر ان امريكا لاترى ما يحدث و لاتتعلم منه، والأسوء من ذلك و بالرغم من انّ الكورد قد ساند امريكا في 2003 حيث لم تساعد تركيا الحلفاء في ذلك الوقت، كما ان واشنطن تدعم العراق بكل الأشكال من الأموال و المعدات العسكرية، وذلك لتغطية فشلها و عدم الاعتراف بهذا الفشل في المحافظة على وحدة العراق.

                                                          

* تعمل امريكا بكل مالديها من القوة و الأمكانيات لحماية وحدة الأراضي العراقية، هذا في حين ان العراق قد تجزأ على ارض الواقع، و ان الحكومة العراقية تستطيع ان تحكم فقط في بغداد و المدن الشيعية، و بتعبير آخر ان الحكومة تمثل الشيعة فقط، هل انتم متفقون على ان اصرار امريكا على وحدة العراق، تخدم المصالح الأيرانية ، لأن العراق الموحد سوف يصبح تحت السيطرة الكاملة للشيعة؟

- انها صحيحة فعلاً، هذا هو الهدف، اذا تحدثنا عن التقسيم لثلاثة اجزاء، كوردستان و شيعستان و سنستان، فإن كوردستان تستحق اكثر من غيرها للتمتع بالأدارة الناجحة، لأنها تملك حكومة قوية، اما مايتعلق بالشيعة فإنهم ليست لديهم أية ثقافة حكم و على الأقل في العراق، لذا انهم يعيدون التعامل ذاته و يقتلون السنة و البعثيين، و يكررون اخطائهم، و سيما مايتعلق بفكرة المحافظة على وحدة البلاد و ادارة الدولة الواحدة، وكان الكل يأمل في انْ يتصرف رئيس الوزراء العبادي احسن من سلفه، اعتقد ان الوضع في العراق لايشجع على التحسن بل ان امريكا تراهن على حصان خاسر ما يخص الأموال و المصالح الأخرى.

 

* كنا نأمل ان يلتزم العبادي باتفاقية اربيل-بغداد، ولكن لم نلمس منه ذلك حتى الآن، ماذا بهذا الشان؟

- نعم، قد يكون ذلك لصالح اقليم كوردستان، حيث يستطيع الكورد ان يؤكد انهم بذلوا كافة الجهود للتوقيع على الأتقاقية، ولدينا الآن كل المبررات لتنفيذها.

 

* اذا في هذه الحالة لايستطيع أحد ان يلوم الكورد اذا ما اعلنوا استقلالهم، لأن الحكومة العراقية كما الحكومات السابقة لم تلتزم بأي اتفاقية مبرمة مع اقليم كوردستان؟

- نعم العبادي يكرر اخطاء سلفه ذاتها ازاء الكورد و السنة، هذا في حين ان بغداد تعيش اسوء حالاتها، فيما تقوم امريكا بتقديم الدعم لها.

 

* يجري الحديث الآن ليس على مستوى كوردستان فحسب، بل على مستوى العالم حول استقلال كوردستان، وكما اشرتم من قبل قد يكون المستوى الردىء للعلاقات الآن بين اقليم كوردستان و الحكومة المركزية فرصة جيدة وكذلك مسالة داعش عاملاً مشجعاً للأعلان عن الأستقلال، ماهي قراءتكم لهذا الجانب؟

- هذا الموضوع يحتاج الى التأمل و الجرأة، في الحقيقة ان هذه المسألة لاتتعلق بالفرص و الوقت، أو وجود علاقات غير جيدة، بل انها مسألة تتعلق بالقرار، صحيح انه ليس لديكم منفذ على البحر كما هي السودان و سويسرا، و صحيح ان هناك اعداء كثيرين يتربصون للأقليم ، لذا فإن خلاصة الموضوع هو وجود قائد جرىء و شهم و ذو ارادة صلبة.

 

* كيف تنظرون الى دور مسعود بارزاني في حث الخطى نحو هذه المسالة المهمة؟

- يبدو ان البارزاني مصرٌ و جدي في مسألة استقلال كوردستان و هو مستعد ان يعمل ما هو ممكن لتحقيق هذا الهدف، لأنه يريد تحقيق الأستقلال في ظل فترة رئاسته، وهو يهيىء الأرضية و الأجواء للتوصل الى هذا الهدف، ولهذا السبب سبق ان قلتُ ان المسألة بحاجة الى قائد جرىء و شجاع و صاحب رؤيا، ولذا استطيع القول ان البارزاني يمتلك كل هذه الصفات و الخصال، وسيتم تحقيق ذلك ليس في مستقبل بعيد.

 

* دعا البارزاني برلمان كوردستان تهيئة الأجواء لأجراء الأستفتاء، سواء برعاية المنظمات العالمية أو البرلمان، أو البرلمان العراقي، ما هو رأيكم في هذا الجانب؟

- لا اعتقد ان يكون أمام البرلمان العراقي هذا المجال في الوقت الراهن، و حتى اذا تدخل فإنه سيقوم بأفشاله و لن يرعاه، ولكن اذا ما تمت الموافقة على ذلك فإنه من الممكن دعوة المراقبين الأجانب ، صحيح ان نتيجته واضحة مسبقاً ولكنكم بحاجة الى حضورهم في هذه العملية لأعتبارات مهمة.

 

* كيف لنا انْ نعمل من اجل اقناع دول الجوار على قبول النتائج؟

- عندما تعلن الأستقلال، فأنك اعلنته بشكل نهائي، عندها تبدأ الحرب، لقد واجهنا الحرب عند اعلاننا الأستقلال، ولكن لا اعتقد انْ تركيا سوف تعلن الحرب ضدكم بهذه السرعة، وحتى ايران لن تفعل ذلك، وبعد الأستقلال سوف تتغير كل الأمور، وما تفعلونه الآن هو تعبير عن حق تقرير المصير.

 

* لقد تحدثتم عن قرار العبادي للأنسحاب من الأنبار من اجل سيطرة الحشد الشعبي عليها، هل هذا فشل للعبادي أم لأمريكا؟

- لقد فشل العبادي في ما كان من المفترض أنْ يؤديه، لقد كانوا يرسلون له الأسلحة و المستشارين من اجل الدفاع ضد داعش، بينما يأمر العبادي بالأنسحاب، وهذا هو فشل العراقيين.

 

* في مثل هذه الظروف الصعبة و ما يحدث الآن في الشرق الأوسط، ماهي رسالتكم للشعب الكوردي؟

- انا انظر الى مكاسب و انجازات الكورد اينما كانت، سواء في العراق أو في سوريا أو في تركيا، و اعتقد ان قرن الحادي و العشرين هو قرن الكورد، وآن الأوان لمعالجة الأبادة الجماعية هذه، وما حدث لهم في القرن الماضي، اتمنى النجاح و الموفقية للكورد في مشروعهم – استقلال كوردستان.

 

بروفايل:

(اوفرا بينكو) استاذة العلوم السياسية في جامعة تل ابيب و مختصة في تأريخ الشرق الأوسط المعاصر و السياسة العراقية الحديثة وفي القضية الكوردية، كتبت العشرات من المقالات عن هذه المواضيع ، انها تعد من الأكاديميين الكبار على مستوى العالم في موضوع فشل الدولة العراقية و دعت الى اقامة الدولة الكوردية.

Rojava News 

Mobile  Application