شفان برور: أهلنا في كوردستان سوريا قلوبهم مع الكورد وكوردستان

شفان برور: أهلنا في كوردستان سوريا قلوبهم مع الكورد وكوردستان

Rojava News: قال الفنان الكوردي الكبير شفان برور، بانه منذ بداية مسيرته الفنية ركز على الجانب القومي في أغانيه  لما للموسيقى تأثير كبير على مشاعر وأحاسيس الانسان، فعندما يخدم الفن الجانب القومي فإن الشعب تلقائيا يزيد تشبثاً وارتباطاً بقوميته ووطنه. الفن الكوردي وغربي كوردستان كان محور لقاء أجرته (كوردستان) مع الفنان شفان برور:

*ما هو تقييمك للفن الكوردي، كيف ترى مستواه؟

-نستطيع القول بأن الفن الكوردي وصل إلى مستوى عال ومتطور من الناحية الاجتماعية من حيث تطور اللغة ونقل التراث الكوردي ووصف حياة الشعب في كافة المراحل. فإذا نظرنا إلى تاريخ كوردستان نرى العديد من القصص والملاحم الفلكلورية التي ذكرت في الكثير من الأغاني كسيامند وخجي، مم و وزين، فرهاد وشيرين، درويش عبدي، عبدالي زينكي. ورغم كل هذا لم يدخل الفن الكوردي في المجال القومي، خدم وتحدث كثيراً عن رؤساء العشائر والملالي والشيوخ، ولكن لم يتحدث عن دولة كوردستان والأمة الكوردية، حسب اعتقادي بأنه قبل بدايتي بسنوات قليلة دخل الفن الكوردي في هذا المجال وأنا أيضاً قمت بذلك، ومن الناحية الأكاديمية والتقنية العالية فلم يصل الفن الكوردي إلى المستوى المطلوب بعد، ولكن هناك محاولات عدة من أجل الرقي من هذه الناحية أيضاً.

*رأينا تجربتك مع الموسيقار دلشاد محمد سعيد في سمفونيتي البيشمركه وشنكال. هل تحدثنا عنها؟

-أقولها دائماً وفي كل مكان، الموسيقار دلشاد محمد سعيد فنان متطور وراق، ملم بشكل جيد بالموسيقى الكوردية، هو الذي حضّر لنا كل شيء في السمفونيتين ونحن فقط أضفنا صوتنا كفنانين.

*إحساس الفنان شفان برور يستحق أن يدرّس، لماذا لم تفتح إلى الآن معهداً موسيقياً؟

-لدي مؤسسة ثقافية هنا في هولير وأخرى في برلين عاصمة ألمانيا الاتحادية، ومن خلال هاتين المؤسستين قدمت يد العون والمساعدة للعديد من الفنانين. أيضاً نعمل على بناء علاقات مع دول متعددة، ونسعى لإقامة العديد من الحفلات للتعريف بكوردستان، والبحث في علاقة السياسة الكوردية مع تكوين الإنسان وحفلات اخرى لاستذكار الفنانين الكورد وغيرها العديد. بكل صراحة ليس لدي الوقت الكافي لأعلّم الأطفال العزف على الآلات الموسيقية، فأنا عملي أكبر من ذلك بكثير، فعندما أقيم حفلات في دول أوربية ويحضرها عشرات الآلاف من الأوربيين، فإنني بذلك أعرّف كل الحاضرين بالفن الكوردي، فمن خلال الفن تستطيع أن تقرّب روح العالم منك.

*نتاجاتك كثيرة، ولكن كليباتك قليلة، ما السبب؟

-سابقا أنجزت الكثير من الكليبات بالتعاون مع قناة كوردستان Kurdistan tv ، إن تصوير الكليبات ليس بأمر صعب علي ولكنني لا أملك الوقت لانجاز ذلك.

*هل لديك أعمال جديدة في قريبا؟

-أعمالي المستقبلية كثيرة جداً وأستطيع أن أسجل أكثر من 20 ألبوماً ولكن وقتي ضيق جداً. اتمام ألبوم من الأغاني أمر في غاية السهولة.

*هل تجد فرقاً بين عملك الفني سابقاً وعملك الفني في الوقت الحالي؟

-أجل هناك فرق، فعندما كنت في ذروة شبابي كنت كثير الحركة والنشاط بين زملائي في الجامعة والأغاني التي عُزفت في ذلك الوقت على آلة الطنبور لقيت رواجاً كبيراً ومازال العالم يستمع اليها إلى يومنا هذا بكل حب لأنهم يجدون في تلك الأغاني هيجانٌ كبير وطاقة وحيوية عالية وقدرة صوتية. أما الآن لا أقول أصبحنا حصاناً متعباً لا بل أصبحنا ذوي تجربة أكبر ونعرف طريقنا بشكل أفضل وننتج بشكل أكثر دقة وانتظاماً.

*ما هو إحساسك عندما تغني بين صفوف البيشمركه؟

-البيشمركه رمزٌ قومي، رمزٌ للحرية، البيشمركه اسم نقي وطاهر. عندما نتحدث عن البيشمركه تذهب بنا الذاكرة إلى عهد الخالد ملا مصطفى بارزاني، حيث كان هو بذاته بيشمركه وكان يدافع جنبا إلى جنب هو والعديد من القوميين والمخلصين حوله عن كوردستان ضد الظلم والعدوان. في الحقيقة من الواجب على الشعب الكوردي أن يحمي نفسه، والبيشمركه أيضا هم أبناء كوردستان ولكن حسب اعتقادي يجب ان يكون لنا جيش متدرب على أحدث الأسلحة لحماية كوردستان تحت مسمى جيش حماية كوردستان. ففي أغلب دول العالم عندما يصبح عمر الشاب بين الثامنة عشرة والعشرين عاماً من المفروض عليه الالتحاق بصفوف الجيش في بلاده لتلقي التدريبات العسكرية اللازمة، فلو كنت موضع قرار في اقليم كوردستان لكنت أولا ألغيت الراتب الشهري للبيشمركه، ولأصدرت قرارا أًلزم فيه كل الشباب الكورد بالالتحاق بصفوف الجيش لمدة سنتين وذلك لتلقي التدريبات العسكرية، فهو واجب قومي ووطني.

*ماذا تعني لك كوردستان سوريا؟

-كوردستان سوريا جزء من دولة كوردستان وجغرافياً ذات صلة كبيرة مع شمال كوردستان ولكن الأعداء تقاسموها فيما بينهم فقامشلو تقابلها نصيبين، وكوباني تقابلها برسوس، وسري كانييه تقابلها بني كانييه.

الكورد في غربي كوردستان حافظوا على اللغة والفن الكوردي وهذا الجزء من كوردستان بقي نقياً لأنه على الرغم من إن الحكومة السورية لم تعط الكورد حقوقهم، ولكن في الوقت ذاته لم تحظرهم. والدليل على ذلك فرار العديد من الشعراء والمثقفين الكورد من شمالي كوردستان إلى غربها مثل أوصمان صبري، نوري ديرسمي، نور الدين زازا، قدري جان، قدري جميل باشا وعائلة بدرخان. أنا و كورد غربي كوردستان نستطيع أن نستوعب ونفهم بعضنا البعض كثيراً وحبهم بالنسبة لي فوق كل شيء.

*كورد غربي كوردستان يحبونك جداً، ماذا تقول لهم؟

-أقول لهم أبقوا هكذا ولا تفقدوا إرادتكم ومعنوياتكم العالية، ففي هذه الدنيا يتعرض البشر للعديد من الكوارث ويا ليتها لم تحدث، فمن تعرض للأذى وانجرح أتمنى له الشفاء العاجل، ومن استشهد فالشهيد تاج فوق رؤوس الشعوب ومن هاجر من بلاده ووطنه أرجوا منه ألا يضيع نفسه، أما من فقد طفله فهو أصبح قرباناً لشعبه ووطنه وأتمنى لذويه الصبر والسلون. واخيراً أشكر كل من بقي في وطنه وأقول لهم تقبلوا بعضكم البعض.

*حزب الاتحاد الديمقراطي يمارس القمع ضد الشعب الكوردي في غربي كوردستان، ماذا تود أن تقول لهم؟

-الـ(PYD) أيضاً كورد ولكن سياستهم بعدم تقبل أخوتهم في الحركة السياسية الكوردية في غربي كوردستان أمر خاطئ وسيئ جداً، غداً سيبقون لوحدهم وسيهزمون وخير مثال على ذلك ما حدث في مدينة كوباني عندما بقوا لوحدهم في وجه داعش حلت بهم الكوارث، ولو لم تذهب قوات البيشمركه إلى هناك لكانت كوباني مدمرة ومنهارة تماماً، فمن المفروض أن تقوم الـ(PYD) بتغيير سياستها وأن تكون حذرة مما سيحدث في المستقبل مثلما حل بعبدالله اوجلان حيث بقي سنين طويلة في سوريا ولكن عندما تم تضيّق الخناق على دولة سوريا وحكومتها سلمت أوجلان إلى السلطات التركية بدون تردد. أقول لهم عندما يصبح العدو ذو قوة ستكون قوته عليكم أيضاً ويجب عليكم أن تفكروا جيدا وألا تبعدوا الشارع الكوردي عنكم وأن تبنوا علاقات مع الكورد في كافة أجزاء كوردستان وألا تبتعدوا عن الكورد وخاصة كورد غربي كوردستان، لا تستوطنوا العرب مكان الكورد، هذا أمر محرم. وأود الإشارة إلى إنني بكل أفكاري وأحاسيسي مع هؤلاء الشبان والشابات الذين يقاتلون ضمن صفوفهم من كل قلبهم وبنية صافية. 

*هل ترغب بزيارة غربي كوردستان؟

-بكل تأكيد أرغب كثيراً وكثيراً بزيارة غربي كوردستان. أتمنى لو إنني استطعت زيارة كل قرية ومدينة هناك وقدمت لهم المساعدة ورفعت من معنوياتهم، يا ليتني رأيتهم ورأوني وساعدنا بعضنا البعض فهم يحبونني وأنا أحبهم كثيراً، ولكن السياسة تتعب وتوجع الإنسان كثيراً، فالسياسة لا تعطيني الطريق لأعمل ما أرغب به.

وتابع شفان برور القول: أقوالي كثيرة لا تسعها هذه المقابلة بل ربما أحتاج لكتاب لأقول فيه كل ما أريد قوله، لكنني فقط أريد القول بأن كورد غربي كوردستان نقيين جدا في أدبهم وثقافتهم وأهدافهم، وأرواحهم وقلوبهم مع الكورد وكوردستان. إن ما حل بكم طيلة السنين الأخيرة حل بالشعب السوري عامة، لذلك لا تفقدوا آمالكم ولا تحنوا رؤوسكم وابقوا مرفوعين الرأس، فالشعب الكوردي عامة عاشق لحريته.

 

بروفايل

ولد الفنان الكوردي شفان برور عام 1955 في قرية سويرك القريبة من مدينة روها (أورفة) في كوردستان تركيا ودرس المرحلة الابتدائية من تعليمه في قريته. وعندما بلغ الثالثة عشرة من عمره انتقل إلى مدينة أورفا ليكمل تعليمه، لينتقل بعد ذلك إلى مدينة أنقرة للدراسة في قسم علم الرياضيات والجيولوجيا، ويعتبر أحد أشهر رواد الأغنية الوطنية الكوردية وتلقى شفان العديد من شهادات الدكتوراة الفخرية وجوائز موسيقية عالمية. عام 1976 أُجبر على الهجرة القسرية من تركيا  بسبب أغانيه الوطنية، وعاش في المنفى 37 سنة إلى أن زار دياربكر في السادس عشر من شهر أيلول عام 2013.

كوردستان- نالين حسن- هولير

 

Rojava News 

Mobile  Application