هيفين مشعل تمو: القصيدة قادرة على جعل عصافير الدهشة تحلق

هيفين مشعل تمو: القصيدة قادرة على جعل عصافير الدهشة تحلق

Rojava News: هيڤين تمو، أو هيڤين مشعل تمو، كما تحب هي أن يُكتب اسمها وتُنادى به، لمَ لا وهي ابنة الشهيد والشخصية الكوردية المعروفة مشعل تمو، شاعرةٌ، كاتبة، تغزل من كل شيء قصيدة، من طفولتها، من مدينتها دربيسييه الكوردية في الشمال السوري، من دم أبيها الذي إستشهد ولم يمت، من غربتها المرغمة عليها. هيڤين تمو نلتقيها اليوم، لتسرد لنا البعض من الكثير الكثير الذي لديها.

*مرحبا بك، بداية هل يمكنك اعطاءنا نبذة عن حياتك؟

 -هيفين تمو شاعرة وكاتبة من مدينة دربيسييه، تلك المدينة التي أحاطت طفولتي بالجمال إلى أن نبتت الزهرة في قامشلو، ومنها كانت  بداية الكلام الذي كان لابد أن يقال.

*ما الشعر، ومتى يكون الشخص شاعراً؟

-الشعر بالنسبة لي هو الماء الذي أحتاجه لأبقى حية من الداخل، هو ابتسامة أبي حين ينادي باسمي كل صباح، بكاء أمي المتواصل، حالة من الجمال المشع حين يضيء كل المحطات والمنعطفات التي يمر بها الإنسان. هو الفرح، السلام، الطفولة، البياض، الحلم، الحب هو وحده يعرف كيف يسقي الزهرة بالدهشة،  لتنبت ياسميناً طاهراً كتلك التي كان يعشقها أبي حين يبتسم، أما متى يكون الشخص شاعراً؟ أعتقد أن الشعر هو حاجة انسانية، فكل إنسان هو شاعر، فقط تختلف أداة إنتاجه للجمال. فالرسام يكتب شعراً في لوحة تشكيلية. الأم  تكتب شعراً في عيون أطفالها، قد يكون في اغنية او صورة فوتوغرافية .هو حاضر في كل مشهد جمالي داخل اللغة وخارجها.

*تكتبين الشعر منذ ما يقارب 15 عاما، لمن تكتبينه؟

-أكتبه لأحيا، لأكون كما أريد بعيداً عن ثرثرة تملأ هذا العالم، أكتب لأتنفس أوكسيجيناً أخر بعيداً عن الخراب والحرب، وفعل الكتابة هو الوحيد الذي تحتاجه روحي الحية  لتبقى نقية حد الجمال .

*اسمك يعني (الامل) باللغة الكوردية، كم هو موجود في قصائدك؟

 

-أحببت سؤالك هذا لان هناك دائما من يسألني عن معنى اسمي ولسبب غير معروف حين أجيبهم أشعر أنني قادرة على بث الأمل في عيون كل من ألتقيهم بفتنة وحب، وكل قصيدة أكتبها لها ملامح الموت والوجع، لا تخلو من رائحة الحب والامل، الأمل هو صوت الناي والآه حين أقولها في كل قصيدة، مساحة الضوء التي ينبشها القارئ وهو مغمض العينين.

*تركت سوريا لاجئة الى ان اتخذت المانيا بلدا لاستقرارك، ماذا يفعل اللجوء بالقصيدة؟

-هواجس اللجوء من بلد الى آخر تمتد بي من الروح وأرقها ومن ملامح وجهي اللاجئة، والرغبة في التحرر منها هو جزء لا يتجزء من حياتي والتي تنعكس أثارها على قصائدي، ان اكتب قصيدة بعيدة عن ملامحي أشبه بتحريك إحساس ميت.

*  الشيء الملفت ان لديك الكثير من القصائد والعديد منها منشور، لم لا تنجزين ديواناً لأعمالك؟

-هذا صحيح، سبب تأخري الى الان هو الانزياحات المتكررة التي مررت بها بالاضافة لاصابع القدر الخفية بين الحين والاخر، وإنعكاس كل ما يحتويه الخارج من وحشة وخراب على روحي، وحاليا ابحث عن دار نشر تكون قادرة على رعاية قصائدي وتكون مكانا أمناً لأوراقي، حتى  تمارس حضوراً حقيقياً بين يدي القارئ و المتلقي.

 *وانت ابنة الشهيد مشعل تمو، كيف للدم ان يصبح قصيدة؟

-سأجيبك بهذه الكلمات: قميصٌ أبيض بقيَ هناك/ زجاجُ نضارته والكثير الكثير من الدم/ لازال يفتح مكاناً هنا بين الرئتين/  تماماً كالجرح العالق في وجهي/ كأمطار القلب التي توقظني بقصيدة.

*ابتعدت عن الشعر فترة لا بأس بها وعدت من جديد، كيف للشاعر ان يتخلى عن شعره؟

 لم أتخلّ عنه، لايزال صديقي الأقرب يباغتني في أماكن وأوقات لا اتوقعها، ولكنني كنت بحاجة لإجابات كثيرة عن الموت والحياة والحالة الفاصلة بينهما وبين ما هو الانسب لروحي كبداية لحياة حية لا تشعر بوحشة الحزن والموت .

*لماذا لا تكتبين بلغتك الام، الكوردية؟

 

-  الكتابة  بلغتي ليست صعبة ولكن الاصعب هو أن أكتب قصيدة بها. لازلتُ ضعيفة في كتابة قصيدة بالكوردية دون أخطاء، وأنا حاليا احاول إتقانها لأستمد منها نطفة الروح، مثلما أستمد من اللغة العربية الحضور الحي، البوح باللغتين هو الأجمل لزهرة برية أغتسلت بفوضى الجرح.

*الألم ام الفرح، ايهما يوحي لك بالقصيدة اكثر؟

- كل الحياة وما تحتويه من مفردات تكتبني كما أنا الطفلة التي دخل الهواء الأول رئتها، والمرأة الحالمة  بابتسامة الضوء لتلحق به، والأم التي تتمتع بحلاوة أصابع أطفالها، والشاعرة التي تكتب باحساسها لتحيا بحرية، الألم والفرح كلاهما كالضوء الذي يوحي لي بالحياة.

حوار: وائل ملا

13:40:54

 

Rojava News 

Mobile  Application